لسنا جاهزين للعب على واجهتين .. وسنعمل كأي فريق يرغب في الصعود

عبر مدرب فريق المغرب الفاسي طارق السكتيوي، عن فخره بالتتويج بلقب كأس العرش لموسم 2015-2016، يوم الجمعة الماضية عقب انتصار كتيبة «النمور الصفر» على فريق أولمبيك أسفي (2-1) بمدينة العيون، مؤكدا أن فريقه نجح في استغلال أخطاء الخصم في نهائي «صعب».
واعترف السكتيوي في حوار أجرته معه «بيان اليوم»، أن فريقه ليس جاهزا للتنافس على واجهتين (بطولة القسم الثاني وكأس الاتحاد الإفريقي)، وهو ما يفسر تناقض نتائج الماص في البطولة والكأس، مضيفا أن التركيز سينصب على التنافس على إحدى بطاقتي الصعود للبطولة الاحترافية.
وأشار السكتيوي إلى أنه سيعمل على استغلال فترة الانتقالات الشتوية القادمة لتعزيز التركيبة البشرية، مبرزا فخره بالتتويج بأول لقب في مساره التدريبي مع فريقه الأم، ومؤكدا في الآن ذاته، على أن الإشراف على الماص أصعب من تدريب فريق آخر بحكم انه ابن الدار.

> بداية ما هي أهمية هذا الإنجاز بالنسبة لك كمدرب لفريق المغرب الفاسي؟
< بالنسبة لي، فلا يمكنني إلا أن أكون فخورا بهذا الإنجاز. الحمد لله فخور بأن الفرصة أتيحت لي للفوز بالكأس الغالية على كل لاعب كرة قدم، ومع فريقي الأم. أشعر بسعادة عارمة. اللقب جاء في وقت مناسب بحكم المشاكل التي واجهت المغرب الفاسي في السنوات الثلاثة الأخيرة، خصوصا مع نزوله إلى القسم الثاني. نزول خلف ألما وحزنا كبيرين لدى جميع مكونات الفريق جمهور ومسؤولين ولاعبين. هذا التتويج سيسمح للمغرب الفاسي بالعمل بأريحية وروح إيجابية سترخي بظلالها لما هو في صالح الفريق.
 
>  لنتحدث عن المباراة النهائية، هل المغرب الفاسي نجح في استغلال أخطاء ارتكبها أولمبيك أسفي أم أن فريقك كان أكثر جاهزية وتحضيرا من الخصم؟
< عندما تربح مباراة يصبح من السهل القول إننا كنا أكثر جاهزية من الخصم، لكن احتراما لأولمبيك أسفي فلن أقول ذلك، لأن الأولمبيك هو الآخر كان جاهزا بما يكفي، ولديه مدرب اسمه هشام الدميعي الذي نعلم مؤهلاته وأخلاقه. وبهذه المناسبة أحيي أخي هشام على العمل الذي قام به مع أولمبيك أسفي، إذ تولى الإشراف عليه في ظرفية حرجة. وبمجهوداته نجح في الإبقاء على الفريق بالقسم الأول، وقاده إلى مسار موفق ببلوغ النهائي.
المباراة كانت صعبة على اعتبار أنها نهائي كأس. والكل يعي أن مثل هذه اللقاءات تلعب على جزئيات حاسمة وفاصلة. درسنا الخصم ووضعنا نهجا تكتيكيا لاستغلال أخطاء أولمبيك أسفي. الحمد لله وفقنا في ذلك. وأعتقد أنه في كرة القدم الحديثة بات سهلا الوقوف على نقاط قوة وضعف الخصم، ولكن الصعب هو تطبيق الخطة المناسبة.

> ألم تعتقد ولو لوهلة أن فريقك قد يدخل مرحلة الشك عقب تسجيل أولمبيك أسفي لهدف التعادل؟
< كلا .. لم ندخل مرحلة شك. فمجموعتي التي أفتخر بتدريبها بالنظر لما تتمتع به على الصعيدين الإنساني والمهني، أظهرت حضورها وجاهزيتها الذهنية في المناسبات الكبيرة.  أظهرت من مباراة إلى أخرى تقدما على المستويين الذهني والنفسي. أكيد أنه عندما يتلقى مرماك هدفا، ترتفع معنويات الفريق الخصم ويتمتع بروح إيجابية. وهو ما وقع في المباراة. أعتقد أنه لم يكن هناك أي شك لدى لاعبينا، غير أن معنويات الخصم ارتفعت أكثر وبدأ يبادر إلى خلق محاولات للتسجيل. في المباراة هناك 90 دقيقة بلحظات قوة وضعف. والفريق الناجح هو من يستغل ويتعامل بذكاء مع هذه اللحظات سواء بالنسبة له أو للخصم. نجحنا في التعامل مع لحظات قوتنا وضعفنا، وسجلنا هدفا ولم نتقبل أي هدف. صحيح أن أولمبيك أسفي بدا أكثر استحواذا على الكرة بعد تسجيلنا الهدف الأول، لكن خطتنا كانت واضحة، حيث كنا نركز على استرجاع الكرات بشكل جيد. وهذا الامتياز هو ما كان يهمني وأسعى إليه.

> كيف تفسرون التناقض الصارخ لنتائج المغرب الفاسي على مستوى كأس العرش وبطولة القسم الوطني الثاني؟
< أظن أن المغرب الفاسي إلى حدود الساعة غير مؤهل للعب على واجهتين، لأن ذلك يتطلب موارد بشرية ومادية وكل ما يتعلق بالتجهيزات والبنيات التحية الخاصة بالتداريب. يجب عدم إغفال أننا منذ بداية الموسم ونحن نخوض تقريبا مباراتين في الأسبوع، وهو أمر ليس سهلا. نتائجنا كانت جيدة بالكأس ما جعل من طموحنا في التتويج باللقب حلما مشروعا، خاصة عندما تبلغ الربع ثم النصف لتصل إلى النهائي. هناك كذلك العياء الذي لا يقتصر فقط على الحالة البدنية، بل أيضا على الحالة الذهنية. أما فيما يخض الجانب التقني، فأعتقد أن المغرب الفاسي الذي لم يحقق نتائج طيبة في آخر أربع مباريات ببطولة القسم الثاني، يستحق نقاط أكثر مما حصده حتى الآن، لأنه يسيطر خلال اللقاءات سيطرة تامة، لكننا نهدر الكثير من الفرص بما فيها ضربات جزاء وكرات تصطدم بالقائم. شخصيا لست من النوع الذي يتحدث عن الحظ، إلا أن سوء طالع يلازمنا بالبطولة عكس كأس العرش، وهو ما لا يعكس العمل المبذول من طرف الطاقم التقني أو مجهودات اللاعبين. أنا متفائل بأن يعود حسن الطالع ليحالفنا مرة أخرى، خاصة أننا أنهينا مشوارنا في الكأس بنجاح، وسنركز على البطولة مائة في المائة.
> كما قلتم الكأس انتهت، والتركيز سينصب على بطولة القسم الثاني، ونعلم أن المكان الطبيعي للمغرب الفاسي هو بقسم الصفوة، كيف ستعمل على تحقيق هذا المبتغى؟
< سنعمل كما يعمل أي فريق يطمح إلى تحقيق الصعود. نحن كطاقم تقني يتوجب علينا بذل مجهودات كبيرة. نفس الأمر بالنسبة للاعبين والمسيرين. يجب علينا أن نحقق الانتصار في المباريات المقبلة، وأن نكون أفضل من خصومنا.

> المغرب الفاسي ضمن مشاركته بكأس الاتحاد الإفريقي، وبالتالي سيلعب على واجهتين، ألن يؤثر هذا على طموح الفريق المتمثل في العودة إلى بطولة القسم الأول؟
< طبعا هذا ممكن .. لكن لا يجب أن ننسى أنه أمامنا فترة الانتقالات الشتوية القادمة. صحيح أني أملك مجموعة من اللاعبين، إلا أنه بعد البدء في العمل تتضح لك مجموعة من الأمور. وبهذا سيسمح لنا الميركاتو بتعزيز تركيبتنا البشرية. وهذه نقطة في صالحنا. كما أن كأس (الكاف) لن تنطلق إلا في شهر مارس 2017، وبالتالي لدينا شهران كافيان لنحقق نتائج طيبة. وأتمنى فقط أن يحالفنا التوفيق. المغرب الفاسي ليس الفريق الوحيد الذي يعاني من هذه الصعوبة، بل إن فرقا أوروبية كبيرة كريال مدريد وبرشلونة تجد صعوبات في دورياتها المحلية عندما تشارك بالمسابقات الأوروبية.
فمن الصعب التوفيق بين بطولتين، لكننا سنعمل على بذل كل ما في استطاعتنا. ويجب ألا ننسى عند الحديث عن الصعود الذي اعتبرته وما أزال أعتبره شخصيا حقا مشروعا، الوضعية السابقة للفريق الذي كان قبل أربعة أو خمسة أشهر في حالة يرثى لها. الفريق دخل في عملية قيسرية من أجل إصلاح وترميم البيت عبر عمل قاعدي يتطلب وقتا. ولو رأينا وضعية الفريق سابقا، فلا يمكن إلا أن نكون سعداء لإحراز المغرب الفاسي كأس العرش في فترة وجيزة. الآن سنبدأ العمل، وأكررها مرة أخرى، فالعمل القاعدي يتطلب وقتا.

> لنتحدث عن طارق السكتيوي كمدرب شاب، ماذا يمثل هذا اللقب في مسارك التدريبي؟
< قلتها آنفا .. أنا فخور باللقب الذي أهديه إلى كل مدرب سبقني وضحى لسنوات من أجل تطوير هذا النادي وتطوير الكرة المغربية ولم يوفق في التتويج بهذه الكأس. فهذه فرصة لكي أهديهم هذا اللقب.

> كمدرب للمغرب الفاسي وابن الفريق، ألا ترى أنها نقطة تسهل عليك مأموريتك في العمل؟
< على العكس، فعندما تكون ابن الفريق تصبح الأمور أصعب، فمعرفة ابن الفريق لكل الخبايا تجعل الأمور صعبة على أي مدرب. أما المدرب الذي يجهل خبايا الفريق، فقد يلجأ إلى تبرير فشله بجهله للكثير من خصوصيات الفريق، وقد يلجأ للعمل بالقول المأثور «كما من حاجة قضيناها بتركها».

> كانت هناك أزمة عقب مباراة ذهاب دور نصف نهائي كأس العرش أمام اتحاد طنجة بمدينة فاس، وقررت الرحيل، هل يمكن أن تتحدث لنا كيف تم تطويقها؟
< هذه الصفحة طويت. وأجبت عن أسئلة حول هذا الموضوع بقولي «رب ضارة نافعة». الحمد لله كانت نافعة للفريق. وبعد ذلك ركزنا على المصلحة العليا للمغرب الفاسي، وأكملنا العمل لما هو في صالح الفريق.

> كلمة أخيرة ..
< سعيد جدا لأنني تمكنت بمعية اللاعبين الذين أعتبرهم المكون الأساسي لتحقيق هذا اللقب، من إدخال الفرحة على قلوب الجمهور الفاسي. شخصيا أومن بأن المدرب دوما في خدمة لاعبيه، وليس العكس. هناك علاقة أخوية وطيبة تسود المجموعة. ولا يسعني إلا أن أشكر جميع مكونات المغرب الفاسي إدارة ولاعبين وأطقم تقنية وجماهير، وأتمنى أن أظل دائما عند حسن ظن الجميع.

حاوره: صلاح الدين برباش
عدسة: عقيل مكاو

Related posts

Top