كسر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أفق انتظار جبهة البوليساريو التي كانت تراهن على دعم أطروحاتها في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أول أمس الأربعاء، بنيويوك.
فقد وجه ولد عبد العزيز صفعة للبوليساريو، حين تجاهل أية إشارة لقضية الصحراء، في كلمة ألقاها باسمه وزير الخارجية الموريتاني اسلكو ولد احمد، أمام الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مكتفيا بالحديث “عن جهود موريتانيا لحفظ الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية وفي المنطقة”.
وقد استشاط الإعلام الموالي للحركة الانفصالية، غضبا من الرئيس الموريتاني لعدم ذكره قضية الصحراء في كلمته أمام زعماء العالم، وذهبت بعض المواقع الإعلامية التي تدور في فلك الجبهة إلى اتهام ولد عبد العزيز بـ “ممارسة النفاق السياسي” في تعامله مع قضية الصحراء، واستعمالها مجرد ورقة انتخابية، خاصة وقد تمت إثارتها، مؤخرا، خلال حملة الاستفتاء على تعديلات الدستور الموريتاني.
وفي تصريح لبيان اليوم، أكد المساوي العجلاوي الأستاذ الباحث في معهد الدراسات الإفريقية، أنه لو تمت الإشارة إلى قضية الصحراء المغربية في خطاب الرئيس الموريتاني، لكان قد تخطى جميع الخطوط الحمراء في سياق التوتر الغير معلن القائم بين المغرب وموريتانيا، ولكان ذلك سيشكل نهاية مرحلة وبداية أخرى في العلاقة بين البلدين.
وأضاف المساوي العجلاوي، أن البوليساريو والجماعات المحيطة بها، شعرت بالإحباط من خطاب ولد عبد العزيز، لأنه ساد لديهم انطباع على أن هناك تحولا في مواقف موريتانيا حيال ملف الصحراء، خصوصا وأن بعض المنابر الإعلامية المرتبطة باللوبيات الجزائرية، أقدمت منذ حوالي 15 يوما، على كتابة سلسلة مقالات مؤدى عنها، تقول بفتح معبر حدودي بين تندوف وازويرات، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع استحالة ذلك، نظرا لطبيعة هذه المنطقة التي أعلنتها موريتانيا منطقة عسكرية في وقت سابق، كما أن الجزائر تعتبر منطقة تندوف منطقة عسكرية، بالإضافة إلى كون المنطقة برمتها هي منطقة لنشاط التهريب بكل أنواعه.
وأوضح العجلاوي، من جهة أخرى، أن موريتانيا مجبرة على قطع علاقتها مع الجزائر إذا ما أرادت قيادة مجموعة دول الساحل والصحراء، وهو ما تريده فرنسا التي ترغب في عزل الجزائر وإبعادها عن مشاكل وإشكالات هذه المجموعة، مشيرا إلى أن ذلك ما يقلق المخابرات الجزائرية التي تدفع بعض المنابر الإعلامية للتأكيد على كل ما يمكن أن يعمق الخلاف بين المغرب وموريتنا، علما، يضيف العجلاوي، أن العلاقة بين البلدين لها طابعها الخاص وبهاراتها الخاصة التي لا يمكن لا للمغرب ولا لموريتانيا تجاوزها.
وللتأكيد على دور المخابرات الجزائرية في تسميم العلاقات بين المغرب وموريتانيا وتسخير بعض المنابر الإعلامية التي يؤدى لها بشكل مسبق، ساق الموساوي العجلاوي، في حديثه لبيان اليوم، واقعة طرد السلطات الموريتانية للمستشار الأول بالسفارة الجزائرية بنواكشوط، شهر أبريل سنة 2015 لكونه كان وراء مقال نشر بأحد المواقع الإليكترونية، يتحدث فيه عن شكوى قال إن موريتانيا تقدمت بها إلى الأمين العام الأممي تشتكي فيها إغراق المغرب لحدودها بالمخدرات، وهو ما اعتبرته موريتانيا حينها، خبرا كاذبا هدفه الإساءة إلى العلاقة بين الرباط ونواكشوط.
ولد عبد العزيز يكسر أفق انتظار جبهة البوليساريو
الوسوم