شكل الانتقال إلى نظام طاقي نظيف ومنخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من أجل تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة محور لقاء نظم يوم الجمعة الماضي بالرباط حول موضوع “طاقات المستقبل”.
وتطرق المشاركون في هذا اللقاء، الذي يندرج ضمن سلسلة محاضرات ينظمها معهد صندوق الإيداع والتدبير، إلى عدة قضايا تتعلق أساسا بتوقع نقص الموارد الأحفورية في المستقبل، وتأثير الثورة الطاقية، وكذا الآفاق الاستراتيجية والتكنولوجية لطاقة الغد.
وبهذه المناسبة، ركز مستشار مفوضية الطاقة الذرية (فرنسا)، كريستيان نغو، في مداخلة له على أهمية أمن الإمدادات والناجعة الطاقية في تطوير وتحقيق الأهداف المتعلقة بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتلوث وخلق فرص الشغل.
وأشار الخبير الكيميائي إلى أن النمو الديموغرافي وارتفاع مستويى المعيشة، خاصة في الدول الناشئة، أصبحا عاملين يؤثران أكثر فأكثر على المجال الطاقي، موضحا أن هذا الوضع الجديد يفسر الأهمية المتزايدة للوقود الأحفوري غير التقليدي بما في ذلك الغاز والنفط الصخري.
وأضاف أن الطاقة الشمسية هي طاقة المستقبل شأنها شأن الكتلة الحيوية، معتبرا أن الطاقات المتجددة المتقطعة، في بعض البلدان، قد تكون عبارة عن وهم.
وفيما يتعلق بالتحديات الطاقية، ركز المتحدث على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واستهلاك الطاقة الأحفورية، وكذلك الحاجة إلى التحكم في فاتورة الطاقة.
واعتبر أن تخزين الكهرباء يشكل أحد مواطن الضعف في قطاع الطاقة، مشيرا، في هذا الصدد، إلى إعطاء الأولوية لتوفير الطاقة لأن “الكيلو وات” الأقل ثمنا هو الذي لم يتم إنتاجه بعد.
وبخصوص النقل الطرقي، استعرض نغو بعض الحلول التكنولوجية، بما في ذلك العربات الهجينة، والوقود الحيوي، والمركبات الكهربائية والمركبات التي تعمل بالخلايا الوقودية والمحركات الهيدروجينية.
وخلص نغو إلى عدم وجود حل كوني شامل، مشيرا إلى إمكانية العيش بشكل أفضل “من خلال تقليص الاستهلاك والتلوث في ظل وجود نمو، شريطة أن نتجنب الدوغمائية واستخدام العلم والحس السليم”.
ومن جهته، سلط الطيب أمكرود، مستشار في مجالات التخطيط بقطاع الطاقة والتنمية وتمويل مشاريع الإنتاج الكهربائي، الضوء على التطورات التي يشهدها القطاع الكهربائي. ولفت، في هذا الصدد، إلى انخفاض التكاليف، ورقمنة القطاع الطاقي، وظهور بوادر الإنتاج اللامركزي.
وأضاف أن الطاقة الريحية والطاقة الشمسية أصبحتا أقل أشكال إنتاج الطاقة الكهربائية تكلفة، كما أن البطاريات من شأنها أن تصبح المصدر الأقل تكلفة للمرونة.
وفيما يتعلق بالتحول الرقمي، أوضح أمكرود أن التكنولوجيات الحديثة يمكن أن تقدم حلولا ذكية، مثل محطات الطاقة الافتراضية وتدبير الطلب، مشيرا إلى أن الإنتاج اللامركزي من شأنه تشكيل تحديات وجودية أمام الفاعلين وأمام نموذجهم الكلاسيكي لإنتاج الطاقة وتوزيعها.
وتجدر الإشارة إلى أن الطاقات الأحفورية، على الرغم من أحدث التطورات التكنولوجية في مجال الطاقات المتجددة، لا تزال تهيمن على مزيج الطاقة العالمي.
لقاء علمي بالرباط يبرز أهمية “الانتقال إلى نظام طاقي نظيف” في تحقيق التنمية المستدامة
الوسوم