أسرة المقاومة تحتفي بالذكرى الـ 43 لتحرير وادي الذهب

مصطفى الكثيري: دوما على أهبة الاستعداد للتصدي لمؤامرات خصوم الوحدة الترابية

في إطار الاحتفاء بتحرير الأراضي المغربية من الاحتلال الإسباني سبعينيات القرن الماضي، احتفت أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير أول أمس الأحد بالداخلة بالذكرى الـ 43 لتحرير إقليم وادي الذهب.

الاحتفالات التي نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير همت تكريم عدد من المقاومين وذوي حقوقهم، كما همت الاحتفالات التي احتضنتها مدينة الداخلة زيارة فضاء ذاكرة المقاومة التي تخزن جزء من ذاكرة المقاومين وصور شاهدة على عدد من المحطات الوطنية البارزة في مسار المقاومة والتحرير.

في هذا الإطار، وفي لقاء نظمته المندوبية على هامش الاحتفالات، قال مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إن مناسبة 14 غشت من كل سنة تمثل أغلى وأعز الذكريات التاريخية وأجَلّ المناسبات الوطنية، لما تجسده من القيم الوطنية الخالصة، وما تجسده من معان عميقة ودلالات رمزية تنبض بما يخالج النفوس من مشاعر التمسك بالمقومات الأصيلة والثوابت الخالدة والذود عن حمى الوطن.

وذكر الكثيري في معرض كلمته بالملاحم التي خاضها الشعب المغربي وأسرة المقاومة من شمال المغرب إلى جنوبه من أجل تحرير الوطن وصون حدوده، مذكرا في هذا الصدد، بفترة الخروج من الحماية التي قال إنها كانت بداية لملحمة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من أجزاء مغتصبة من التراب الوطني. واستحضر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الزيارة الملكية إلى محاميد الغزلان وخطاب الملك الراحل محمد الخامس في 25 فبراير 1958، كدعوة صريحة وقوية لمواصلة درب الكفاح من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة.

وشدد الكثيري على أن المغرب وعبر كل حقبه وأزمنته التاريخية كان وسيظل حصنا حصينا وقلعة منيعة في وجه الأطماع والتحرشات الأجنبية بفضل شهامة وشجاعة أبنائه وشدة بأسهم في التصدي للوجود الاستعماري، والوقوف في وجه المتربصين بالوطن وإحباط مخططاتهم الهادفة إلى استنزاف ثرواته والاستحواذ على مقدراته وخيراته.

في هذا الإطار، توقف الكثيري عند قضية الوحدة الترابية للمملكة، حيث أكد على أن المغرب حقق انتصارات متتالية برهنت عن أحقية البلاد في استكمال وحدتها الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية المشروعة.

وأوضح الكثيري أن المنتظم الدولي أدرك وجاهة ومصداقية المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي لأقاليم الجنوبية المسترجعة، وتحقيق إدماجها الاقتصادي والاجتماعي في الكيان الوطني الموحد من طنجة إلى الكويرة.

في هذا السياق، جدد المندوب السامي تأكيد الموقف الثابت لأسرة المقاومة وجيش التحرير من مغربية الصحراء، معلنا عن تأييدها التام واللامشروط للمجهودات الملكية، مشيرا إلى أن أسرة المقاومة ستظل دوما على أهبة الاستعداد للتصدي لمؤامرات خصوم الوحدة الترابية بفضل الإجماع الوطني الذي تحظى به القضية الوطنية من سائر القوى الحية والأطياف السياسية للشعب المغربي.

بالموازاة مع ذلك، وفي إطار غمرة الاحتفالات، نظمت أسرة المقاومة وقفة رمزية بالداخلة جددت من خلالها أسرة تعبئتها المستمرة والشاملة دفاعا عن الوحدة الترابية والوطنية للمملكة.

وعبرت أسرة المقاومة، المكونة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من مدن الداخلة والرباط وسلا والقنيطرة والدار البيضاء ومراكش والخميسات، في بيان تلي خلال الوقفة الرمزية عن تعبئتها المستمرة ودعمها الموصول للقضية الوطنية الأولى، وراء القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وبهذه المناسبة، استحضر قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وسائر المشاركين في هذه الوقفة الرمزية، باعتزاز وافتخار، يوم وفدت على عاصمة المملكة الرباط وفود علماء ووجهاء وأعيان وشيوخ سائر قبائل إقليم وادي الذهب، في 14 غشت 1979، لتجديد وتأكيد بيعتهم للملك الراحل الحسن الثاني والتعبير عن التصاقهم بالعرش وتمسكهم بمغربيتهم وتشبثهم بالانتماء الوطني والوحدة الترابية من طنجة إلى الكويرة، ومفوتين ومحبطين مخططات ومناورات خصوم الوحدة الترابية.

وعبرت أسرة المقاومة وجيش التحرير من خلال الوقفة عن انخراطها المتواصل وتجندها الدائم وراء جلالة الملك، في كل ما يتخذه من تدابير وخطوات لصيانة الوحدة الترابية والوطنية للمملكة، والحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة، مجددة في هذا الصدد تشبثها بمغربية الصحراء وانخراطها في المسار الديمقراطي وتنزيل النموذج التنموي بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

كما ثمن المشاركون في الوقفة عاليا دعوة الأخوة الكريمة وحسن الجوار التي وجهها جلالة الملك محمد السادس، في خطابه السامي بمناسبة تخليد الذكرى الـ 23 لعيد العرش، إلى الجزائر، وتأكيد جلالته أن الشعب الجزائري شعب شقيق ولا يمكن أبدا السماح بالإساءة إليه، مستحضرين عمق البعد المغاربي للكفاح الذي خاضه العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال والوحدة، ونبل الروح الوحدوية التي كانت سائدة بين الأقطار المغاربية الشقيقة، التي كانت تتفاعل مع كل التحديات والتهديدات المحدقة باستقلالها بتبادل الدعم والمساندة.

توفيق أمزيان

Top