حقق المغرب نتائج هامة في التصدي لداء السيدا جعلته يحظى بالتقدير والتنويه من قبل برنامج الأمم المتحدة لمكافحة السيدا (أونيسيدا) والذي اعتبر أن بلادنا أضحت “استثناء يقتدى به في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
التنويه جاء ضمن التقرير الأخير للـ”أونيسيدا” حول داء السيدا في العالم، والذي أفاد أن المغرب حقق هذه النتائج بفضل الجهود التي يبذلها في هذا المجال، خاصة من خلال تطوير العرض الصحي لخدمات الكشف الذي وصل الى أكثر من 1.000 مركز صحي، و70 مركزا تابعا لجمعيات المجتمع المدني، مما مكن من تحقيق أكثر من 2.6 مليون تحليلة للكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية منذ عام 2012. وبذلك ارتفعت نسبة الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية والذين يدركون إصابتهم بالفيروس من 37% في عام 2011 إلى 63% بحلول نهاية عام 2016. علما أن هذه النسبة لا تفوق 53% في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما يعتبر المغرب من بين الدول السباقة في العالم سنة 2015، الى تفعيل توصيات منظمة الصحة العالمية “العلاج للجميع” والتي تنص على تقديم العلاج بمضادات الفيروس القهقري لكل شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
كما يتضح المجهود الهام الذي يبذله المغرب في مجال الوقاية والحد من انتشار الوباء، من خلال عدد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والذين استفادوا من برامج الوقاية، حيث ارتفع من 120.000 سنة 2011 إلى 161.000 في عام 2016. كما يتلقى حوالي 1.079 شخص من مستعملي المخدرات عبر الحقن، العلاج الاستبدالي بالميثادون.
وأفاد بلاغ لوزارة الصحة حول هذا الموضوع، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن آخر التقديرات لسنة 2016، تشير أن انتشار فيروس نقص المناعة البشرية لا يزال متدنيا بين عموم السكان (0.1%). ويبلغ عدد الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية 22.000. فيما تقدر عدد الإصابات الجديدة بالفيروس بـ1.000، وعدد الوفيات الناتجة عن الإيدز بـ700 سنة 2016. كما انخفض عدد الإصابات الجديدة بفيروس عوز المناعة البشري بنسبة 37% بين عامي 2011 و2016.
وفي إطار البرنامج الوطني للقضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، يقول البلاغ، استفادت من الكشف حوالي 150.000 امرأة حامل سنة 2016، مقابل 43.000 سنة 2012. وبلغ عدد النساء الحوامل المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية المتكفل بهن مجانا بالمصالح الاستشفائية المرجعية التابعة لوزارة الصحة سنة 2016، 215 حالة، مع زيادة في التغطية من 33% سنة2011 إلى 62% في عام 2016. مع العلم أن هذه النسبة هي أقل من 20% في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما تضاعف ثلاث مرات عدد الأشخاص المستفيدين من العلاج بمضادات الفيروس القهقري، لينتقل من 4047 شخص عام 2011 إلى 11246 في نهاية يونيو 2017، أي بزيادة في نسبة التغطية من 20% إلى 51% من الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية، في حين لا تتجاوز هذه النسبة 24% في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد البلاغ أن الإنجازات البارزة في تنفيذ الخطة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإيدز 2012-2016، ترجع بالأساس إلى التوجهات السامية لجلالة الملك، والجهود المبذولة من لدن وزارة الصحة وشركائها من مختلف القطاعات الحكومية، فضلا عن دينامية المجتمع المدني.
وأضاف نفس المصدر أن وزارة الصحة، واعتبارا للارتباط الوثيق بين حقوق الإنسان والإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، وتفعيلا لمقتضيات الدستور الذي يتبنى مختلف القيم الإنسانية، والذي احتل فيه الفرد وحقوقه مكانة متميزة، أعدت بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان استراتيجية وطنية خاصة بحقوق الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري/ الإيدز، للفترة الممتدة بين 2013-2017.
وتهدف هذه الاستراتيجية أساسا إلى محاربة جميع أشكال التمييز والوصم التي يعاني منها الأشخاص المتعايشون مع الفيروس والأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة، وحماية حقوقهم.
كما أشار البلاغ إلى أن وزارة الصحة قامت بإعداد المخطط الاستراتيجي الوطني الجديد لمكافحة الإيدز للفترة ما بين 2017-2021 من أجل تحقيق الأهداف “90-90-90″، الموصى بها من طرف برنامج الأمم المتحدة لمكافحة السيدا والتي تنص على بلوغ هدف 90% من المصابين بالمرض يدركون إصابتهم، و90% من المدركين لإصابتهم يخضعون للعلاج، و90% من هذه الحالات تستطيع القضاء على الفيروس، مضيفا أن بلوغ هذه الأهداف الثلاثة سيمكن من القضاء على هذا الوباء بحلول عام 2030، تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة.
وحسب المصدر ذاته فإنه من المرجح أن يلعب المغرب دورا رياديا في التعاون جنوب-جنوب مع بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى صعيد دول الاتحاد الإفريقي، وذلك بالنظر لخبرته وإنجازاته الجوهرية والمتقدمة في مجال محاربة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.