في اطار أنشطتها الثقافية لشهر غشت، نظمت جمعية الصويرة موكادور يوم الجمعة 10 غشت الجاري بفضاء دار الصويري، ندوة في موضوع :” التفرد وتطور الحركة الفنية والأدبية بالصويرة “، بمشاركة ثلة من الباحثين والأدباء والمهتمين والمتتبعين للشأن الثقافي بالمدينة . في بداية الندوة، تناول الكلمة محمد الموضا – أستاذ مادة الفلسفة وباحث – منسق الندوة مبرزا الجوانب الأدبية بدءا من التفرد والتنمية الثقافية لمدينة الصويرة، كما توقف عند السياق العام ودلالات تنظيم هذه الندوة الفكرية، بعد ذلك مرر الكلمة لعبد اللطيف السبقي – شاعر وباحث – حيث أشار الى أن موضوع الندوة يبدو سهلا، لكنه يتطلب الحفر في الذاكرة الجماعية للمدينة في محاولة فهم ما هي العوامل الموضوعية والتاريخية، وكذا الأصول التي ساهمت بشكل ملحوظ في هذا التفرد للديناميكية الثقافية والفنية التي تعرفها الصويرة. عبد اللطيف السبقي في كلمته أيضا سلط الضوء على التاريخ الفني للمدينة، وجزيرة موكادور، الموقع الجغرافي والاستراتيجي الذي أسست عليه الصويرة، مدينة التنوع والانفتاح والتعايش المجسد في المدينة، كما توقف عند الدور الذي لعبه الفنانون التشكيليون والمثقفون الصويريون في بناء هذا التراث الفني المتنوع التي تتفرد به مدينة الصويرة . أما كلمة محمد معتصم – اعلامي وعضو اتحاد كتاب المغرب – فأشاد فيها بالأهمية العلمية والأكاديمية لهذه الندوة التي تتناول مسألة جريئة وهي وضع قطاع الثقافة، مشيرا الى أن التشخيص المؤسس على مستوى مدينة الصويرة يتيح القول بأن تجربة المدينة هي تجربة غنية ومتنوعة تتجاوز الحدود الجغرافية سواء على مستوى الشعر أو باقي الأجناس الأدبية الأخرى، مطالبا بمضاعفة الجهود من أجل توفير الشروط اللازمة لتطوير المنتوج الأدبي والفني وتنميتهما، كما أشار، أن مدينة الرياح تتميز بتراث أدبي وثقافي وفني يستحق التقدير ويجب ترويجه على نطاقات أوسع، كما شدد على توفير البنيات التحتية الثقافية التي تفتقر لها المدينة – مركبات ثقافية، دور شباب، سينما، أروقة للعرض الفني، ملاعب رياضية، معاهد موسيقية ….أما الباحث وأستاذ تاريخ الفن بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء عبد الله الشيخ، فقد استهل مداخلته بضرورة التفكير في الأليات لوضع ادارة فعالة للشأن الثقافي بالصويرة، مرحبا بتنظيم مثل هذه الندوة الفكرية المهمة التي ستكون بمثابة بادرة تسحق التنويه في أفق تعميمها اقليميا ووطنيا، كما تساءل عن كيفية تعزيز التراث الثقافي والفني للمدينة، حيث شدد على أهمية التدوين والأرشفة وتعزيز الدراسات والبحوث حول الحركة الثقافية والفنية للمدينة مع دعم ومساندة المبدعين وانشاء بنك بيانات واحداث مرصد للدراسات والأبحاث الثقافية للحفاظ على هذا التراث بشكل أفضل وضمان انتقاله الى الجيل التالي
أحمد حروز – فنان تشكيلي وباحث – أعطى في كلمته، لمحة تاريخية مفصلة عن مدينة الصويرة كمنطقة تتميز بالانفتاح والتبادل بين الثقافات والأديان والحضارات، مشيرا إلى أن المظهر المعماري والمناظر الطبيعية والتخطيط العمراني للمدينة، وروح المدينة باعتبارها فضاء للقاء وتعزيز القيم العالمية للسلام والتسامح واحترام التعددية والاختلاف، ساهمت بشكل كبير في ظهور حركة ثقافية وفنية حقيقية بالمدينة، حيث شدد على التأثرات المتبادلة، والتناغم المشترك بين مختلف الفنون والأدب والحرف والأغاني الصوفية من مختلف الزوايا في هذه المدينة، مقترحا في كلمته ضرورة اعطاء اهتمام خاص لمزيد من الدعم والاستثمار في مجال الثقافة، سواء من المؤسسات العامة أو من القطاع الخاص، لتحقيق نفس الأهداف المشتركة التي تدعو اليها المؤسسات المتنوعة من أجل ثقافة تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة .
مداخلات الحضور ساهمت في اثراء النقاش وتقويته، حيث توقفت جلها عند ضرورة تعزيز البنيات التحتية للمدينة من مركبات ثقافية، وأروقة للعرض الفني ومسارح وفضاءات للسينما والتنشيط الثقافي وملاعب رياضية … كما تمنت محور الندوة واعتبرته مهما مطالبة برفع التوصيات المنبثقة عن الندوة الى الجهات المعنية بالشأن الثقافي محليا ووطنيا من أجل دراستها وبلورتها على أرض الواقع .
محمد معتصم
التفرد وتطور الحركة الفنية والأدبية بالصويرة
الوسوم