قبل الإغلاق لابد من المحاسبة…

أعلن رسميا عن إغلاق جديد، للمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، لتكون مباراة الرجاء البيضاوي ضد الاتحاد التواركي، عن الجولة الرابعة من منافسات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، الأخيرة هذا الموسم المنطلق للتو، إذ ستمتد مدة أشغال الإصلاحات إلى 15 شهراً.

كما راسلت السلطات المحلية بالعاصمة الاقتصادية، الجمعيات والجامعات الرياضية، المستفيدة من مقرات بالمركب، قصد إفراغ مقراتها الرئيسية، الكائنة بالمرفق الذي سيخضع لأشغال التأهيل التقني…

إنه إغلاق جديد، بميزانية جديدة، واستمرار للغموض الذي يلف المكان، إلى ما لا نهاية، وفي كل مرة يتم فيها الإغلاق، وتحدد الميزانيات، نعتقد صادقين أن الأمور ستسير أخيرا في الاتجاه الصحيح، إلا أنه في كل مرة يخيب هذا الأمل، وتستمر المهزلة إلى درجة أن الرأي العام الوطني، بدأ يتساءل بكثير من الحرقة عن أسباب هذا المسلسل الطويل جدا والملل…

فقد كثرت الأسئلة، وتعددت علامات الاستفهام بخصوص مصير الميزانيات المهمة، التي سبق تخصيصها لعمليات إصلاح، يبدو أنها لا تنتهي، ومن هي الجهات المسؤولة، سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة، عن عمليات ما يسمى تجاوزا إصلاحا، لأن ما يحدث بملف هذا المركب أصبح لغزا محيرا، يذهب ضحيته هذا المركب التاريخي، الذي ارتبط اسمه بإنجازات كرة القدم الوطنية طيلة عقود من الزمن…

قبل هضم عملية إغلاق آخر، وتخصيص ميزانية أخرى، الرأي العام الوطني ينتظر المحاسبة، وتسليط الأضواء على الاختلالات التي عرفها هذا المركب، ومعرفة الجهات أو الأشخاص الذين لهم مسؤولية ثابتة في كل ما حدث ويحدث…

وتزايد هذا الاهتمام بمعرفة الأسباب التي جعلت عمليات الإصلاح بدون جدوي، وطريقة صرف الاعتمادات السخية التي خصصت من المال العام، بعد تولى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التحقيق في شكاية تقدمت بها الجمعية المغربية لحماية المال، حول “شبهة اختلالات مالية وقانونية” بخصوص الإصلاحات المتكررة، التي عرفها المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء.

انكباب الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وتدشين أبحاثها وتحرياتها بخصوص هذه القضية، التي استأثرت كثيرا باهتمام الرأي العام، خلف نوعا من الاطمئنان نظرا للثقة التي تحظى بها الفرقة الوطنية، والتي كثيرا ما كشفت تحقيقاتها الميدانية والمعمقة، إما عن وجود متورطين، أو تبرئة جهات أو حتى أشخاص، المهم أن التحقيق سيعرف -كما هو معروف- الاتجاه الصحيح، والوقوف على حقيقة ما جرى ويجري…

الكل إذن في انتظار نتيجة هذا التحقيق الذي يعد الأول من نوعه، بالنسبة لهذه المعلمة الرياضية الكبرى، لأن الإغلاق مؤكد، لكن لابد من فتح باب التحقيق ومعرفة نتائجه…

محمد الروحلي

Related posts

Top