صدر تقرير عالمي جديد بشأن فيروس شلل الأطفال مؤخرا، يحمل خلاصة الاجتماع الذي عقدته لجنة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة الصحة العالمية، المؤكدة على أن تهديد الفيروس لا يزال يمثل “حالة طوارئ دولية.”
وحسببلاغ لمنظمة الصحة العالمية، فقد وافقت اللجنة بالإجماع على اعتبار خطر انتشار فيروس شلل الأطفال “حالة طوارئ دولية” معلنة تمديد إجراءات التوصيات المؤقتة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، للدول المتأثرة بهذا الانتشار.
وقال بيان صادر من اللجنة إنها تدرك المخاوف المتعلقة بوضع المرض في حالة الطوارئ الدولية لفترة طويلة حتى الآن، لكنها تخلص إلى أن “الوضع الحالي غير عادي” مع وجود “خطر مستمر واضح” من انتشاره دوليا والحاجة المستمرة إلى استجابة دولية منسقة.
وقد استعرضت لجنة الطوارئ البيانات المتعلقة بفيروس شلل الأطفال البري النمط 1 وفيروسات شلل الأطفال الدائرة والمشتقة من اللقاح، وقدمت أمانتها تقريرا عن التقدم المحرز في الدول الخاضعة للتوصيات المؤقتة، منذ 16 سبتمبر 2019، والتي قدمت بدورها معلومات محدَّثة عن الوضع الحالي لديها وعن مستوى تنفيذ توصيات منظمة الصحة العالمية المؤقتة.
من بين هذه الدول أفغانستان، أنغولا، بنن، جمهورية أفريقيا الوسطى، إثيوبيا، غانا، نيجيريا، باكستان، الفلبين، توغو وزامبيا.
شلل الأطفال البري
وجاء في تقرير اللجنة أن القلق البالغ لا يزال حاضرا بشأن الزيادة الكبيرة في حالات شلل الأطفال البري النمط 1 على الصعيد العالمي مقارنة بعام 2018، مشيرا إلى الحالة في باكستان، حيث انتقال العدوى واسع الانتشار. وقال التقرير إن قضايا مثل “رفض الأفراد والمجتمعات لقبول التطعيم، والمشكلات المتعلقة بتسييس البرنامج الوطني لمكافحة المرض” ما زالت قيد المعالجة.
كما لاحظت اللجنة أنه هناك حالات حديثة لانتشار الفيروس من باكستان إلى أفغانستان وأيضا من أفغانستان إلى باكستان. وأشارت إلى أن هذا من شأنه أن يزيد من خطر الانتشار الدولي مرة أخرى، ودعت إلى بذل جهود كبيرة حتى تتقدم البلدان نحو استئصال المرض.
مع ذلك أشادت اللجنة باستمرار التعاون والتنسيق بين هذين البلدين، لا سيما في الوصول إلى السكان الأكثر عرضة للخطر ممن يعبرون الحدود الدولية بشكل متكرر. ورحبت اللجنة بحملات التطعيم الشامل التي تجري الآن في نقاط الحدود الرئيسية بينهما.
فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاح
وأعرب تقرير اللجنة أيضا عن القلق البالغ إزاء تفشي فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاح (cVDPV) في أربعة أقاليم في أفريقيا، شرق البحر المتوسط، جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ. وحسب اللجنة فإن سبعة بلدان أبلغت عن تفشي المرض منذ اجتماعها الأخير، هي تشاد، كوت ديفوار، ماليزيا، باكستان، الفلبين، وتوغو وزامبيا.
كما أشار التقرير إلى انتشار فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاح (cVDPV) النمط 2 عبر غرب أفريقيا ومنطقة بحيرة تشاد، حيث وصل إلى كوت ديفوار وتوغو وتشاد، بينما انتقل النمط 1 من الفلبين إلى ماليزيا.
وحذرت لجنة الطوارئ الصحية من أن الظهور السريع لسلالات النمط 2 من الفيروس في العديد من البلدان هو “أمر غير مسبوق ومقلق للغاية، ولم يتم فهمه بشكل كامل حتى الآن”.
من ناحية أخرى، لاحظت اللجنة أن المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال تعمل على تطوير استراتيجية للتصدي لتفشي فيروس النمط 2، غير أنها أعربت عن قلقها البالغ من أن مخزون اللقاح المعروف بـ (OPV2) قد استنفد. وقالت اللجنة إنها تدعم بشدة تطوير هذا اللقاح الجديد المقترح ليصبح متاحا في منتصف عام 2020.
وكان المدير العام للمنظمة الصحة العالمية قد قبل تقييم اللجنة بناء على الوضع الحالي فيما يتعلق بالفيروس، وعلى التقارير المقدمة من البلدان المتأثرة مقررا أن الحالة المتعلقة بفيروس شلل الأطفال لا تزال تشكل خطرا دوليا. كما وافق المدير العام على توصيات اللجنة للبلدان التي تفي بالتعريف الخاص بـ “الدول المهددة بفيروس شلل الأطفال بأنماطه وتعريفاته المختلفة مع خطر محتمل للانتشار الدولي”، كما أجاز قائمة “الدول التي لم تعد متأثرة بفيروس شلل الأطفال، لكنها تظل مهددة” بعودته. كما تم تمديد فترة التوصيات المؤقتة على الدول المعنية بموجب اللوائح الصحية الدولية للحد من خطر الانتشار الدولي لفيروس شلل الأطفال.