بمشاركة 47 فنانا تشكيليا مغربيا افتتح المركز الثقافي الروسي بالرباط مؤخرا، الدورة الرابعة للمهرجان الوطني للفنون التشكيلية الذي يمتد إلى غاية نهاية الشهر الجاري.
واحتضت قاعة العرض بالمركز الثقافي الروسي الكائن بشارع النصر وسط العاصمة الرباط 47 لوحة لـ 47 فنانا مغربيا، باختلاف المدارس وطرق الرسم، حيث تبرز اللوحات 47 اختلافا كبيرا في المضمون وطريقة العمل ما يميز المعرض ويجعله غنيا بالعديد من الإبداعات.
في هذا السياق قال مدير المركز الثقافي الروسي فاسلي تشيتشن في تصريح لـ “بيان اليوم” إن هذه الدورة تأتي استمرارا للعرف الذي ينظمه المركز الثقافي الروسي سنويا بشراكة مع منتدى الشباب، إذ يهدف إلى ربط الجسور بين الثقافة الروسية والمغربية، كما يهدف، موازاة مع عرض الثقافة المغربية، إلى التعريف بالثقافة الروسية في الأوساط المغربية، وذلك يقول تشيتشن، “من أجل تعميق العلاقات بين الشعبين الروسي والمغربي وتقوية الديبلوماسية الثقافية التي تضفي القوة على العلاقات الثنائية”.
إلى ذلك قال مدير المركز الثقافي الروسي “أنا سعيد جدا لأننا استطعنا تحقيق برنامجنا الثقافي من خلال هذا المعرض ومن خلال هذه الدورة الرابعة من المهرجان السنوي للفنون التشكيلية التي ننظمها إلى جانب منتدى الشباب”. متابعا “مع هذا البرنامج الثقافي الغني والمتنوع وبالتعاون مع شركائنا المغاربة. قد تمكنا فعلا من تحقيق برنامجنا الثقافي للعام الماضي. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نتوقع أنه بعد زيارة رئيس الوزراء الروسي في الخريف. سيكون لدينا المزيد من الفرص لنشر الثقافة الروسية وتوسيع آفاق التعاون فيما بيننا”.
وأبرز المسؤول الروسي أن هناك العديد من المجهودات التي تبذل على المستوى الثقافي بين روسيا والمغرب، والتي تتجلى أساسا في تبادل الوفود بين البلدين من أجل تبادل الخبرات في المجالات الفنية، موضحا أن المغرب سبق وان استقبل مؤخرا وفدا من الفنانين الروسيين الذين قدموا للتعرف على المغرب وثقافته الغنية والمتنوعة. وبالمقابل كذلك نظم المركز الثقافي الروسي زيارات لفائدة العديد من البعثات الفنية المغربية لروسيا، من أجل التعرف كذلك على الثقافة الروسية. مؤكدا على أن ذلك يدخل في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع روسيا والمغرب.
وأوضح المتحدث أن حدث هذا السنة تجلى نجاحه أساسا في مشاركة 47 فنانا تشكيليا واستقطاب فنانين تشكيليين كبار أمثال عاشور واخرين. معتبرا أن هذا الرقم يعبر عن مدى العمل القوي المشترك الذي يروم النهوض بالعلاقات الثقافية الثنائية. مشيرا إلى أن المهرجان السنوي للفنون التشكيلية يتطور سنة بعد سنة، حيث أكد أن المركز يتطلع لنسخة أكبر خلال النسخة الخامسة التي ستقام خلال السنة القادمة والتي ستتزامن مع تنظيم روسيا لفعاليات كاس العالم، إذ يتوقع أن تعرف السنة القادمة تنظيما أكبر لمهرجان الفنون التشكيلية.
وختم المتحدث بالإشارة إلى أن المركز الروسي وإلى جانب فعاليات المهرجان السنوي للفنون التشكيلية يعمل على تنظيم أنشطة أخرى على مدار السنة والتي يشارك فيها العديد من المغاربة والروس والتي تساهم بدورها في توطيد وتعزيز العلاقات بين الشعبين.
من جانب آخر قال الرسام والفنان التشكيلي عبد الكريم قيراط وهو أحد المشاركين في هذا الحدث:
“إن هذا المهرجان هو فرصة مثالية للقاء وتبادل الخبرات حول اللوحات والفن”. مشيرا إلى أن المعرض الذي يستمر إلى نهاية يوليوز الجاري تميز بمشاركة مدارس مختلفة، الشيء الذي قال إنه ساهم في إضفاء اختلاف كبير في المضامين والنوع، مؤكدا على أن هذا الاختلاف الملاحظ ميز بشكل كبير دورة هذه السنة من المهرجان السنوي للفنون التشكيلية الذي ينظمه المركز الروسي بشراكة مع منتدى الشباب.
واعتبر الفنان قيراط أن المعرض في دورته الرابعة يقدم عوالم مختلفة لمجموعة من المدارس الفنية. موضحا أن دورة المهرجان ناجحة لكونها متميزة بمشاركة واسعة بالإضافة إلى تعدد العروض على مدى أزيد من 25 يوما.
للإشارة فإن هذا المهرجان ينظمه بشكل سنوي المعهد الروسي بشراكة مع منتدى الشباب للفن التشكيلي، هذا الأخير الذي يقدم كل سنة مجموعة من الفنانين المغاربة المتميزين للمشاركة، حيث قدم هذه السنة 47 فنانا، من بينهم الفنانين فضل الله عاشور، مريا بوطالب، فاطمة أمحزون واخرين.
محمد توفيق أمزيان