فاز ايمانويل ماكرون بالدور الثاني للانتخابات الرئاسية الفرنسية بحصوله على 66.10 من الاصوات المعبر عنها، فيما تحصلت ماري لوبان على 33.90من الأصوات حسب النتائج شبه النهائية لوزارة الداخلية الفرنسية، التي نشرتها أمس الاثنين على الساعة الواحدة صباحا و40دقيقة. وقد صوت لصالح ماكرون زعيم حركة “الى الامام” الوسطية 20 مليون و429 ألف و650 فيما صوت لمنافسته ماري لوبان مرشحة”الجبهة الوطنية”(اليمين المتطرف) 10 ملايين 608 الاف و109 وفق تعداد لا يتضمن تصويت الفرنسسين في الخارج. وارتفعت نسبة الامتناع الى 24.95 في المائة من 46 مليون و755 ألف و794 ناخب مسجل.
وأكد ايمانويل ماكرون، أنه سيتصدى للانقسامات التي تعاني منها البلاد. وقال ماكرون في كلمة من المقر العام لحملته في باريس “سأتصدى للانقسامات التي تعاني منها فرنسا، مؤكدا أنه يدرك “غضب وقلق وشكوك” الفرنسيين. وأضاف “أعرف انقسامات أمتنا التي دفعت البعض الى الاقتراع في شكل متطرف، أنني أحترمهم” و”تقضي مسؤوليتي بتهدئة الخوف وبأن نعود الى التفاؤل”.
يشار الى أن معركة الانتخابات الرئاسية أفرزت انقساما عميقا في فرنسا بين أوساط المدن التي تؤيد الاصلاح والأوساط الريفية الفقيرة التي جذبها الخطاب المتطرف. وأكد الرئيس الفرنسي الجديد أنه سيعمل “على إعادة نسج العلاقات بين اوروبا والشعوب التي تؤلفها”. ووعد ماكرون بأن تكون “إعادة الأخلاق” الى الحياة العامة أحد “أركان” عمله، بعدما تميزت الحملة بكشف فضائح عن وظائف وهمية مفترضة تورط فيها مرشح اليمين فرنسوا فيون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبين. وخلص ماكرون الى القول “فلنحب فرنسا، سأخدمها بتواضع وتفان وتصميم”. هذا، وانتخب ماكرون (39 عاما) الذي لم يكن معروفا لدى الفرنسيين قبل ثلاث سنوات، ويقول إنه ليس من اليمين او اليسار،
وبعد فوزه المشهود على الاحزاب التقليدية، سيكون على ماكرون الآن أن يجمع فرنسا مقسمة بشكل عميق بين فرنسا الحضر المزدهرة أكثر والاصلاحية، وفرنسا الريف والفقيرة التي يجتذبها التطرف. وسيكون عليه مواجهة قضايا أساسية بينها التصدي للبطالة المزمنة (10 بالمئة) ومكافحة الارهاب ودفع اوروبا.
وتشير نتيجة الاقتراع الذي شهد نسبة امتناع عالية قدرت بأكثر من 25 بالمئة، الى احتمال “اعادة تشكيل المشهد السياسي بشكل كبير ليتمحور حول الصراع بين الوطنيين وأنصار العولمة”. وقام ماكرون بحملة مع حركته “الى الامام” التي اسسها تحت شعار التجديد السياسي مع خط مؤيد للفكرة الاوروبية وبرنامج ليبرالي سواء في الاقتصاد او المسائل الاجتماعية. وتقوم عقيدته على “فرنسا منفتحة في اوروبا تحمي”.
وفي المقابل خاضت لوبن حملتها على مهاجمة المشروع الاوروبي والعولمة و”النخب”. وراهنت المرشحة التي قدمت نفسها على انها “مرشحة الشعب” على موجة شعبوية كانت اوصلت دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة واخرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي.
****
انتخاب ماكرون أضفى مسحة شبابية على فرنسا حسب الصحافة الفرنسية
علقت الصحف الفرنسية الصادرة، أمس الاثنين، بشكل واسع على انتخاب زعيم حركة (أون مارش) ايمانويل ماكرون رئيسا جديدا للبلاد بعد حصوله على نسبة كبيرة من الاصوات فاقت 65 في المائة ، مشيرة الى ان هذا الاختيار اضفى مسحة شبابية على فرنسا.
واعتبرت الصحف، ان الفرنسيين عبروا بهذا التصويت عن رفضهم لمعاداة الأجانب والانعزالية التي يجعلها اليمين المتطرف شعارا له، مذكرة بالتزام الرئيس الجديد بالمشروع الأروبي.
في هذا السياق كتبت صحيفة (لاكروا)، أن الفرنسيين أبعدوا المحاولات الانعزالية والمعادية للأجانب، “حيث قالوا لا لمنطق سياسي قد يقود الى التمييز بين سكان بلدنا بناء على أصولهم”، مشيرة الى أنه في نهاية حملة انتخابية طويلة فاز المرشح الاكثر التزاما من اجل التضامن الاروبي.
من جهتها، ذكرت صحيفة (أوجوردي أون فرانس) ان فرنسا استفاقت هذا الصباح على وجه جديد يطل بابتسامة شبابية من كل شاشات الكون والصفحات الاولى لجرائد العالم برمته، مشيرة الى ان هذه الابتسامة “تجسد مآل انتخاباتنا الرئاسية”.
واضافت ان هذه النتيجة كانت قبل بضعة اشهر صعبة التوقع، مضيفة ان الامر يتعلق برمز لحملة ازالت في طريقها اقطاب السياسة الفرنسية .
من جانبها، كتبت صحيفة (ليبراسيون)ان فرنسا اكدت في المعركة النهائية التي كانت فيها مهددة بحزب غير متسامح استطاع طيلة الحملة الانتخابية من جمع 42 في المائة من نوايا التصويت ،انها لا ترغب في من يعادي الاجانب، مضيفة ان فكرة ما للحرية استطاعت الصمود .
وقالت الصحيفة ان هذه الانتخابات بينت الصعود المستمر للتيار القومي الشعبوي واستمرارية مقاومته، مشيرة الى انه من خلال النتيجة المتناقضة في ختام حملة غير مسبوقة، جاء هذا البلد الذي ينعت بانه اضحى عجوزا برجل لا يتجاوز سنه 39 سنة وبدون ماضي سياسي ومحب لأروبا، الى سدة الحكم.
وتابعت الصحيفة ان ايمانويل ماكرون يدين بهذا النصر الى موهبته التي مكنته من تجاوز منافسيه تاركا وراءه كل الاحزاب التقليدية ، مضيفة انه يتعين عليه تجسيد القيم التي شكلت مؤشرا لنجاحه.
أما صحيفة (لوموند) فقالت من جهتها ان هذه الانتخابات الرئاسية كانت مذهلة على عدة مستويات اذ قادت ايمانويل ماكرون ( 39عاما ) الى اعلى منصب في الدولة ليصبح بالتالي الرئيس الثامن المنتخب خلال الجمهورية الخامسة، مضيفة ان ولاية الرئيس الجديد تلقي عليه مسؤوليات كبيرة خاصة في ما يتعلق بالجانب الاقتصادي والاجتماعي.
من جانبها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) ان انتصار ايمانويل ماكرون كان تاما من حيث المظهر مشيرة الى انه بإمكان الرئيس الثامن خلال الجمهورية الخامسة تدوين اسمه بعد كيندي وجيسكار ورينيز، وترودو، ضمن الاصلاحيين ، مذكرة بان ماكرون الذي انطلق من لاشيىء وكان غير معروف من الجمهور قبل ثلاث سنوات استطاع ان يزيل في طريقه الاصدقاء والاعداء.
*******
القادة الأوروبيون يشيدون بانتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا ويعتبرونه انتصارا لأوروبا
أشاد القادة الأوروبيون بانتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا جديدا لفرنسا وذلك عقب الدور الثاني للانتخابات الرئاسية التي جرت أول أمس الأحد. وهنأ القادة الأوروبيون إيمانويل ماكرون معتبرين انتخابه رئيسا لفرنسا انتصارا لأوروبا واختيارا للتوجه نحو المستقبل وإعطاء انطلاقة جديدة للمشروع الأوروبي.
وكتب جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية في رسالة على الموقع الاجتماعي (تويتر)، أن الفرنسيين اختاروا “مستقبلا اوروبيا ” فيما رحب رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك بدوره بقرار الفرنسيين المؤيد لمبادئ “حرية، مساواة وأخوة”.
من جانبها، هنأت فيديريكا موغيريني الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية وسياسة الأمن إيمانويل ماكرون مشيدة باختيار فرنسا التوجه نحو المستقبل. وكتبت موغيريني في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أنها مستعدة للعمل مع ماكرون من أجل إعطاء انطلاقة جديدة للاتحاد الأوروبي. واعتبر المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، أن انتخاب ايمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا “هو انتصار لأوروبا قوية وموحدة”. وكتب شتيفن سايبرت على حسابه على موقع تويتر “تهانينا. إن انتصاركم هو انتصار لأوروبا قوية وموحدة وللصداقة الفرنسية الالمانية”.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل، أن فوز المرشح الوسطي على مرشحة اليمين المتطرف يدل على أن “فرنسا كانت وهي وستبقى في وسط وقلب اوروبا”.
من جانبه، أكد الوزير الأول البلجيكي شارل ميشيل، أن انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا للجمهورية الفرنسية ” يمكن أن يشكل فرصة لأوروبا “. وقال ميشيل إن فوز ماكرون ” رفض واضح لمشروع خطير للانغلاق بالنسبة لأوروبا” مضيفا أن انتصار ماكرون ” يجب أن يشكل فرصة للم شمل جميع النوايا الحسنة من أجل النهوض بالمشروع الأوروبي «. وأضاف إن ” أوروبا عامل قوة سياسي واستراتيجي، ويجب أن تصبح قيمة مضافة حقيقية بالنسبة لمواطنينا “. ودعا شارل ميشل إلى تعزيز التعاون بين فرنسا وبلجيكا من أجل الأمن ومحاربة الإرهاب.
وفي بريطانيا، قال متحدث باسم رئيسة الوزراء إن تيريزا ماي “تهنئ بحرارة” ايمانول ماكرون بفوزه الاحد في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وأضاف المتحدث في بيان أن “فرنسا هي أحد حلفائنا المقربين ونحن نرحب بالعمل مع الرئيس الجديد حول مجموعة واسعة من الاولويات المشتركة”.
بدوره، اعتبر رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس عبر تويتر، أن فوز الوسطي ايمانويل ماكرون في انتخابات الرئاسة الفرنسية هو “مصدر الهام لفرنسا واوروبا”.وكتب تسيبراس الذي يرأس حزب سيريزا اليساري المتطرف “انا متأكد اننا سنعمل سويا بشكل وثيق”.