أطلق المغرب، أمس الأربعاء، بشكل رسمي أول قمر صناعي للمراقبة، انطلاقا من قاعدة كورو التابعة لمنطقة جويانا الفرنسية.
وقد أعطي الضوء الأخضر لانطلاق القمر الصناعي على الساعة 01.43 صباحا بتوقيت جرينتش، والذي تم بثه على قنوات تلفزيونية محلية ودولية.
وتابع الرأي العام إطلاق القمر المغربي الذي يهدف بالدرجة الأولى، حسب مراقبين ومتتبعين للشأن الاستراتيجي لمنطقة شمال إفريقيا، إلى تعزيز قدرات المملكة الأمنية والاستخباراتية، في ظل الوضع الأمني الملغوم على الحدود المغربية الجزائرية والإسبانية.
وأطلق على القمر الصناعي، اسم “محمد السادس أ”، ومن المرتقب أن يتبعه إطلاق قمر صناعي ثاني، تحت اسم “محمد السادس-ب”، خلال السنة المقبلة 2018، لدعم هذا القمر، الذي سيمكن الأمن المغربي من مراقبة حدوده البحرية والبرية.
ومن بين الأهداف الأخرى التي يسعى لها المغرب من إطلاق هذا القمر، مساعدته على إنجاز خرائط طبوغرافية، ودراسة ملائمة المشاريع الاقتصادية، والمحافظة على البيئة، وتدبير الأراضي الزراعية، والحفاظ على الغابات، ومراقبة تأثير الكوارث الطبيعية على مخططات الدولة وتدبير الموارد المائية.
ويساهم قمر “محمد السادس-أ”، الذي حلق على ارتفاع 695 كيلومترا من الأرض، على وضع خرائط عمرانية، من أجل ضبط التطور العمراني، ومنح نوع من الاستقلالية في المعلومات للأمن الاستخباراتي المغربي، الذي أصبح بإمكانه التوصل بـ 500 صورة يوميا، يتم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية قرب مطار العاصمة الرباط- سلا حيث سيقوم طاقم مغربي بتسييره.
القمر الصناعي المتطور تقنيا وفنيا، والذي يعد الأول من نوعه بالمغرب، والثالث على المستوى الإفريقي، بعد قمري جنوب إفريقيا ومصر، تم تصنيعه من قبل الشركتين الفرنسيتين “تاليس أيلينيا سبايس” و”إيرباص ديفانس أند سبايس”.
وللإشارة، فإن المغرب كان قد أطلق أول قمر صناعي في العاشر من دجنبر سنة 2001 تحت اسم “زرقاء اليمامة”، حمله صاروخ روسي انطلاقاً من قاعدة توجد بكازاخستان. ليعزز المغرب مرة أخرى هذا القمر، بهاذين القمرين الجديدين في إطار تعزيز ترسانته الأمنية والاستخباراتية، ضمن صفقة تمت مع فرنسا سنة 2013، وبلغت قيمتها حوالي 500 مليون أورو.
يوسف الخيدر