بحث فاعلون اقتصاديون ومستثمرون وأرباب مقاولات، ضمن الدورة الخامسة لملتقيات إزالة الكربون المنعقدة الأسبوع الماضي بالعرائش، التدبير المستدام للماء والطاقة من أجل صناعات غذائية مستدامة.
وشكل اللقاء، المنظم بمبادرة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة بمشاركة متخصصين في الصناعات الزراعية والطاقة ومسؤولين عموميين تحت شعار “نحو إدارة أفضل للماء والطاقة من أجل صناعة غذائية وزراعية مستدامة”، فرصة لمناقشة التحديات والفرص المرتبطة بالتدبير المستدام للمياه والطاقة، وكذا استكشاف مبادرات إزالة الكربون والانتقال الطاقي التي أطلقتها مؤسسات محلية ووطنية.
كما مكن اللقاء، الذي جرى بحضور الكاتب العام لعمالة إقليم العرائش ونائب رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ومدير المركز الجهوي للاستثمار بالنيابة، من توفير أرضية للمتدخلين في قطاع الصناعة الغذائية والفلاحة لبحث وضع استراتيجية عملية لتدبير المياه بشكل أكثر استدامة ومرونة، وكذا اقتراح حلول مستدامة وملموسة لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة في الفلاحة والصناعات الغذائية.
وأكد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عادل الرايس، على أهمية ضمان التدبير المستدام للمياه والطاقة، وباقي الموارد الحيوية بالمملكة التي تعاني اليوم من عجز، مشيرا إلى أنه في ظل التغيرات المناخية، من الملح إزالة الكربون من الصناعة والعمل على الاستغلال الأمثل لهذه الموارد، لا سيما في قطاع مستهلك لهذه الموارد من قبيل الصناعات الغذائية.
وأضاف أن المقاولات الصغيرة جدا والمقاولات الصغيرة والمتوسطة تمثل 95٪ من الشركات المغربية، وهي تواجه تحديات كبيرة مرتبطة باعتماد الطاقات المتجددة، لا سيما بسبب القيود التقنية والقانونية المرتبطة باستخدام الألواح الشمسية، مبرزا أنه بخصوص الموارد المائية، فقد تم إطلاق مبادرات مهمة، من قبيل بناء محطات تحلية مياه البحر وإطلاق عمليات التدقيق لتحسين استهلاك المياه، من أجل مساعدة الشركات على ضمان تدبير أكثر عقلانية للمياه واستغلال هذا المورد بالشكل الأمثل.
من جهته، توقف مدير شبكات نقل وتخزين وتوزيع الطاقة، بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، عبد العالي لفداوي، عند الجهود التي يبذلها مختلف الفاعلين المعنيين من اجل تعزيز الطاقات الخضراء وإرساء أسس التنمية المستدامة، مشددا على أنه من الضروري مواصلة هذه الجهود لمواجهة مختلف التحديات المرتبطة بتغير المناخ ونقص الموارد المائية.
وسجل لفداوي أيضا أن المغرب، بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملتزم بشدة بالتنمية المستدامة، من خلال الاعتماد على الطاقات المتجددة والتدبير الفعال للموارد المائية، عبر اعتماد آليات حكامة وتمويل متينة، تهدف إلى تشجيع الاستثمارات الخاصة وتعزيز الأمن الطاقي والمائي.
بهذا الخصوص، نوه بأنه تم وضع برامج تعاونية، تضم شركاء مؤسساتيين وخصوصيين، وطنيا ودوليا، لدعم هذه الجهود، بهدف ضمان التوفر على طاقة تنافسية متاحة ومستدامة، مع تعزيز مرونة وكفاءة البنيات التحتية.
من جانبهم، عرض أرباب الوحدات الصناعية الحاضرون مختلف المشاكل التي يواجهونها، سواء على مستوى الموارد أو على مستوى التشريع، مشيرين إلى أن إقليم العرائش يتمتع بإمكانيات فلاحية استثنائية، يتعين الحفاظ عليها من خلال الإدارة المستدامة للطاقة والمياه، لضمان تنمية طويلة الأمد ومستدامة.
وعلى هامش هذا اللقاء، وقع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة طنجة تطوان الحسيمة ومجموعةENR اتفاقية شراكة تتعلق بتبادل الخبرات في مجال دعم الشركات على إزالة وخفض بصمتها الكربونية ومواكبة الشركات الوطنية على إنجاح انتقالها الطاقي.
وتضمن برنامج اللقاء موائد مستديرة حول الانتقال المائي في الصناعات الغذائية، والتي تطرقت على الخصوص إلى مخطط التنمية الجهوية، بناء على الترابط بين الماء والطاقة والغذاء والاقتصاد، بالإضافة إلى عروض تقديمية حول تدبير الموارد المائية بالجهة، وبإقليم العرائش على وجه الخصوص.
كما تطرق المشاركون في اللقاء إلى مختلف مشاريع الطاقة الشمسية في الصناعات الغذائية والإجراءات الملموسة لتحسين الأداء الطاقي، إلى جانب تقديم مختلف الآليات المتاحة للحصول على تمويل مشاريع الانتقال الطاقي بجهة طنجة تطوان الحسيمة.
فاعلون اقتصاديون يناقشون بالعرائش “التدبير المستدام للماء والطاقة في الصناعات الغذائية”
الوسوم