غضب الطبيعة

 تضاجع الريح موج البحر

فنصاب بالغرق

تغتصب السحب عذرية السماء

فتجرفنا سيول الطوفان

ما أكثر الباقليين

الذين لم يستوعبوا بعد

رجة الأفلاك

تغضب الطبيعة

ولا مجال لنتفادى بؤر الهلاك،

نيازك الكون تتساقط

اتباعا على قارعة المدن القديمة

تنتحر الأحلام في صدر الأنبياء

تزني الأشرعة المهترئة

مع العواصف الهوجاء

فيتأجل السفر إلى حدائق الأمل

هي الحرائق والبنادق،

غدت خارطة الطريق

جثت عافتها القبور والخنادق،

أشلاء الموتى تعفنت

ما وسعتها الثوابت والصنادق

وا أسفي هذا هو العالم

الحلم المتحضر الموحش؛

تشتعل النار في غابات العشق

فيأبى الماء تطهير البشرية؛

تهرب الضاريات للبر

لتلتهم ما تبقى من جسد الحياة

كثر العرافون والدجالون

تجار الدين والمرابون

افتقدنا بسمة الطفولة والبراءة

وتملكنا الرعب والخوف

استبد بنا الضر والأنين

حين علا صوت الرصاص

والقنابل والصواريخ

ورائحة البارود

على رائحة الفل والياسمين؛

ينتشي الفضاء

بنجوم الفتك إذا قصفت

عورته الراجمات

ويرقص الكوكب

على إيقاع أحذية الجنود

المتشبعين بفلسفة

البطش والإبادة

لا أحد أيها البسطاء يصرخ

في وجه المهزلة

لا أحد يعيد للبشر

قيم الحق في العيش والكرامة

لا أحد ينادي بالسلم

ويختصر لغو الكلام

وحدها الطبيعة أصيبت

بلعنة الآثام

لا أحد نفخ في بطن الأرض حبا

لتنتهي طبول الحرب

ويتسلطن نبض السلام

< شعر: محمد كابي

الجديدة 07/09/2023

الوسوم ,

Related posts

Top