الرياضة دائما في خدمة القضايا الوطنية

احتضنت مدينة العيون الأسبوع الماضي منافسات النسخة الـ (45) لبطولة إفريقيا للأندية البطلة في كرة اليد، بمشاركة 27 فريقا من 11 دولة إفريقية.
وشهدت الدورة تتويج نادي الأهلي المصري في منافسات الذكور، ونادي بيترو أتلتيكو الأنغولي في فيما يخص الإناث، كما عرف هذا الحدث القاري الهام، ولأول مرة في تاريخ الاتحاد الإفريقي للعبة، احتضان عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة، اجتماع مجلس الاتحاد الإفريقي.
كما كان هذا الاجتماع الذي ترأسه منصورو أريمو، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة اليد، فرصة لتعزيز التنسيق بين أعضاء الاتحاد، وتفعيل سبل تطوير كرة اليد على مستوى القارة، وهذا يحسب للمغرب ولمسؤولي الجامعة…
والإيجابي أن هذه الدورة مكنت أسرة كرة اليد الإفريقية من الوقوف على جودة البنيات التحتية الرياضية التي تزخر بها كبرى حواضر الصحراء المغربية، على مختلف المستويات، المؤهلة لاستضافة المواعيد الكبرى.
ويعد اختيار الأقاليم الصحراوية لاحتضان مثل هذه التظاهرات القارية المهمة، شرفا كبيرا لهذا الجزء الغالي من المملكة المغربية، خاصة في هذا الوقت بالذات، والذي تشتد فيه حماقة النظام العسكري الجزائري، أمام المكاسب المهمة التي تحققها الدبلوماسية المغربية، ليس فقط إفريقيا، بل حتى دوليا.
ويعكس اختيار مدينة العيون، لاستضافة حدث رياضي مهم، منسوب الثقة التي يحظى بها المغرب، رغم الدعاية المضادة التي يقوم بها أعداء وحدته الترابية، إلا أن هذا المجهود اليائس والبئيس، لم يحل دون مواصلة المغرب لمساره الناجح، واستراتيجيته الجديدة الموفقة، والتي تهدف إلى إحداث تغيير في موازين القوى بالمنطقة بكاملها.
ويتجلى هذا التوجه الرسمي للمغرب، في جعل الرياضة تلعب دورا كاملا، وتحويلها إلى أداة فعالة لخدمة القضية الوطنية الأولى، والتعريف بتماسك الشعب المغربي بكل فئاته، ومصداقية مختلف مؤسساته…
وفي نفس السياق، سبق لمدينة العيون أيضا أن احتضنت بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، رغم معارضة الجزائر، وبعض الدول التي تدور بفلكها، إلا أن هذه التظاهرة عرفت نجاحا كبيرا سواء من الناحية التنظيمية أو التقنية والجماهيرية.
وبالموازاة مع الإعلان الرسمي عن احتضان بطولة أفريقيا لكرة اليد، تمت برمجة إحداث مركز رياضي دولي من المستوى العالي، ليعزز البنيات التحتية بالمنطقة، وجعلها في خدمة الشباب المغربي والأفريقي، على غرار ما تشهده باقي الأقاليم، حيث أصبح المغرب من بين الدول الرائدة في هذا المجال.
كل هذا يؤكد أن هناك استراتيجية واضحة لا رجعة فيها، تسعى لجعل الرياضة واجهة لخدمة القضايا الوطنية، على غرار المكتسبات التي تحقق على مستويات أخرى، أكثر تأثيرا وأكثر فعالية.

محمد الروحلي

Top