اخلفت الطغمة العسكرية المتسلطة على رقاب الشعب الجزائري الشقيق، الموعد، وجانبت مرة اخرى الصواب، لتظهر للعالم اجمع عن وجه قبيح، وانها خارج التاريخ، تعيش زمنا غير زماننا.
حرصت الطغمة العسكرية بدرجة اليائس، على تصفية الحسابات، حتى ولو تطلب الأمر تقويد تظاهرة رياضية، تجمع الشباب الإفريقي، التواق إلى المشاركة بحدث رياضي، يساهم في تطوير مستواه، على أمل الوصول إلى أعلى مراتب الممارسة الرياضية…
كان كل من جياني إنفانتينو رئيس الفيفا، وباتريس موتسيبي رئيس الكاف، شاهدا عيان على حماقة عساكر الجزائر، بعد ان وقفا معا، على تفاصيل مشهد مؤلم صراحة، بعد أن شاهدا بعثتنا الوطنية المكونة من لاعبين وطاقم تقني وإداري، محملين بالامتعة الرياضية، قضوا ساعات طوال ببهو المطار، ينتظرون الضوء الأخضر للإقلاع، دون التمكن في الأخير ، من ركوب طائرة الخطوط الجوية الملكية، الجاتمة بارضية مطار الرباط – سلا، طيلة على مدى ومين كاملين.
أمل المشاركة في هذا “الشان”
بنسخته الجزائرية خاب، وامكانية الدفاع عن اللقب الذي يوجد في حوزة المنتخب المغربي، افشلت بفعل فاعل، وتعنت طخمة من الفاشلين متحكمين، في مصير شعب جزائري شقيق، تربطه اواصر الأخوة والصداقة والمصير المشترك، مع بلد جار ، يكن له كل الكثير من الحب والتقدير والاحترام.
وبالرغم من التبريرات اليائسة، ومحاولات الهروب إلى الأمام، فإن المسؤولية تقع على الجانب الجزائري، وعدم احترام بنوذ دفتر تحملات تابثة، إذ ينص بوضوح على تسهيل مهمة المنتخبات المشاركة، وليس فرض املاءات وشروط، تدخل ضمن سيادة البلدان.
فهذا الخرق السافر للقانون، يقتضي تسليط عقوبات صارمة، واتخاذ قرارات جزرية، تحرم على كل من يتجرأ مستقبلا، ارتكاب أخطاء وتجاوزات، ضدا على القانون المنظم، اتفقت عليه بالاجماع أسرة كرة القدم الإفريقية.
وما شهده حفل افتتاح من ترديد لرسائل وهتافات عنصرية ومسيئة للمغاربة والمملكة، انضاف الى حالة منع السفر مباشرة من الرباط الى قسطنطينة، ليضع الكاف في وضع جد حرج، قدم الدليل عن نوايا خبيثة، وحقد دفين لحكام الجزائر، ممررة خلف ستار “الشان” وكرة القدم، في خلط صارخ بين الرياضة والسياسة.
حدث هذا، رغم التنديد السابق لرئيس موتسيبي، ورفضه تصريف الحسابات السياسية في المجال الرياضي، وضرب في الصميم لاستقلالية الفعل الرياضي.
ان ما يقع حاليا بكأس إفريقيا للاعبين المحليين، يفرض على جهاز الكاف اتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير، قبل الموافقة مستقبلا على منح شرف احتضان، أية تظاهرة من التظاهرات القارية للدول المرشحة، وتفادي تحويل مثل هذه المناسبات، إلى منصة لتمرير الحسابات السياسوية وتصريف الاحقاد…
ان الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أمام حالة غير عادية، تتطلب بالفعل تدخلا حاسما، يحفظ لأهم جهاز رباضي على الصعيد القاري قيمته وقوته، واي تساهل أمام تجاوزات العسكر الجزائري، سيشجع على حدوث تجاوزات مماثلة، ولن تبقى ل ل”لكاف” مستقبلا.. أية مصداقية ولا قوة…

محمد الروحلي