انطلقت، مساء الجمعة الماضي، فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان مكناس للدراما التلفزية بحفل افتتاحي بهيج نشطت فقراته الفنانة مجيدة بنكيران على خشبة مسرح المركز الثقافي محمد المنوني، وتميز هذا الحفل الافتتاحي أساسا بتكريم خاص لكل من الممثلة زهور السليماني والفنان محمد الرزين، احتفاء بمسيرة حافلة وعطاء كبير في مجال التمثيل.
وقد اعتبرت الفنانة زهور السليماني أن هذا التكريم يأتي كاعتراف رمزي كبير بمسيرتها، قائلة “أسعدني كثيرا هذا التكريم الذي يحثني بالفعل على المزيد من العطاء والاستمرار في التمثيل لإدخال السرور على بيوت المغاربة”.
أما الفنان محمد الرزين، فقد قال إن التكريم من مهرجان الحاضرة الإسماعيلية يعتبر بالنسبة له أجمل تكريم من جمهور رائع وذواق، شاكرا كل من ساهم في إنجاح مهرجان مكناس الذي يحتفي بالدراما التلفزية والفاعلين فيها.
 وحظي الممثلان المغربيان بعناية فائقة من قبل منظمي المهرجان ومسانديه وجمهوره على حد سواء، حيث قدمت في حقهما شهادات تقديرية وقدمت لهما هدايا ومكافئات من قبل الفاعلين والمساندين الرسميين للمهرجان.
وقد عرف الافتتاح عرض شريطين يوثقان لمسيرة الفنانين، ورافق صعودهما للمنصة زغاريد الحاضرين وتصفيقات حارة، اعترافا من الجمهور بعطائهما واحتراما لمسيرتهما الفنية الزاخرة بالعطاء والإبداع.
ويعرف المهرجان في دورته الخامسة مشاركة مجموعة من الإنتاجات الدرامية التلفزيونية المغربية تتبارى حول جائزته الكبرى، بالإضافة لاستضافته دولة الأردن كضيف شرف، وعروض من فلسطين وفرنسا والإمارات العربيبة المتحدة.
ومن الأفلام التلفزيونية المبرمجة للعرض داخل المسابقة الرسمية للمهرجان، “حفيد الحاج” لرشيد الوالي، و”جنب البحر” لمراد الخودي، و”سوء فهم” لياسين فنان، و”البهلوان” لمحمد الشريف الطريبق، و”نهار زوين” لهشام العسري”، و”ليلة العمر” ليونس كنبوج وبشرى بلواد، و”صمت الذاكرة” لعبد السلام الكلاعي و”شهادة حية” لسعيد آزر.
كما تتنافس على جوائز الدورة مسلسلات “حميمو” لزكية الطاهري وأحمد بوشعالة، و”مقطوع من شجرة” لعبد الحي العراقي، و”حبال الريح” لادريس الروخ و”دار الضمانة” لعلي المجبود.
يذكر أن لجنة تحكيم المهرجان التي تترأسها المخرجة فريدة بليزيد، تضم الممثل المصري عبد العزيز مخيون، والممثل ياسين أحجام والممثلة خديجة أسد والمدير السابق للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي أحمد بدري.
وفي إطار الشراكة مع تلفزيون أبو ظبي، ستتيح التظاهرة للجمهور مشاهدة مسلسل “العراب” لحاتم علي، ومسلسل “الأخوة” لأحمد يعقوب المقلة، من الإمارات العربية المتحدة.
وفي إطار البرنامج الثقافي للمهرجان، يؤطر الكاتب عبد الإله الحمدوشي ورشة للسيناريو، كما أقيمت ندوة صبيحة يم السبت حول “تسويق صورة المغرب والثقافة المغربية من خلال الدراما التلفزية” فضلا عن صبيحة خصصت للأطفال أمس الأحد عرض فيها مسلسل “رجائي كائن فضائي” من إنتاج أردني.
وبخصوص ندوة المهرجان، يعتبر المنظمون أن الصورة في عالم اليوم، صارت تلعب دورا مركزيا في صنع الحدث، وهي حاملة للمعرفة والثقافة والتاريخ.
ومنذ ظهور التلفزة إلى اليوم، استطاعت هذه الأداة أن تكون حاضرة في حياة الإنسان والشعوب، وأن تمارس تأثيرا قويا على مشاعر وعقول الناس، ومن ثمة جاء اختيار موضوع “صورة المغرب والمغربي في الدراما التلفزية” كمحور رئيسي لندوة الدورة. إذتنطرح أسئلة من قبيل: كيف تحضر صورتنا في هذا التخييل الدرامي؟ هل تعبر عن واقع معيش؟ أم عن واقع مفترض؟ هل تسوق لصورة نموذج؟ أم تعبر عن صورة – حلم ؟
هذا ويعد مهرجان مكناس للدراما التلفزية، الذي تنظمه جمعية العرض الحر، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 18 إلى 23 مارس الجاري، تظاهرة موضوعاتية لا مثيل لها في المغرب وعلى الصعيد العربي، إذ ارتأى المنظمون منذ الدورة الأولى إضفاء هوية متفردة على مهرجانهم ليختص أساسا بالإنتاجات الدرامية بكل أجناسها، من أفلام ومسلسلات وسلسلات، وبكل تلاوينها من تاريخية واجتماعية وبوليسية وكوميدية..