الفلاحون يخشون الأسوأ في حال استمرار الحرارة وشح التساقطات
قال أحمد أوعياش رئيس الكنفدرالية المغربية للفلاحة، إن قساوة المناخ المتمثلة في ارتفاع الحرارة وتأخر التساقطات تهدد الموسم الفلاحي الحالي.
وأضاف أوعياش، في حديث هاتفي أجرته معه بيان اليوم، زوال أمس، إن القلق بدأ بالفعل يعم أوساط الفلاحين الذين استعدوا للموسم الفلاحي، استبشارا منهم بأن يكون كسابقه.
وكشف رئيس الكنفدرالية المغربية للفلاحة أن الفلاحين يخشون الأسوأ في حال استمرار الحرارة وشح السماء لفترة تتراوح بين الأسبوع وعشرة أيام، لأنه في حالة كهذه، وعلى افتراض أن السماء جادت بالأمطار، سيكون الموسم الفلاحي متعثرا.
وعودة بالذاكرة إلى الوراء، شبه أحمد أوعياش انطلاقة الموسم الحالي بموسم 2007 الذي تواصلت خلاله الحرارة بتزامن مع ضعف التساقطات، ما أفضى إلى محصول زراعي لا يتعدى 20 مليون قنطار.
وشبه أوعياش الموسم الفلاحي بسباق العشرة آلاف متر، قائلا إنه كلما كانت الانطلاقة محسوبة بشكل جيد كلما اتخذ العداء مراكز مهمة في طابور المتسابقين للتمكن من بلوغ منصة التتويج، وأنه كلما تأخرت الأمطار زمنا، يضيف المتحدث، كلما تراجعت كمية المحصول النهائي.
وحذر المتحدث من نوعية الحرارة التي تجتاح الحقوق خلال النصف الثاني من فصل الخريف، معتبرا إياها استثنائية وقاسية ” لم نر مثيلا لها منذ سبع سنوات”.
ويسود نوع من التشاؤم في نفوس الفلاحين جراء تأخر الأمطار الخريفية عن موعدها المعتاد في الوقت الذي تفيد فيه بيانات التوقعات المناخية للأيام المقبلة، أن موجة الحر ستتواصل على الأقل طيلة الأسبوع القادم، متأثرة بالمرتفع الأصوري المتمركز بعرض الأطلسي والذي يمنع عادة التيارات الرطبة القادمة من الشمال والغرب من التوغل إلى التراب الوطني .
ومقارنة مع الموسم الفلاحي للسنة الماضية الذي سجل فائضا في التساقطات إلى حدود نهاية شهر أكتوبر، قدر بقرابة 50 في المائة مقارنة مع موسم عادي، فإن تأخر الأمطار الخريفية التي تعتبر مصيرية وهامة لانطلاق عملية الحرث التي تهم زهاء 4 ملايين هكتار من الأراضي البورية، يرهن بشكل مباشر الانطلاقة الفعلية لموسم الحرث الذي يسجل في الظرف الراهن تأخرا يمتد لأسابيع بمعظم مناطق المملكة.