اقتربت البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، من بلوغ ثلثها الأول، حيث تواصل مجرياتها، وهي تجر سيلا من المشاكل، تعيشها الأغلبية الساحقة من الأندية…
فبالإضافة إلى الخصاص المالي الفظيع، جاء إغلاق الملاعب قصد الإصلاح، في أفق احتضان التظاهرات الكبرى، ليزيد من صعوبة المشهد، إذ تضطر مجموعة من الأندية لمواصلة طوافها بالمدن، واستقبال مبارياتها خارج مدنها بـ “التبني”.
وبالنظر إلى واقع الترتيب العام، فإلى حدود الدورة التاسعة، التي جرت الأسبوع الماضي، يلاحظ تقارب غير مألوف بحصيلة النقط، إلى درجة ما نسميه بتكدس المراتب…
فإذا كان فريق النهضة البركانية يسابق الزمن من أجل تأمين زعامته، وتوسيع النقط بين وبين أندية المطاردة، وهو محق في ذلك، تحسبا لقوة المنافسة بالمراحل الأخيرة والحاسمة، فانطلاقا من الرتبة الثانية التي يحتلها فريق الجيش الملكي بواقع 16 نقطة، فإن المحتل للصف الرابع عشر، وهو فريق النادي المكناسي لديه 10 نقط، أي أن الفارق هو 6 نقط لا غير، وهذا له عدة تفسيرات…
أولى هذه التفسيرات، هناك قرار إجراء مباريات السد بالنسبة للمحتلين للصفين 13 و14، وهذا قرار جد إيجابي أعطى للتنافس نوعا من الحدة والندية، ثاني المعطيات تتجلى في تقارب المستوى، إلى درجة يصعب معها أحيانا التكهن بنتائج أغلب المباريات، وكثيرا ما فاجأتنا بعض الفرق بإحراج من هم أكثر عدة وعددا…
ومن بين الملاحظات أيضا، هناك فرقا يمكن تسميتها بـ “المعذبون في الأرض” كاتحاد طنجة وحسنية أكادير، فريقان لم يتمكنا من حل ملفات النزاعات، وبالتالي لا يمكنهما القيام بانتدابات لا صيفية ولا شتوية، والأكثر من ذلك، نجدهما في بحث دائم، عن ملعب يقبل مسؤولو المدينة التي تتواجد بها هذه الملاعب، السماح لها بلعب المباريات التي يستضيفانها، وهذا راجع بطبيعة الحال لإغلاق ملعبي أدرار بأكادير، وابن بطوطة بطنجة…
هناك أيضا تراجع غير المتوقع لنتائج بعض الأندية، وبصفة خاصة الرجاء البيضاوي والفتح الرباطي، الأول صاحب الازدواجية، الذي يعجز حتى الآن، عن فرض الإيقاع القوي، منحه الموسم الماضي الثنائية التاريخية، أما الفتح الرباطي، المجبر هو الآخر باللعب خارج ملعب مولاي الحسن، فنجده غير قادر على ضمان استمرارية النتائج الإيجابية، وهذا لا يعكس الإمكانيات المتوفرة له…
هناك معذب آخر، يتفرج الجميع على معاناته، دون أي تدخل يخفف عنه حجم المشاكل الطاحنة يتخبط فيها منذ الموسم الماضي، والتي تسبب فيها الرئيس المنتقل، بقدرة قادر لقيادة “وداد الأمة”، تاركا فريقه الأصلي يصارع الأمواج العاتية…
فريق عاصمة الزهور التي أصابها الذبول قبل الأوان، مرشح لمغادرة المنتظم الأول قبل انتهاء النصف الأول من البطولة، والمطلوب هو تدخل عاجل لتدارك الوضعية المؤسفة قبل فوان الأوان، ليس فقط لإنقاذ الشباب، ولكن لإنقاذ منافسات البطولة ككل…
>محمد الروحلي