بعد انتظار طويل، انطلق أخيرا تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد، أو ما يصطلح عليه بنظام “الفار”، بمباريات البطولة المغربية الاحترافية لكرة القدم.
وكانت مباراة اتحاد طنجة ضد الفتح الرباطي برسم الجولة السادسة عشرة برسم أولى دورات الإياب، أول مباراة شهدت اعتماد هذا النظام الذي سنه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) كوسيلة لضمان نوع من تكافؤ الفرص بين المتبارين.
وكانت جامعة كرة القدم قد حددت بداية الموسم الجاري للشروع في تطبيق البرنامج، إلا أن مجموعة من الإكراهات حالت دون ذلك، ومن بينها الشروط الصارمة التي يضعها الاتحاد الدولي، وأساسها الخضوع لمراحل تأهيل الحكام على هذه التقنية في شقي التكوين والتجريب، كمراحل ضرورية من أجل الحصول على رخصة خاصة بحكام الفيديو، وهو ما تطلب وقتا كبيرا لتنفيذ الشروط الكاملة التي يضعها جهاز “البورد”.
من الناحية المالية ستتحمل الجامعة سنويا مصاريف مهمة، إذ تبلغ تكلفة المباراة الواحدة عشرين ألف درهم، وهو مبلغ يبقى عاديا، إذا ما أخدنا بعين الاعتبار أهمية القصوى التي أصبحت لهذه التقنية على المستوى الدولي، والتي جاءت لتضفي نوعا من العدالة على مباريات كرة القدم.
وتعتبر البطولة المغربية الأولى إفريقيا على مستوى تطبيق الفار، كما تعتبر الأولى عربيا فيما يخص اعتماد الخبرة الوطنية مائة في المائة، على اعتبار أن بعض دول الخليج كانت سباقة في تطبيق تقنية الفيديو، لكن عبر الاستعانة بحكام أوروبيين، مع العلم أن الحكام المغاربة الحاصلين على الرخصة، يمكن أن يساهموا في تكوين وتدريب حكام أفارقة وعرب، كما يمكنهم الإشراف على تحكيم مباريات دولية.
وكانت أولى خطوات الشروع في تطبيق تقنية الفيديو، قد بدأت خلال مباراتي نصف نهاية كأس العرش، وهو مستجد سهل نوعا ما من مهمة الحكام، إلا أنه لم يلغ نهائيا أخطاء التحكيم، وظهر ذلك جليا خلال مباراة الدفاع الحسني الجديدي ضد الاتحاد البيضاوي، بقيادة الحكم سمير الكزاز، والذي حرم الفريق الجديدى من ضربة جزاء واضحة، كما أعلن عن ضربة جزاء لصالح الفريق المنافس في الدقائق الأخيرة رغم وجود خطإ قبل ذلك.
مباريات الدورة السادسة عشرة من البطولة شهدت الاعتماد على “الفار” في الكثير من الحالات، وحسب مجموعة من المختصين فقد حدثت أخطاء أو تناقضات في اتخاذ قرارات بين مباراة وأخرى، إلا أنه عموما، تبقى بداية مشجعة، تعطي مؤشرات إيجابية على أن الاعتماد على هذه التقنية سيساهم في التقليل من حالات الاحتجاج أو الاعتراض على القرارات المباشرة للحكام.
ومن المؤكد أن تطبيق “الفار” لا يمكن أن يقضي نهائيا على الأخطاء وسبق شاهدنا ذلك في أكبر التظاهرات الدولية من بينها كأس العالم بروسيا صيف سنة 2018، إذ وقفنا على أخطاء فادحة ذهبت ضحيتها مجموعة من المنتخبات، كما هو الحال للمنتخب المغربي أمام نظيره الإسباني.
وعليه، فان الأخطاء واردة مادامت هذه التقنية الجديدة لا تلغي أبدا المسؤولية البشرية، وعلى هذا الأساس فإن كل المتدخلين خاصة اللاعبين والمدربين ومسؤولي الفرق، مطالبون بالقطع نهائيا مع ثقافة الشك والسعي لتصدير الأزمة.
محمد الروحلي