افران: الأطلس المتوسط.. المضاربون والشناقة يتحكمون في اسواق الأضاحي وأ غلبية الأسر تنتظر تراجع الأسعار

يتميز الأطلس المتوسط بأسواق محلية كبيرة مثال سوق الثلاثاء بأزرو والخميس بتيمحضيت و بومية وامريررت والسبت باكلموس والأحد بكيكو وخنيفرة، وهي جميعها فضاءات تجارية تمتاز بعرضها المختلف من الأكباش وسلالاتها ذات الجودة العالية.
وتحظى سلالة تيمحضيت بشعبية كبيرة في هذا الربوع من المملكة، وتعتبر إرثا فلاحيا متجدرا، على اعتبار ما تحظى به من خصائص الجودة والقيمة الغذائية العالية، إضافة إلى ذلك فهذه السلالة تتميز بتأقلمها مع محيطها الطبيعي المتسم بالمناخ البارد وتمتاز بجودة بنيتها وسهولة تسمينها وارتفاع إنتاجيتها. كما تعتبر هذه السلالة من أهم القطعان المؤطرة من قبل الجمعية الوطنية لتربية الأغنام و الماعز مقارنة مع باقي السلالات .
خلال الأيام التي تسبق عيد الكبير، تعيش هذه الأسواق حركية لامتناهية، يغذيها الكسابة والتجار الذين يحجون إليها من جميع أنحاء المملكة، من أجل شراء قطعان الأغنام أو بيعها، كما يقصد هذه الأسواق المحلية، أيضا أرباب الأسر لاقتناء كبش العيد، الذي يختلف سعره حسب “الجملة” أو”الفردي” وأيضا، حسب الحجم والجودة والسلالة. والأسعار على اللعموم تتراوح ما بين 1500درهم و4000 درهم كأقصى تقدير.
إلا أن الملاحظ في جميع هذه الأسواق الأطلسية، أن مربي الماشية الذين يقصدونها من جميع المناطق والذين يعتبرون أن عيد الأضحى هو فرصة لتحسين دخلهم، كثيرا ما يسقطون فريسة في يد الوسطاء والمضاربين والشناقة الذين يتحكمون في الأسواق حيث يستعملون حيل وآلاعيب تمكنهم من شراء قطعان الأغنام بأقل الأسعار، ثم يعمدون لرفع أثمانها لمستويات قياسية عند بيعها سواء بالجملة أو بـ “الفردي”، وعندما يلاحظون أن العرض سيفوق الطلبـ، سرعان ما ينسحبون، إلى أسواق أخرى بنفس الإقليم، أو إلى مدن وأقاليم أخرى بخاصة الشمالية كطنجة وتطوان حيث يتحسسون إن كان العرض أقل من الطلب، ليلهبوا أسواق الأضاحي فيها ويضاعفوا محنة أغلبية الشرائح المجتمعية التي تكتوي يوميا بنار غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الطاقية والماء والكهرباء.
وبهذه العملية التي يجيدون ممارستها يوميا يتحكمون في الأسواق الوطنية، من خلال التأثير السلبي على العرض والطلب بطرق تصب في مصلحتهم ويراكمون من خلال الأرباح الخيالية.
والحالة هذه تتكرر في كل سنة خلال نفس المناسبة، مما يفرض على وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات التي تقوم بتقييم حالة تموين الأسواق بالأضاحي المعدة للذبح، وكذا الحالة الصحية للقطيع مع تعزيز شبكة تسويق حيوانات عيد الأضحى، ( يفرض ) إحداث أسواق مؤقتة بمدن المملكة، بل تنظيم أسواق على شاكلة معارض جهوية لا يسمح بدخولها و ممارسة عملية البيع بها إلا للفلاحين والكسابة، وتكون هذه الأسواق مفتوحة طيلة أيام الأسبوع في وجه المواطنين، وذلك من أجل قطع الطريق على الشناقة الذين يستنزفون القوة الشرائية للمواطنين، من خلال التحكم في الأسواق و أسعار الأضاحي و يستغلون هذه المناسبة الدينية في مضاعفة محنة الفقراء والكادحين الذين يكتوون بنار غلاء المعيشة.

 مولاي عبد السلام اسماعيلي

Related posts

Top