ارتفاع عدد ضحايا اعتداء “داعش “في اسطنبول إلى 39 قتيلا

أعلن وزير الداخلية التركي سليمان سويلو، أمس أن الاعتداء الذي استهدف ملهى ليليا في اسطنبول خلال الاحتفالات بعيد راس السنة، أوقع 39 قتيلا من بينهم 16 أجنبيا على الاقل، مضيفا أن الشرطة لا تزال تبحث عن منفذه.
وأبرز سويلو، انه تم تحديد هويات 21 ضحية ومن بينهم 16 أجنبيا و5 اتراك، لافتا الى أن الاعتداء اوقع ايضا 69 جريحا من بينهم اربعة اصابتهم خطيرة، مشيرا الى أن “اعمال البحث عن الارهابي لا تزال مستمرة للقبض عليه سريعا”.
وقد أعلن “تنظيم الدولة” (داعش) الإرهابي، أمس الاثنين، مسؤوليته عن الهجوم على الملهى الليلي.
وقال التنظيم، في بيان، “استمرارا في العمليات التي تخوضها دولة الإسلام (…) ، دك جندي من جنود الخلافة الأبطال أحد أشهر الملاهي الليلية (…)
وذكرت صحيفة (حرييت) التركية أن سلطات أنقرة تشتبه في أن المسلح الذي قتل 39 شخصا عندما فتح النار في ملهى ليلي ليلة راس السنة في اسطنبول مرتبط ب”تنظيم الدولة” (داعش) وأنه ربما من آسيا الوسطى.
وتابعت الصحيفة، التي لم تذكر مصدرا لمعلوماتها، ان المهاجم الذي لا يزال فارا، على علاقة على ما يبدو بالمتشددين وانه من قرغيزستان او اوزبكستان.
واضافت ان المحققين يقولون انه من الممكن ان يكون المهاجم مرتبطا بالخلية التي نفذت الاعتداءات الانتحارية التي اوقعت 47 قتيلا في مطار اسطنبول، في يونيو الماضي، ونسبت ل”تنظيم الدولة”.
وقالت الصحيفة ان اجهزة الشرطة والاستخبارات تلقت معلومات حول مخاطر بان يشن التنظيم اعتداء ليلة راس السنة في عدة مدن تركية. ونفذت عدة عمليات توقيف وتفتيش طيلة شهر دجنبر لتفادي وقوع مثل هذا الهجوم.
وفي مقال آخر في الصحيفة، كتب المعلق عبد القادر شلوي أن تركيا تلقت تحذيرا من اجهزة الاستخبارات الامريكية في 30 دجنبر حول هجوم ارهابي في انقرة او اسطنبول ليلة راس السنة.
وتابع المقال ان التحذير لم يحدد مكان الهجوم.
ولم تكشف السلطات التركية بعد هوية منفذ الاعتداء في ملهى رينا الشهير، والذي نفذ بعد ساعة فقط على حلول العام الجديد.
وتواصل تركيا عملية بحث مكثف للقبض على المشتبه فيه، والذي فر بعد ان غير ملابسه على ما يبدو.
ويأتي الاعتداء بينما تواصل القوات التركية منذ اربعة اشهر عملية عسكرية في شمال سورية ضد متشددي “تنظيم الدولة” والمقاتلين الاكراد.
وكانت انقرة واسطنبول ومدن تركية كبرى اخرى، شهدت سلسلة من الاعتداءات في العام 2016، نسبتها السلطات للمتمردين الاكراد او “تنظيم الدولة”، وأوقعت المئات من الضحايا.
وفي أول رد فعل له، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، أن الاعتداء يهدف إلى “نشر الفوضى في البلاد”.
وقال اردوغان، في بيان أصدرته الرئاسة، “يعملون من أجل تدمير المعنويات ونشر الفوضى في البلاد من خلال استهداف مدنيين بهجمات حاقدة كهذه”، وذلك في أول رد فعل له على الاعتداء. وبدأ الهجوم عندما قتل المهاجم شرطيا ومدنيا عند مدخل ملهى “رينا” الشهير بعد ساعة على حلول العام الجديد قبل أن يفتح النار عشوائيا بعدها على مئات الساهرين في الداخل.
وقال “تركيا مصممة على مواصلة حملتها ضد الإرهاب حتى النهاية وبذل كل الجهود اللازمة لضمان أمن مواطنيها والسلام في المنطقة”. وتابع اردوغان أن تركيا ستستخدم كل الوسائل العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ضد “المنظمات الإرهابية” والدول الداعمة لها دون إعطاء تفاصيل عن المجموعات أو الدول التي يقصدها.
وفي أولى ردود الفعل الدولية، أدان مجلس الأمن الدولي في بيان الليلة ماقبل الماضية “الهجوم الإرهابي الشنيع والوحشي” بأشد العبارات.
وذكر البيان أن “أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مبررة بغض النظر عن دوافعها، في أي مكان، وفي أي زمان وأيا كان مرتكبوها”. وأكد أعضاء المجلس أيضا على أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، مشددين على ضرورة تقديم مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة مثل هذه “الأفعال الإرهابية المشجوبة” إلى العدالة.
من جانبها أدانت الولايات المتحدة بشدة الاعتداء الدموي، معربة عن تضامنها مع تركيا في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، في بيان له، إن “الولايات المتحدة تدين بشدة الاعتداء الإرهابي ضد ملهى ليلي في إسطنبول، بتركيا”.
وبعد أن أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا والشفاء العاجل للجرحى، أبرز الدبلوماسي الأمريكي أن بلاده ستحافظ على “اتصال وثيق” مع السلطات التركية طوال مراحل التحقيق.
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة “تتضامن مع تركيا في مجال مكافحة التهديد المستمر للإرهاب”، موضحا أن مثل هذه الهجمات ستعمل سوى على تعزيز “عزمنا القوي على العمل مع الحكومة التركية لمواجهة آفة الإرهاب”.
كما عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، عن تعازيه لنظيره التركي رجب طيب إردوغان، في ضحايا هجوم إسطنبول.
وقال بوتين في بيان “من الصعب تخيل جريمة أكثر جبنا وخسة من قتل أناس أبرياء أثناء الاحتفالات بميلاد عام جديد”، مؤكدا أن “الإرهابيين بالتأكيد مجردون من القيم الإنسانية، وواجبنا المشترك أن نرد بحسم على الاعتداء الإرهابي”.
وأضاف الرئيس الروسي أن “روسيا كانت وستظل حليفة لتركيا في حربها ضد الأشرار”.
وندد البابا فرنسيس بالاعتداء الذي خلف 39 قتيلا في إسطنبول في الساعات الاولى من العام الجديد ودعا الى مواجهة “الارهاب” في تمنياته للسنة الجديدة.
وقال البابا الارجنتيني أمام نحو خمسين الف مؤمن تجمعوا في ساحة القديس بطرس “للأسف، ضرب العنف مجددا هذه الليلة (التي ترفع فيها) التمنيات والأمال”.
وأضاف “أعبر بحزن عن تضامني مع الشعب التركي”، مؤكدا أنه يصلي من أجل “العدد الكبير من الضحايا والجرحى”.
ووجه الحبر الاعظم أيضا نداء “الى جميع أصحاب الارادة الطيبة لمواجهة جرح الارهاب، بقعة الدماء هذه التي تغمر العالم بظل من الرعب”.
وكان البابا تمنى للجميع “عام سلام ببركة الله”.
وقال من على شرفة كاتدرائية القديس بطرس حيث يترأس القداس كل أحد إن “العام سيكون سعيدا حين يسعى كل منا، بمساعدة الله، الى صنع الخير يوما بعد يوم. بذلك، يتم بناء السلام عبر قول +لا+، بالأفعال، للكراهية والعنف، وقول +نعم+ للاخوة والمصالحة”.
وتوالت، من العديد من عواصم العالم التنديدات بالهجوم الإرهابي الذي استهدف ليلة السبت الأحد، الملهى الليلي في إسطنبول، معربة عن أملها في أن يتم تقديم المسؤولين عن هذا العمل الشنيع إلى العدالة في أقرب وقت ممكن لينالوا عقابهم على ما ارتكبوه من جرائم.
وكالات

Related posts

Top