فليك.. من نعيم بايرن إلى جحيم المنتخب

 عاش هانزي فليك النعيم عندما اشرف على تدريب بايرن ميونيخ وقاده إلى سداسية نادرة عام 2020 لكنه عانى الجحيم على رأس الجهاز الفني لمنتخب ألمانيا خلال فترة عهده حيث فشل في وقف انحدار منتخب بلاده إلى الحضيض منذ عام 2018.

كانت الخسارة القاسية أمام اليابان 1-4 السبت الماضي في مباراة ودية، وهي الرابعة لـ “دي مانشافت” في آخر خمس مباريات، القشة التي قصمت ظهر البعير ما أدى إلى قرار الاتحاد الألماني بإقالة فليك من منصبه حتى قبل خوض المباراة الودية الثانية ضد فرنسا مساء اليوم الثلاثاء. 

قرار غير مسبوق للاتحاد الألماني، لأن فليك بات أول مدرب والوحيد في تاريخ البلاد الذي تتم إقالته منذ استحداث هذا المنصب عام 1926.

بيد انه لم يكن مفاجئا نظرا للضغوطات التي تعرض لها المنتخب الألماني من قبل أنصاره والصحف المحلية في الأشهر الأخيرة.

“هانزي خارجا”، نغمة ترددت في أصداء مدرجات فولفسبورغ بعد الهدف الياباني الرابع، في حين أعرب القائد السابق لمنتخب ألمانيا الفائز بمونديال 1990 لوثار ماتيوس عن شكوكه بشأن إمكانية استمرار فليك في منصبه بعد انتهاء المباراة.

انتهت مسيرة فليك على رأس الجهاز الفني للمنتخب بالفشل، هو الذي كان مساعدا أمينا لسلفه يواكيم لوف حيث لم ينجح في انتشال ألمانيا من النفق الذي دخلته عام 2018 وتحديدا في مونديال روسيا عندما خرجت من الدور الأول في مجموعة كانت في متناولها لكنها احتلت المركز الأخير فيها بخسارتها أمام المكسيك وكوريا الجنوبية والفوز على السويد 2-1 في الوقت بدل الضائع.

ولم تكن حال المنتخب أفضل مع فليك في مونديال قطر نهاية العام الماضي، إذ ودع الألمان من دور المجموعات أيضا بحلولهم في المركز الثالث بعد الخسارة افتتاحا أمام اليابان 1-2 ثم التعادل أمام إسبانيا 1-1 قبل الفوز على كوستاريكا 4-2.

وقبل خوض المونديال القطري، عاش فليك إخفاقا آخر في دوري الأمم الأوروبية حيث حل المنتخب الألماني ثالثا في المجموعة الثالثة للمستوى الأول خلف إيطاليا والمجر التي أسقطته على أرضه في لايبزيغ 1-0.

ويعرف عن فليك بأنه رجل حوار ويقول حارس مرمى بايرن ميونيخ مانويل نوير، في سيرته الذاتية “يولي هانزي اهتماما كبيرا بالتواصل مع اللاعبين داخل الملعب وخارجه”. 

ويعرف نوير مدربه فليك منذ أكثر من عقد عندما كان الأخير مساعدا للوف في المنتخب، ثم عندما عمل مساعدا للكرواتي نيكو كوفاتش مدرب بايرن ميونيخ السابق قبل أن يحل محله.

وفي خريف عام 2019 عندما كان الفريق البافاري يحقق نتائج مخيبة من بينها خسارة قاسية أمام أينتراخت فرانكفورت 1-5 ليجد نفسه في منتصف ترتيب الدوري المحلي، أقالت إدارة النادي كوفاتش وحل بدلا منه فليك بشكل مؤقت فكانت نقطة تحول في مسيرته التدريبية.

بعد بداية متذبذبة شهدت خسارة فريقه مباراتين من أصل 6 مباريات، بدأ يحقق النجاح تلو الآخر ما اقنع إدارة النادي البافاري بالتعاقد معه بصورة دائمة.

ضربت جائحة كورونا العالم ربيع عام 2020، لكن الدوري الألماني استأنف نشاطه بعد توقف دام حوالي الشهرين وقاد فليك بايرن ميونيخ إلى اللقب نهاية يونيو، اتبعها بإحراز كأس ألمانيا مطلع يوليوز ثم أحرز ثلاثية نادرة بتتويجه بطلا لدوري أبطال أوروبا بالفوز على باريس سان جرمان 1-0 في المباراة النهائية.

ثلاثية أخرى أضافها بالفوز في الكأس السوبر الأوروبية والكأس السوبر الألمانية وبطولة العالم للأندية في العام ذاته.

أدى اختلاف في وجهات النظر بينه وبين المدير الرياضي السابق في بايرن ميونيخ حسن صالحميدزيتش إلى رحيله عن بايرن قبل أن يتم تعيينه مدربا لألمانيا.

وعلى الرغم من تأكيده عقب الخسارة أمام اليابان بأنه لا يزال الرجل المناسب لقيادة منتخب ألمانيا، كان للاتحاد الألماني رأي آخر، فتمت إقالته قبل تسعة أشهر من نهائيات كأس أمم أوروبا التي تستضيفها بلاده في صيف 2024.

Related posts

Top