حادث متولي…

انشغل الرأي العام الرياضي البيضاوي بعد زوال يوم الاثنين بنشر خبر انفصال إحدى عجلات السيارة الخاصة بلاعب فريق الرجاء البيضاوي محسن متولي أثناء القيادة.
وحسب اللاعب نفسه، فإنه مباشرة بعد خروجه من المصحة التي خضع بها لفحوصات طبية، اثر الإصابة التي لحقت به خلال المقابلة التي جمعت فريقه بمولودية الجزائر، فوجئ بفك براغي العجلة الخلفية، مما أدى إلى انحراف السيارة عن مسارها، ومن حسن الحظ أن السرعة لم تكن مرتفعة، وبالتالي فإن التوقف كان تلقائيا.
هذه هي الرواية التي خلقت ضجة وسط الجمهور الرياضي خاصة الرجاوي منه، بل تركت ردود فعل مختلفة، جعلت البعض ينسج روايات وأحاديث وتفاصيل، ذهبت إلى حد تصور مؤامرة ضد اللاعب، وأن هناك نية للنيل منه جسديا.
بسرعة أدلى متولي بتصريح لإحدى المواقع الاليكترونية :
” واش جينا نلعبو الكرة و لا نتحاربو، كنتعرض للسب والشتم فالطريق ماشي مشكل، وليت نحشم نخرج معايا بناتي لهاد السبب، وما كين مشكل لأنها داخلة فاللعب٬ لكن توصل لحد تهديد سلامتي و سلامة بناتي هاد الشي ماشي مقبول”.
وفي سياق نفس التفاعلات، ذهب البعض إلى حد اتهام الطرف الآخر بنفس المدينة أي فريق الوداد البيضاوي، وأن الحادث مقصود ومعد له مسبقا، قصد إلحاق الأذى بمحسن.
يمكن قبول روايات الجمهور العادي، وإن كان تتسم بصفة انفعالية لحظية يغيب عنها المنطق، وتطغى عليها العاطفة، لكن من غير المقبول أن يسارع اللاعب المعني بالأمر إلى الإدلاء بتصريح اتهامي قد تكون له انعكاسات وخيمة.
الظرف غير ملائم تماما لمثل هذه الأحداث كيفما كان مصدرها، سواء كانت مقصودة أو عادية أو حتى ادعاء مجانيا، لأن الأجواء المشحونة بدرجة غير مسبوقة بين جمهور الفريقين الكبيرين، لا تحتمل صب المزيد من الزيت على النار.
الملف كما جاء على لسان متولي مطروح أمام الجهات الأمنية والقضائية لقول كلمتها، بعد فتح تحقيق في النازلة، وعليه فإن أي تأويل أو اجتهاد خارج النص غير مقبول تماما، ولا يمكن إلا أن يزيد في حالة الاحتقان.
فالتحقيق هو الذي يمكن أن يكشف عن الحقيقة كاملة، خاصة وأن هناك وسائل يمكن أن تساعد رجال الأمن في عملهم، منها كاميرات المراقبة الموجودة بأغلب مناطق وسط المدينة، سواء تلك المنصوبة من طرف السلطات المحلية، أو الخاصة بالمؤسسات والمحالات التجاربة المجاورة للمصحة، أضف إلى ذلك توفر السيارة على تكنولوجيا جد متطورة بإمكانها إظهار معطيات دامغة، كما أن طلب خبرة تقنيي الشركة الألمانية المصنعة، يساعد على إظهار جزء أساسي من الأسباب التي جعلت العجلة تتعرض للتفكيك.
بعيدا عن التسرع ولغة التعصب والاتهامات، فإن روح المسؤولية تقتضي انتظار نتائج التحقيق، ومعرفة ما إذا كان الحدث بالفعل مقصودا أو مجرد عطب عادي جراء إهمال تقني.
والدعوة موجهة أساسا لجمهور فريقي الرجاء والوداد، من أجل وضع حد لحالة الاحتقان، وضرورة تدخل الحكماء من الجانبين، خدمة للأهداف السامية التي أسس عليها الناديان العريقان.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top