مشروع الميثاق التأسيسي لمؤسسة علي يعته

بمناسبة انعقاد الجمع العام التأسيسي لمؤسسة علي يعته، يومه الجمعة 24 مارس 2017، ابتداء من الرابعة بعد الزوال بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية بحي الرياض بالرباط. بمشاركة فعاليات سياسية ديموقراطية وتقدمية، مثقفين وفنانين وباحثين وأكاديميين وإعلاميين، وباستضافة من حزب التقدم والاشتراكية في مقره الوطني بالرباط (حي الرياض)، أجرت بيان اليوم، حوارا مع الأستاذ مولاي إسماعيل العلوي، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤسسة علي يعته، كما ننشر بالمناسبة، مشروع الميثاق التأسيسي.

تكريما لذكرى رجالاتها العظام، تحيي الأمم أسماء وأفعال أولائك الذين أعطوا الكثيـر ليرفعوا عاليا لواء قيمها المؤسسة.
إلى جانب الأسماء اللامعة التـي يعتـز بها المغرب، يسطع اسم علي يعته، الذي نذر نفسه طيلة حياته النضالية للدفاع عن قضايا الوطن والشعب وعن قيم التقدم والحرية والديمقراطية والعدالة واستمرارية الأمة.
 وإحياء لذكرى هذا الرجل الفذ، وسعيا للسير على هدي كفاحه المتسمر، لمدة أكثـر من ستة عقود، خدمة لتلك المثل النبيلة والمبادئ، تم إحداث مؤسسة حاملة لاسمه «مؤسسة علي يعته».
وبصفتها هيئة مستقلة لا تهدف إلى الربح، غيـر ذات هدف نفعي، فإن هذه المؤسسة تتوخى النهوض بكل ما من شأنه توطيد وتطوير القيم السامية التـي ناضل من أجلها طيب الذكر، المرحوم علي يعته، الزعيم التاريخي، على التوالي، للحزب الشيوعي المغربي ثم حزب التحرر والاشتراكية فحزب التقدم والاشتراكية:   دمقرطة المغرب في كنف الاستقرار؛ الاهتداء بالفكر التقدمي الرصين، بعيدا عن الدوغمائية؛ وحدة القوى الديمقراطية الفاعلة؛ الارتقاء بالعدالة الاجتماعية والمساواة لفائدة الطبقات والفئات المستضعفة؛ والتضامن مع الشعوب المناضلة من أجل نيل حقوقها المشروعة.

 تخليد اسم مميز:
وهم يمنحون اسم علي يعته لهذه المؤسسة التي ستظل حاملة له باعتزاز، وعاملة بجد على أن تكون في مستواه إنما يعبـر المؤسسون، أساسا، عن الوفاء لرجل مبادئ، من خلال إنشاء إطار قادر على دعم تجذر الثقافة  التقدمية التي وهبها كل حياته.
وبالنظر لشخصيته القوية، بغناها وتنوعها، يمكن اختـزال مساره الاستثنائي في محورين أساسيين هما أن علي يعته كان رجل التـزام وعمل، من جهة، ومستشرفا، من جهة أخرى، للآفاق باعتباره رجل دولة. بهذه الصفة كرجل إعلام ومسؤول سياسي كان له دور رائد وإسهام وافر في تأسيس مدرسة حقيقية للالتـزام والواقعية، مدرسة تؤطرها ثنائية خيار الوطنية واليسار.
لقد كان رحمه الله، خصما عنيدا للكليشيهات الجاهزة والأحكام المتحجرة، إذ كان يسترشد، دوما، بمنهجية الصرامة في التفكيـر والعمل بغية ملامسة معاني المرحلة السياسية التـي كان يضعها دائما في سياقها، بفضل تبصر قل نظيـره.. كما كان، باستمرار، صاحب قدرة عالية على الاستشراف والإقدام، حيث ظلت حياته كلها حاملة لبصمات الشجاعة السياسية.
وبفضل ربطه الجدلي المنهجي بين النظرية والممارسة، كان علي يعته صاحب رؤية صائبة قبل غيـره، في العديد من الحالات وهو على يقين، مسبقا، بأن الموقف الصحيح الذي يتخذه سينتهي، في نهاية المطاف، إلى فرض نفسه ولو بشيء من التأخر.
إنها كلها سمات تبوئ هذه المؤسسة لحمل اسمه من أجل ترسيخ ثنائية القيم والوحدة وتوسيع دائرة إشعاعها، ذلك أن علي يعته كان أبعد ما يكون البعد عن منطق الانزواء. لقد كان وحدويا صادقا، مستهجنا لاعتماد المقاربات السياسية الضيقة على حساب مقاربات التجميع، التـي تلتئم حولها كل القوى الجادة المنفتحة على التغيير الإيجابي.

 توجهات ومبادئ:
ترتيبا على ما تقدم، فإن «مؤسسة علي يعته» تتوخى توظيف مقاربة التبصر الصارم، والانفتاح الحضاري في كنف الهوية التقدمية التي واكبت مجمل حياة ذلك المناضل الشهم.
إنها هيئة ينشئها رفاق دربه وأصدقاؤه وأعضاء أسرته الذين يتوخون، عبـر ذلك، التعبيـر عن وفائهم لمدرسته في التفكيـر والفعل، والاستهداف بها، وهي هيئة في شكل منظمة غيـر حكومية مستقلة، لكنها ستكون، في الآن ذاته منخرطة في مسار روح وطنية ديمقراطية، لا مساومة فيها، منفتحة انفتاحا تقدميا على العالم، وذلك باعتبارها فضاء للتحليل والنقاش، بما يؤهلها لكي تصير وعاء يتواجد في رحابه المواطنات والمواطنون الذين  يهمهم مستقبل الديمقراطية والحرية والكرامة والحداثة في المغرب وعبر العالم.
وتبعا لذلك ستعمل المؤسسة، بالخصوص، من أجل تحقيق الأهداف التالية:
التباحث، في جو من الحرية والدقة والمسؤولية، في كل القضايا ذات الأهمية الوطنية؛
تعميق التفكير في شأن كل إشكالات تطور البلاد والبشرية ككل؛
توظيف آليات المساءلة الرصينة في معالجة فكر وممارسة اليسار، وفي إعادة تحديد مفهوم الاشتراكية ومدلول قيمها؛
تعميم مقاربة التشارك، وترسيخ الثقافة الوحدوية، باعتبارهما محورين لدمقرطة المجتمع؛
دعم المقترب العقلاني في تدبير شؤون الحقل السياسي الوطني،
العمل على الارتقاء بثقافة وطنية تعددية في إطار الثوابت الحضارية الكبـرى للأمة، وكذا في ظل تطور دائم للديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والمساواة،

 تدابير تنظيمية:
إن «مؤسسة علي يعته» التـي سيتم، في تسييرها، اعتماد الآليات المنصوص عليها في قانونها الأساسي، ستطبق برنامج عملها، على وجه الخصوص عن طريق:
تنظيم مناظرات، ندوات، أيام دراسية، وموائد مستديرة؛
إنجاز دراسات وأبحاث فردية أو جماعية تتعلق بتاريخ حزب التقدم والاشتراكية، اليسار المغربي، القضية الوطنية، ومجمل حركة التحرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لبلادنا وتطورها الديمقراطي؛
تنفيذ أعمال مشتركة أو بالتعاون مع المؤسسات الوطنية والأجنبية المشابهة؛
إحداث جائزة علي يعته السنوية، والتـي تمنح لأحسن إنجاز في مجال الفكر السياسي والحقل الإعلامي.  
  ********

3 أسئلة لإسماعيل العلوي *  
لابد من المساهمة في تطوير مرجعيتنا.. أي الفكر الماركسي الخلاق

 حاوره:محمد حجيوي

< ما هي أهداف وطبيعة مؤسسة علي يعته التي تعتزمون أحداثها اليوم؟
> كما هو معلوم، اليوم الجمعة 24 مارس، سنعطي الانطلاقة، لتأسيس مؤسس علي يعته، وهو اليوم الذي انتظرناه كثيرا، لأنه منذ وفاة رفيقنا وقدوتنا علي يعته، قبل عشرين سنة، ونحن نأمل في أن ترى هذه المؤسسة النور، اليوم وصلنا إلى تحقيق هذا الحلم، وطبعا عندما نتكلم عن الحلم يظن البعض أن الأمر فيه شيء من الطوباوية، في حين أن الهدف من إنشاء هذه المؤسسة هو إعطاء شحنة إضافية لعمل مناضلينا الذين لا يكتفون بالنضال الميداني، بل يريدون التأمل والتفكير والتنظير في ما يقومون به من عمل، فمؤسسة علي يعته ستكون هي البوثقة التي سنلتقي فيها من أجل ذلك، بالإضافة إلى أن  طبيعة هذه المؤسسة، ستجعلها مرتبطة بالبحث في الفكر السياسي والفلسفي وكل ما له علاقة بالثقافة بمفهومها الواسع.

< هل الأمر سيقتصر على هذه الجوانب فقط؟
> طبعا، عمل المؤسسة لن يقتصر على تلك الجوانب فقط، بل ستهتم، أيضا، بقضايا أوسع وأشمل، حيث سيكون عليها النظر في القضايا التي يعاني منها الشعب المغربي، على المستوى الوطني وعلى المستوى الجهوي والإقليمي، دون إغفال المستوى المحلي، إضافة إلى كل ذلك، نود أن نرسخ التربية السياسية والأيديولوجية التي نعتبر أنفسنا رسولها، وبالتالي لابد من المساهمة في تطوير ما نعتبره مرجعيتنا، أي الفكر الماركسي الخلاق. وهذه المؤسسة ستمكننا من ذلك، بطرح أسئلة وجمع مختلف الآراء لدى العديد من الرفاق، لأن الماركسية كما نعلم، هي إعادة النظر في أحوالنا بشكل مستمر، وإعادة النظر في مواقفنا كذلك بشكل مستمر، إضافة إلى هذا، الماركسية، كما ذكر بذلك جون بول سارتر، هي الفكر الذي لا يمكن تجاوزه، لأنه يتجاوز باستمرار، وعندما ننسى هذا الأمر نسقط في الدوغمائية وفي الجمودية، وهذا طبعا لا يمت بصلة لفكر ماركس ومن سار على نهجه، فلابد أن نطور تصوراتنا وأفكارنا، كما يتعين أن نطور عملنا في علاقة دائمة ومستمرة مع عملية التنظير.
مؤسسة علي يعته، ستقوم بكل الأشياء التي ذكرتها، وستجعل أيضا، من بين أهدافها، تقوية الاتصال مع المؤسسات الشبيهة، داخل المغرب وخارجه، خاصة على مستوى الهيئات التي لها، اليوم، صيت، على المستوى الدولي سواء في فرنسا أو ألمانيا أو إسبانيا أو إيطاليا، أو غيرها من البلدان.
قد لا نستطيع القيام بكل تلك المهام، وإنجاز كل الأهداف، لكن أظن أن بالعمل سنستطيع القيام بطمي العديد من الثغرات التي لازالت تشوب عملنا وتفكيرنا.

< هل يمكن القول أن مؤسسة علي يعته، لها طبيعة بحثية، أو هي بمثابة مختبر للتفكير بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية؟
> من دون شك هي كذلك، لكن، كما نعلم، فالعمل الحزبي، لا يكتفي بالتنظير وبالعمل الفكري، وبالتالي لابد أن يقترن ذلك بالعمل الميداني والاشتغال إلى جانب المواطنين وتملك قضاياهم المشروعة والدفاع عنها، وهو أمر طبيعي، لأنه من غير الممكن التعرف على القضايا التي يعاني منها الشعب المغربي، إذا لم نحتك به ونحتك بمشاعره وكل إحساساته.
وبالتالي فمؤسسة علي يعته، ستحث مناضلينا للبقاء على نفس النهج.
* رئيس اللجنة الحضرية لمؤسسة على يعته

Related posts

Top