هاريس وترامب في سباق الأمتار الأخيرة لكسب أكبر عدد من الأصوات

تدخل انتخابات تعد نتائجها من بين الأكثر تقاربا في العصر الحديث في الولايات المتحدة مرحلتها الأخيرة، إذ يتوجه دونالد ترامب إلى الناخبين اللاتينيين في وقت تجري شبكة وطنية مقابلة مع كامالا هاريس.
وتضخ الحملتان مئات ملايين الدولارات في محاولة أخيرة لكسب تأييد أي ناخبين لم يحسموا قراراتهم بعد يمكن أن يقلبوا النتيجة لصالح طرف أو آخر، فيما تظهر الاستطلاعات بشكل متكرر أن المرشحين متعادلين تقريبا قبل أسبوعين من الانتخابات.
وصو ت حوالي 18 مليون أميركي عبر البريد الإلكتروني أو شخصيا، أي ما يعادل حوالي 10 في المئة من نسب المشاركة الإجمالية المسجلة عام 2020، وهي نسبة مشاركة يمكن أن تكون العامل المحدد لهوية الشخصية التي ستظفر بالبيت الأبيض.
ومهما تكن النتيجة، سيسجل الأميركيون فصلا في التاريخ يوم الخامس من نوفمبر إذ أنهم إما سينتخبون أول امرأة على رأس القوة الأكبر في العالم أو أنهم سيختارون رئيسا سابقا أدين بتهمة جنائية.
وأظهرت بعض الاستطلاعات مؤخرا تقدم ترامب البالغ 78 عاما والذي يعد المرشح الأكبر سنا عن حزب رئيسي في تاريخ الولايات المتحدة، بفارق ضئيل، ولكن مع هامش للخطأ، وهو أمر لا يعد مريحا جدا للرئيس السابق الذي يترشح للمرة الثالثة على التوالي للبيت الأبيض.
وما زال الرئيس السابق يرفض القبول بهزيمته في الانتخابات عام 2020 أمام الرئيس جو بايدن ويتوقع أن يرفض النتيجة حال خسارته، وهو أمر من شأنه أن يزج  بالولايات المتحدة في حالة من الفوضى.
وأجرت شبكة “إن بي سي” التلفزيونية مقابلة أول أمس الثلاثاء مع نائبة الرئيس هاريس التي دخلت السباق في يوليو بعد قرار الرئيس جو بايدن الانسحاب ودعمها لتحل مكانه.
وستعتمد المرشحة التي احتفلت بعيد ميلادها الستين نهاية الأسبوع على أحد أكثر الشخصيات الممثلة للحزب شعبية: باراك وميشيل أوباما.
وسيشارك الرئيس الديموقراطي السابق وزوجته في عدد من التجمعات الانتخابية في الأيام المقبلة، أحيانا إلى جانب هاريس، في ثلاث من الولايات السبع المتأرجحة التي تصوت مرة للديموقراطيين وأخرى للجمهوريين والقادرة على حسم النتيجة.
من جانبه، سيشارك ترامب الذي يزداد خطابه ضد الهجرة تشددا يوما بعد يوم في جلسة نقاش مع ناخبين لاتينيين في موقع تابع له في فلوريدا.
وسيتوجه المرشح الجمهوري بعد ذلك إلى كارولاينا الشمالية، وهي ولاية متأرجحة أخرى حيث أقام حملته الانتخابية يوم الاثنين الماضي أيضا للمشاركة في حدث يفترض بأن يكرس للاقتصاد.
لكنه نادرا ما يلتزم بموضوع حملاته. وواجه انتقادات على مدى أسابيع بعدما هدد باستخدام الجيش ضد الديموقراطيين الذين وصفهم بأنهم “عدو الداخل”.
وتحول اجتماع متلفز مع الناخبين مؤخرا إلى حدث موسيقي لم يكن مقررا مسبقا إذ تخلى ترامب عن مناقشة الانتخابات ليستمع مطولا على المسرح إلى أغانيه المفضلة يرقص على أنغامها.
وبدأت حملة هاريس تكثيف تعليقاتها على قدرته الذهنية والجسدية على الحكم.
لكن أنصاره الذين يضعون عادة قبعات تحمل شعاره “أعيدوا لأميركا عظمتها” Make America Great Again  يواصلون حضور تجمعاته بكثافة، مقتنعين بأنه ضحية اضطهاد سياسي أو بأن الديموقراطيين يوجهون له التهديدات.
يسعى الديموقراطيون أيضا إلى كسب الجمهوريين المعتدلين المستائين من لهجة ترامب وفضائحه.
وسعت هاريس إلى تصوير نفسها على أنها “محاربة” تسعى إلى قلب صفحة ترامب ونقل السياسة الأميركية إلى مرحلة جديدة.
وفي إطار محاولتها لكسب الناخبين اللاتينيين، شاركت هاريس في مقابلة أول أمس الثلاثاء أجرتها معها شبكة “تيليموندو” التلفزيونية الناطقة بالإسبانية يرجح بأن تركز على الوظائف والسكن وتكاليف المعيشة.

أ.ف.ب

Top