قال الدكتور رشدي طالب، المدير العام لمجموعة “أكديتال هولدينغ”، إن تطوير قطاع الصحة ببلادنا رهين بمسألة بناء شراكة حقيقية بين الدولة والقطاع الخاص في هذا المجال، مؤكدا أن الفاعلين الخواص مستعدون للعمل من أجل تحقيق هذا التكامل في حال توفرت لهم الشروط المساعدة و”الخطوات التحفيزية الضرورية” لتطوير أدائهم على هذا المستوى.
واعتبر طالب، الذي كان يتحدث خلال ندوة صحفية نظمتها المجموعة بمدينة الدار البيضاء الخميس الماضي، أنه “لم يعد من الممكن تحميل الخواص مسؤولية تدهور الخدمات الصحية المقدمة للمواطن المغربي، في حين أنه يمكن الاستفادة من دورهم كفاعل وطرف أساسي في إيجاد حلول للمشاكل الكبيرة التي يعاني منها القطاع الصحي ببلادنا”.
واعتبر أنه لا يمكن الحديث عن “أنسنة” مهنة الطب لتتمكن من تلبية احتياجات جميع فئات المواطنين، في ظل التضييق والتشدد اللذين تفرضهما القوانين الوطنية على المستثمرين في الخدمات الصحية، حسب قوله، خاصة فيما يتعلق بارتفاع الضرائب وعدم مراجعة التسعيرات المرجعية للخدمات، مما يعيق تطوير أداء القطاع. وأعطى مدير “أكديتال هولدينغ” مثالا بقاعة الإنعاش التي قال بصددها “إنه لمن الضحك على الذقون” أن يتم تحديد تكلفتها حسب التسعيرة المرجعية في 1500 درهم!
وعلى الرغم من الصعوبات التي يتحدث عنها الدكتور رشدي طالب، فإن المجموعة التي يديرها تواصل تحقيق مشاريعها في قطاع الخدمات الطبية من خلال إحداث المزيد من الوحدات الصحية، والتي تؤكد المجموعة أنها “تستجيب لأفضل المعايير الدولية”.
وتم في هذا الصدد، خلال الندوة الصحفية، تقديم وحدتين جديدتين تم تدشينهما في نفس اليوم بمدينة الدار البيضاء، إحداهما بمنطقة عين السبع، والثانية على مستوى شارع غاندي (المعاريف).
وجرى تشييد المستشفى الخاص لعين السبع على مساحة 14 ألف متر مربع، بطاقة سريرية تصل إلى 220 سريرا وهو يشمل جميع التخصصات، فيما تقدر طاقة مستشفى لونشون بشارع غاندي، المختص في أمراض القلب والشرايين بـ 50 سريرا. وهو يضم 3 مركبات جراحية و7 مركبات للإنعاش و3 قاعات للمستعجلات.
وبتدشين هاتين المصحتين أصبحت المجموعة تشمل حاليا 5 وحدات استشفائية على مستوى مدينة الدار البيضاء، تعزز العرض الصحي للعاصمة الاقتصادية بـ 550 سريرا، وتطمح المجموعة إلى رفعها إلى 800 سرير خلال السنوات القليلة المقبلة، بالعمل على إحداث وحدات جديدة بكل من مدن الدار البيضاء، الجديدة وطنجة.
وتوفر الوحدات التابعة للمجموعة حاليا حوالي 2000 منصب شغل، وتشمل خدماتها جميع التخصصات بما فيها المستعجلات والإنعاش (70 وحدة) والعناية المركزة (100 وحدة)، مع التركيز كذلك على أمراض القلب والشرايين وعلاجات السرطان والأورام، والولادة والعناية بالمواليد الجدد، حيث توفر المجموعة حاليا حوالي 40 حاضنة، فضلا عن وحدات الجراحة والأشعة وغيرها.
واعتبر الدكتور طالب أن الشراكة التي جمعت بين المجموعة والقطاع العمومي في مجال أمراض الكلي والدياليز، والتي عرفت نجاحا كبيرا من خلال إنقاذ حياة آلاف المواطنين من الفئات الهشة، يمكن أن تتسع لتشمل شراكات في تخصصات أخرى يسهم عبرها القطاع الخاص في تعزيز العرض الصحي ببلادنا وتحسين خدماته.
سميرة الشناوي