في إطار إرساء ثقافة الاعتراف بمزايا الإبداع والوفاء للقيم والمثل العليا، نظمت جامعة المبدعين المغاربة لقاء مفتوحا مؤخرا بالمكتبة الوسائطية مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، احتفاء بإحدى رائدات الشعر الحديث، أيقونة القصيدة المغربية والعربية الأستاذة مالكة العاصمي، هذه الشاعرة المغربية الأصيلة التي سايرت نداءات الزمن ورافقت التطور في المشاعر والعواطف الإنسانية إلى جانب عطاءاتها الفكرية والثقافية والإعلامية والسياسية. في حضور لفيف راق من المبدعين والكتاب والشعراء من المغرب وفرنسا والسنغال،
وفي ضيافة بهية للمكتب المسير، رئيس ومؤسس جامعة المبدعين المغاربة محمد اللغافي الذي استهل اللقاء بكلمة ترحيب بالشاعرة المرهفة الإحساس وبالحضور الكريم معبرا عن الجهود النيرة للجامعة للرقي بهذا الصرح الأدبي والثقافي والفكري العتيد، ليعطي الكلمة بعد ذلك للدكتور محمد خفيفي ومن خلال منظوره الذاتي المتفرد، سرد علينا تأملات في ملكة الإبداع لدى مالكة العاصمي، أعادتنا إلى عوالم افتقدناها وذلك بكلمات تسكن في طي الكلمات مزجت بين الخيال والمشاعر العميقة ومنحت الحضور فرصة ليلتقي الإبداع مع محبيه وينصت بدقة وإمعان لصوت النضال شعرا كان أم نثرا. وقد عبر الشاعر والمترجم نور الدين ضرار أثناء تأطيره لهذا اللقاء عن شكره العميق وامتنانه لأيقونة الشعر العربي على تلبية دعوة الحضور رفقة زوجها الأستاذ محمد الأديب وابنتهما المصونة لتسافر بنا لالة مالكة عبر الزمن العابر للآفاق من قوة ما تجمع لديها من شجاعة الفرسان وعنفوان القلم، ميزتها منذ أول منجزها الشعري “كتابات خارج أسوار العالم” ليختتم اللقاء بمداخلات كتاب وشعراء أجمعوا على أن المبدعة لالة مالكة العاصمي قد منحت للحب والشعر والنضال صورة الترياق لمحو وقهر كل مظاهر اليأس والكراهية والظلامية تخليدا للقيم النبيلة والمواقف الراقية مثل الحرية والصداقة والإرادة والتفاؤل وتمجيد المرأة المغربية.والبحث عن التوازن المفقود بين الجنسين ونشدان الجمال باعتباره جوهر كل حقيقة شعرية.
وكان مسك الختام قراءات شعرية استمدت نسغها من سحر الذوق وحب الجمال لدى مالكة السحر والجمال. لعمري إن الإبداع لدى الأستاذة مالكة العاصمي ينتصر للحياة بمعناها الأعمق من خلال تسخير البواطن والنوازع لنحت كلمة ترحل كما الطيور التواقة لفضاء آخر.
متابعة: نادية بنجوى