لقاء مع الروائية المغربية نجاة الهاشمي

 استضاف فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور مؤخرا بمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم، الروائية المغربية المقيمة بإسبانيا نجاة الهاشمي، في لقاء أدبي.
وقد أدارت هذا اللقاء الأدبي القاصة حنان قروع باقتدار. استهلته بكلمة رحبت فيها بالكاتبة الضيفة وبالحضور الذي لبى دعوة الاتحاد ثم عرفت فيها بالكاتبة التي شدت الرحال إلى بلاد المهجر اسبانيا في سن الثامنة، هناك تابعت دراستها، حيث حصلت على إجازة في فقه الأدب العربي، أصدرت الكاتبة عدة مؤلفات. وقد نالت جائزة الرواية، عن روايتها الأولى التي ترجمت إلى عشر لغات، وجائزة سان خوان، عن روايتها الثانية.  والروائية معروفة ومشهورة بإسبانيا وأوربا. وهي نموذج المرأة المغربية التي حققت ذاتها في بلد المهجر.
خلال اللقاء الأدبي طرحت الأستاذة حنان قروع مجموعة من الأسئلة على الكاتبة نجاة الهاشمي، تتعلق بتجربتها الأدبية ومفهومها للكتابة والصراع الثقافي وطريقة بنائها لعملها الروائي وغيرها من الأسئلة، فأجابت عنها باللغة الأمازيغية.
 ويمكن إجمال إجابات الكاتبة في تعبيرها عن سعادتها، لأنها أول مرة تستدعى إلى الناظور مدينتها الأصلية التي كانت تتمنى أن تستدعى إليها ككاتبة روائية بعدما استدعيت إلى عدة مدن في بلدان أخرى. فعبرت عن سعادتها وفرحتها، لأنها وجدت نفسها بين كتاب ومبدعي الناظور، شاكرة الذين دعوها إلى هذه اللقاءات الأدبية، ومنهم الأستاذ عيسى الدودي عضو اتحاد كتاب المغرب. فمكان الكاتب هو المكان الذي يحفه المبدعون. ثم تحدثت عن الحياة البدوية التي عاشتها ببني سيدال (ثانوت نرمان) إلى أن بلغت الثامنة من عمرها، فهاجرت مع عائلتها إلى إسبانيا لتستقر بمدينة “بيك” جهة برسلونة. وولجت المدرسة الإسبانية لتتخصص فيما بعد في فقه الأدب العربي الذي يهتم بالمعاجم. لكن ترى أن الكاتب لا تخصص له، بل عليه أن يكثر من القراءة، وهكذا قرأت الكثير عن إسبانيا من جميع النواحي. ورأت أن أبناء المهاجرين لا معرفة لهم بماضيهم،  حيث يشكل الماوراء فراغا لا يعرفون عنه إلا ما تحكي لهم عائلاتهم. هي تحاول أن تكتب عن المكانين هنا وهناك (برسلونة). وأكدت أن الكاتب لا يبدأ من فراغ، وإنما لا بد أن يكون له نموذج يحتذيه، والذي وجدته عند كتاب مغاربة وإسبان وكاتالانيين وغيرهم من الكتاب العرب والمغاربة الذين قرأت لهم، نجيب محفوظ وإدريس الشرايبي وفاطمة المرنيسي ومحمد شكري الذي آلمها كتابه الخبز الحافي”  بفعل الواقع الذي يحكيه. كما أبرزت أن الكتابة، بالنسبة إليها، تفريغ للمعاناة التي تحسها داخليا، وأنها وسيلتها في فهم الواقع. والكتابة يصعب التحكم فيها وضبطها باعتبارها فنا. واستعادت ذكرياتها ببلدتها الأصلية بالناظور حيث تتجمع النساء للحديث في كل شيء، وتتمنى لو ترجع لتجالسهن من جديد لاستثمار أحاديثهن وقصصهن إبداعيا. وفي هذا السياق فإنها قرأت في الأدب الكاتالاني لكاتبات يتكلمن عن النساء سنة 1909 حالاتهن شبيهة بما يقع عندنا. ثم أبرزت أن ما يمكن أن يشكل صراعا ثقافيا في بلد المهجر ينبغي غربلته حتى ننعم بالتلاقح الثقافي. ثم تحدثت عن أهم التيمات التي تتناولها في رواياتها كالعنف والغربة والصراع الثقافي والمرأة، وبالأخص كل ما هو معايش وقريب منا ومن العائلة لأن ذلك هو الأصل فحتى الكتاب الكبار يتكلمون عن العائلة والمكان الذي ننتمي إليه. نعرف اليابان من خلال الروايات التي أبدعها كتابها. وكما أنها لا تؤمن بذلك التمييز بين الكتابة النسائية والرجالية، الكتابة واحدة لا علاقة لها بجنس كاتبها. واستغربت لعدم وجود مكتبة بكامل مواصفاتها في مدينة الناظور، في الوقت الذي توجد في كل حي بإسبانيا مكتبة غنية بالكتب. المكتبة هي الحرية بالنسبة لها. واختتمت أجوبتها بأن الجائزة التي حصلت عليها لا تكمن أهميتها في قيمتها المالية وإنما هي تحفيز لها على مواصلة الكتابة بمسؤولية تجعلها تتخوف من أن تكرر نفسها أو ألا تطور تجربتها التي صارت متفرغة لها.
 وبعدئذ فتح باب الأسئلة أمام الحضور الذي زاد لتجربتها وضوحا وتقربا من شخصيتها الإبداعية.
 وفي الأخير، قدم لها كاتب فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور الأستاذ جمال أزراغيد، شهادة تقديرية تقديرا لإبداعاتها المتميزة ومساهمتها الفعالة في إنجاح هذا اللقاء الأدبي، كما قدمت شهادة تقديرية للقاصة حنان قروع التي أدارت اللقاء باقتدار وبمختلف اللغات الأمازيغية والعربية والفرنسية والإسبانية.

متابعة : جمال أزراغيد

Related posts

Top