يحمل اليوم العالمي لوقف التدخين الذي يتم الاحتفاء أول أمس الخميس 31 ماي بدورته الحادية والعشرين تحت شعار “التدخين يحطّم القلب” في إشارة إلى تداعيات التبغ على الصحة التي لا تقتصر على الأذى اللاحق بالرئتين. وقد أثبت الطب منذ فترة طويلة أن خطر احتشاء عضلة القلب والتعرض لجلطة دماغية يزداد ازديادا كبيرا لدى المدخنين.
وحسب منظمة الصحة العالمية العالم يلزم وقت طويل للحد من تدخين التبغ، محذرة من أن السجائر الإلكترونية لن تحل المشكلة. وأضافت المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين أنه من المحتمل ألا ينجح العالم في الوصول إلى الهدف الذي حددته الأمم المتحدة المتمثل في خفض عدد مدخني التبغ بنسبة 30% بين عامي 2010 و2015.
وتشدد منظمة الصحة العالمية على أن “استهلاك التبغ عامل خطر كبير للإصابة بأمراض قلبية تاجية وجلطات دماغية ومشاكل في الأوعية الدموية المجاورة لمنطقة القلب”. وهي توضح أنه “ثاني سبب رئيسي للأمراض القلبية الوعائية بعد ارتفاع ضغط الدم”. وعلى سبيل المثال، إن “80 % من المرضى الذين عانوا من احتشاء عضلة القلب دون سنّ الخامسة والأربعين هم من المدخنين”، بحسب الاتحاد الفرنسي لطب القلب.
ويودي التبغ بحياة أكثر من 7 ملايين شخص كل سنة، من بينهم 900 ألف لا يدخنون الذين يفارقون الحياة من جرّاء استنشاقهم لدخان التبغ غير المباشر، بحسب منظمة الصحة العالمية. والتوصية الوحيدة التي يقدمها الأطباء هي التوقف عن التدخين أو حتى عدم تجربته بتاتا.
وتشير التقديرات إلى أن نحو1.1 مليار شخص يدخنون، أي خمس سكان العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 عاماً فيما فوق، بحسب منظمة الصحة العالمية، استناداً إلى أحدث البيانات العالمية المتاحة منذ عام 2016.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن السجائر الإلكترونية، التي تنتج عادةً بخار النيكوتين، تحتوي على مواد سامة أقل من منتجات التبغ، ولكنها لا تزال تسهم في أمراض القلب والرئة.
وتتمثل الأهداف التي يصبو إلى بلوغها اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ في عام 2018 في إبراز الصلات القائمة بين تعاطي منتجات التبغ والإصابة بأمراض القلب وغيرها من أمراض القلب والأوعية الدموية. وزيادة الوعي داخل صفوف الجمهور على نطاق أوسع بتأثير تعاطي التبغ والتعرّض لدخانه غير المباشر على صحة القلب والأوعية الدموية. وإتاحة الفرص أمام فئات الجمهور والحكومات وغيرها من الجهات لقطع الالتزامات بشأن تعزيز صحة القلب عن طريق حماية الناس من تعاطي منتجات التبغ. وتشجيع البلدان على تعزيز تنفيذ تدابير مكافحة التبغ الواردة في اتفاقية المنظمة الإطارية في سياق تطبيق برنامج السياسات الست للمنظمة.
> سمر أزدودي (صحافية متدربة)