مغربي يظفر بمسابقة “البحث العلمي المسرحي”

ظفر بحث الباحث المغربي الحسين أوعسري بالمرتبة الأولى في الدّورة الرابعة من المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي، التي استقبلتها، الخميس، مؤسّسة عبد الحميد شومان بالعاصمة الأردنية عمان، في إطار الدورة الثانية عشرة من مهرجان المسرح العربي الذي تنظّمه الهيئة العربية للمسرح.
وعنون أوعسري عمله البحثي بـ”السّنن الثقافي في المونودراما العربية”، واختار فيه دراسة نموذجَي المسرحيّين عبد الحقّ الزروالي وغنام غنّام في مجال “فنّ المونودراما”.
وظفر بحث الباحثة السودانية ميسون البشير، المعنون بـ”الخصوصية والأشكال الإبداعية لما بعد الكولونيالية في المسرح العربي”، بالجائزة الثانية التي تقدّمها المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي؛ فيما فاز بحث الباحثة المصرية مُنَى عرفة المعنوَنُ بـ”الجسد وخلق الذاكرة في مسرحية خمسون” بالمرتبة الثالثة.
وجاء هذا التّتويج بالعاصمة عمان بعد جلسة تحكيم استقبلها مقرّ مؤسّسة عبد الحميد شومان، حدّدت لجنة تحكيم المسابقة عقبها مرتبة كلّ بحث، بعدما أعلنت الهيئة العربية للمسرح في شهر نونبر من السنة الماضية 2019 عن البحوث الثلاثة الفائزة في النّسخة الرابعة من المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي.
وتكوّنت لجنة تحكيم الدّورة الحالية من المسابقة من ثلاثة أساتذة باحثين وأكاديميين، هم: العراقي يوسف رشيد، والتّونسي محمد عبازة، والأردني مروان العلان.
وقال مروان العلان، عضو لجنة التحكيم، إنّ عملية التحكيم لم تكن بالسهولة التي تُتَصوَّر، وزاد: “معيارية التحكيم التي لم تحددها الهيئة العربية للمسرح تطرح إشكالية، لأن تقييمي قد يكون مختلفا عن أستاذ آخر باختلاف المنهجيات”، ثم استدرك قائلا: “الجغرافيا التي باعدت بين ثلاثتنا اجتمعت في الاتفاق على هؤلاء -الباحثين- الثلاثة، ولو اختلفنا على ترتيبهم”.
وفي سياق تقديم ملاحظاته حول البحوث المشارِكة ذكر العلان أنّ “معظم باحثينا أثناء كتابتهم بحثهم ينسون أنّهم لا يكتبون لنفسهم، ولا لنخبة توازيهم في المستوى الثقافي، بل لقارئ قد لا يساويهم معرفيا”، وأضاف: “تضمّنت معظم البحوث تناقضا بين العنوان والبحث. وأظنّ أنّ القارئ يحتاج معالم في قراءة البحث”؛ كما انتقد “الضعف الواضح في البناء اللغوي -للبحوث- من حيث الإملاء وتركيب الجملة؛ فجمع الحروف والكلمات لا يكفي لبناء نصّ”.
وقدّم يوسف رشيد، عضو لجنة التحكيم، ملاحظاته حول البحوث المشاركة في الدّورة الرابعة من المسابقة البحثية، موضّحا أنّ اللجنة وجدت أنّ “بعض البحوث غاب فيها التّكثيف العلمي…وغاب فيها رأي الباحث في الجانب النظري، واقتصر على اقتباسات فقط”، ووصف هذا بكونه “طريقة مونتاجية لا تعكس جهد الباحث”.
وذكر الأكاديمي أنّ لجنة تحكيم المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي لاحظت غياب سلك طرائق بحثية مثل التّجريب وتحليل المحتوى، كما تأكّدت من الأمانة والسلامة العلمية للبحوث المشاركة، مهيبا بـ”الباحثين القادمين أن يهتموا بالاقتباسات والاستدلالات للأمانة العلمية وجدية البحث العلمي”.
من جهته تحدّث محمد عبازة، عضو لجنة التحكيم، عن إيمانه بأنّ “البلاغة في الإيجاز عند العرب”، وانتقد الأخطاء الكثيرة التي تضمّنتها البحوث المشاركة في النّحو والصّرف والإملاء، ومشاكل التّنقيط والترتيب الببليوغرافيا فيها، علما أنّ “الأكاديمْيَا شكلانية جدّا”.
ونصح الأكاديمي التونسي الباحثين بـ”عدم تأكيد ما ليسوا متأكّدين منه”، وترك مجال للمخالفين ليدخلوا، وعلّق في هذا السياق، على أحد البحوث المشاركة، قائلا إنّ “الرقابة في العهد السابق بتونس كانت عالِمَة، في حين أنّ هناك رقابة جاهلة من الشارع اليوم في البلاد”.

Related posts

Top