بعد 36 سنة من الانتظار الفريق الوطني يعود للتالق بالمونديال ويعبر للدور الثاني

على أرضية ملعب الثمامة بالدوحة القطرية، تواصل تألق الفريق الوطني المغربى، في سادس مشاركة له بمونديال كرة القدم، موقعا نتائج باهرة سمحت له بالعبور بتفوق نحو الدور الثاني.
مباشرة بعد كسب التعادل أمام كرواتيا؛ في أول جولة، ظهرت إشراقة أمل ليكبر الحلم بعد ذلك في ثاني الجولات، بتحقيق تفوق باهر على حساب منتخب تسبقه سمعته، بلجيكا، صاحب المرتبة الثالثة بمونديال روسيا 2018، ليختم أصدقاء العميد غانم سايس مسار الدور الأول، بتكريس السيطرة على مجموعة كانت كل المعطيات المسبقة تقول بأنها بالغة الصعوبة.


بنفس التشكيل، وباستثناء دخول الصابيري مكان أملاح، حافظ المدرب وليد الركراكي على التوابث، سواء من حيث الاختيارات البشرية، أو النهج التكتيكي، وهو اختيار يبقى منطقيا، تفاديا لحدوث مفاجأة غير سارة، قد تعصف بمجهود خرافي بذل خلال الجولتين الأولى والثانية.
وجه الصعوبة يكمن بالأساس، بمواجهة منتخب فقد كل أمل في مواصلة مشوار المونديال، بعد حصده هزيمتين متتاليتين، دخل أطوار آخر مقابلة له بالنسخة ال (22) للمونديال، برغبة جامحة في لتحقيق ولو نقطة واحدة.


يوسف النصيري اللاعب الذي تلقى من الانتقادات ما لم يتلقاه غيره من الجيل الحالي، أظهر استماتة كبيرة، اجتهد بقوة، ساعده في ذلك ثقة مطلقة من طرف المدرب، وبهذه المميزات جاء للمونديال، طامحا في تقديم أوراق اعتماده من جديد.


كشف النصيري بالواضح الدور التكتيكي الذي يقوم به فوق رقعة الميدان، والمهمة المطلوبة منه بالضبط، في سياق المنظومة الدفاعية، انطلاقا من الخط الأمامي.
وعن طريق الضغط العالي، كان النصيري وراء العملية التي جاء بواسطتها هدف السبق، بعد خطأ للحارس استغله بروعة «الحكيم» حكيم زياش في الدقيقة الثالثة، مسجلا واحدا من أسرع الأهداف في تاريخ المونديال. وعاد النصيري ليزف نبأ سارا جديدا. فالهداف استعاد خاصيته، وعن طريق تمريرة «المعلم» حكيمي يمرر في العمق نحو النصيري وبسرعة فائقة انفرد بالحارس الكندي موقعا الهدف الثاني.
نتيجة هدفين لصفر لم يقللا من عزيمة وطموح الفريق الكندي، ومن هجمة خاطفة، تمكن من تسجيل هدف في مرمى بونو بعد خطأ في الإبعاد، من طرف المدافع الأوسط نايف اكرد.
تواصلت أطوار المباراة بشكل ضاغط مع لحظات من الارتباك سادت أداء العناصر الوطنية، والسبب يعود إلى تأثير الاصابات وافتقاد البعض لايقاع المنافسة الرسمية.


وتماما كما توقعنا، اخرج الكنديون كل الاسلحة، هاجموا بعنف، قاتلوا وسط الميدان، تلقوا الانذارات، اضاعوا فرصا للتسجيل، إلا أن رباطة الجاش ميزت للمجموعة المغربية، إلى آخر دقيقة.
واجه الركراكي الضغط الكندي، وتأثير العياء، بالاستعانة بعناصر أكثر جاهزية، إذ عدد التغييرات بمرور الوقت، ومع القرب من إعلان الحكم، عن نهاية هذه الموقعة التي جاءت مثيرة وقوية، ومكلفة من الناحية البدنية.
تحقق الحلم إذن، واستطاع جيل حكيم زياش التأهل للدور الثاني، بعد 36 سنة من الانتظار ، ليربطوا الحاضر بماضي جيل التميمومي ومن معه، الذي كان أول منتخب مغربي صعد للدور الثاني.
تأهل عن هذه المجموعة كل من المغرب بالصف الأول، وكرواتيا المحتل للمرتبة
الثانية، بينما خرج منتخب بلجيكا من الباب الضيق؛ في واحدة من مفاجأت المونديال القطري.
برافو الأسود؛ برافو الجمهور الوطني الذي ساند بقوة وبسالة؛ وعلى نشوة الانذارات دائما نلتقى

 مبعوثا بيان اليوم إلى الدوحة : محمد الروحلي – تصوير: احمد عقيل مكاو

Related posts

Top