استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أول أمس الثلاثاء بالرباط، وفدا من منتخبين بريطانيين محافظين من مجلس اللوردات يزور المغرب حاليا.
وفي تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، نوه اللورد ستيوارت بولاك بالعلاقات الإيجابية القائمة بين لندن والرباط، موضحا أن الوفد البرلماني يزور المغرب للإفادة منه وتشجيع مواصلة العمل الثنائي في مختلف المجالات.
كما أشار اللورد المحافظ إلى أن زيارة الوفد البريطاني للمغرب ستشمل الأقاليم الجنوبية للمملكة من أجل فهم أفضل للوضع في الصحراء المغربية.
وكان الوفد البريطاني الذي يضم إلى جانب بولاك، كلا من اللوردات جيمس أربوثنوت وليكي كامبل وألاستيار كولين وإيريك بيكلز، أجرى مباحثات مع رئيس مجلس المستشارين السيد النعم ميارة، همت مواصلة العمل على تعزيز علاقات التعاون البرلماني بين المؤسستين.
وعبر الوفد البريطاني عن استعداده لزيارة مدينة العيون، منوهين بمقترح المنتدى البرلماني الحواري البريطاني-المغربي، ومؤكدين تقاسم المملكة المتحدة والمملكة المغربية نفس التحديات والهواجس.
وخلال اليوم ذاته، أجرى رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، بمقر المجلس، محادثات مع الوفد البرلماني من مجلس اللوردات البريطاني، همت مواصلة العمل على تعزيز وتوطيد علاقات التعاون البرلماني.
وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن الجانبين أكدا خلال هذا اللقاء على أهمية تكثيف التنسيق والتشاور بين برلماني البلدين في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما تطرقا إلى مواضيع هامة منها الهجرة، ندرة المياه، تغيير المناخ، الطاقات المتجددة، ومكافحة الإرهاب والتطرف.
وأفاد البلاغ بأن ميارة نو ه بجودة وحيوية العلاقات الثنائية العريقة بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة، والتي تتميز بالصداقة القوية وبتقاسم قيم الاحترام والتفاهم المتبادلين، مؤكدا أن العلاقات الثنائية عرفت في السنوات الأخيرة تطورا قويا ودينامية شملت ميادين عديدة.
وأعرب رئيس مجلس المستشارين عن أمله في تعزيز هذه العلاقات وإثراء الشراكة القائمة بين البلدين خاصة بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال تقوية التعاون الاقتصادي والمضي به قدما في مجالات عديدة كالفلاحة والصناعة والطاقات المتجددة، حيث يعد المغرب من البلدان الرائدة في هذا المجال.
وأكد في هذا السياق، على أهمية الفرص التي يتيحها الموقع الجيوستراتيجي للمغرب كبوابة نحو إفريقيا من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات الاقتصادية بين المملكتين من جهة، وبهدف المساهمة في إشاعة القيم المشتركة، ودعم الأمن والاستقرار والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي.
وشدد كذلك، على أهمية البعد البرلماني في مسلسل تطوير العلاقات الثنائية، معربا عن تطلع البرلمان المغربي إلى تعزيز صلات التعاون مع مجلس اللوردات ومجلس العموم البريطانيين، حيث اقترح تأسيس منتدى برلماني- مغربي بريطاني، كفضاء للتعاون والحوار، وتبادل التجارب والخبرات.
وشكل هذا اللقاء فرصة سانحة قدم فيها ميارة شروحات ضافية عن عمل مجلس المستشارين، وكذا تركيبته واختصاصاته الدستورية الواسعة، مشيرا بالخصوص إلى تميز المجلس من خلال احتضانه للفعاليات الاقتصادية والاجتماعية المنتجة إلى جانب ممثلي المجالات الترابية في إطار الجهوية الموسعة والهيئات النقابية، واضطلاعه بوظائف جديدة جعلت منه مركزا للخبرة والحوار حول كبريات القضايا الوطنية واستراتيجيات الدولة ذات الصلة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي إطار تفاعله مع مداخلات أعضاء الوفد البرلماني البريطاني، قدم ميارة معطيات حول الأوراش التنموية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، والتي تهم كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، كما توقف عند التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة في مختلف المجالات، مؤكدا على أهمية المقترح المغربي للحكم الذاتي بهذه الأقاليم كإطار لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة.
وأبرز رئيس مجلس المستشارين خلال هذا اللقاء المواقف الإيجابية بخصوص قضية الصحراء المغربية والتي عبرت عنها في العديد من الدول الأوروبية، لاسيما إسبانيا وألمانيا وبلجيكا وهولاندا، إضافة إلى الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
من جهته، عبر الوفد البرلماني عن مجلس اللوردات البريطاني، الذي يضم اللورد ستيوارت بولاك ولورد أربوثنوت وليكي كامبل وألاستيار كولين وإيريك بيكلز، عن اعتزازه وعميق سعادته بأهمية هذه الزيارة التي تندرج ضمن مسار علاقات صداقة متجذرة عبر التاريخ، بين المملكة المتحدة والمملكة المغربية، مبديا في ذات الوقت إعجابه بما يزخر به المغرب من مؤهلات في مختلف المجالات.
وأكد الوفد البرلماني البريطاني أن مجلس اللوردات يدعم كل المبادرات الرامية إلى الارتقاء بمستوى الحوار والتنسيق بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين، بما يعود بالنفع المشترك على المملكتين.
كما عبر الوفد عن استعداده لزيارة مدينة العيون للتعرف على المنطقة، مرحبا بمقترح المنتدى البرلماني الحواري البريطاني-المغربي، ومؤكدا تقاسم المملكة المتحدة والمملكة المغربية نفس التحديات والهواجس.