أسعار المحروقات «تشتعل» في المغرب رغم انخفاضها دوليا

عاد سعر المحروقات في السوق الدولي إلى الانخفاض ليبلغ 86 دولارا للبرميل، بعدما ارتفع إلى أرقام قياسية تعدت 120 دولارا للبرميل خلال الأشهر الأولى من سنة 2022، بيد أن هذا التراجع لم ينعكس على لوحات الأثمنة بمحطات الوقود بالمغرب، التي لا تتغير بها الأسعار إلا كل 15 يوما، وهي المعادلة التي لم تجد الحكومة لها حلا.
وحمل مصطفى شعون، الأمين العام الوطني للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعدد الوسائط، مسؤولية هذا الوضع إلى مجلس المنافسة الذي لم يصدر إلى اليوم تقريره المفصل بشأن الموضوع، بالرغم من دعوة جلالة الملك محمد السادس إلى ذلك.
وأكد شعون في تصريح لجريدة بيان اليوم، أن ارتفاع أسعار المحروقات ينعكس سلبا على أثمنة المواد الغذائية، وخدمات النقل العمومي، أي أن المواطن العادي هو من يؤدي ثمنها في السوق، داعيا الحكومة إلى التحرك لحماية القدرة الشرائية للمغاربة.
وكشف المتحدث ذاته، أن المنظمة راسلت الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، من أجل تخصيص نظام مقايسة جزئي للمحروقات لفائدة مهنيي النقل الطرقي، في مشروع قانون المالية لسنة 2023، موضحا أن نظام الدعم الحالي لم يعطي أكله، لأنه أقصى أزيد من 54 ألف مركبة من الدعم.
ووقف عند مجموعة من الملاحظات التي تتعلق بقانونية هذا الدعم غير المبرر في ميزانية الحكومة، وطريقة احتسابه بالموازاة مع سعر لتر الغازوال والبنزين الذي يتعدى 14 درهما، إلى جانب الإشكال المتعلق بزمن الدعم، هل هو شهري، فصلي، أم سنوي، ناهيك عن غياب التدقيق في لائحة المستفيدين التي تضم مقاولات مركباتها متوقفة عن العمل، أو مكتراة لفائدة شركات أخرى.
ويتساءل مصطفى شعون عن حديث رئيس الحكومة عن الدفعة السادسة للدعم، في الوقت الذي لم يفرج عن الدفعة الخامسة لبعض المهنيين، مشددا بأن موضوع المحروقات يكتسي أهمية خاصة للنقابة في هذا الدخول الاجتماعي، إلى جانب ملفات أخرى من قبيل الحماية الاجتماعية، وتأهيل قطاع النقل الطرقي، وتعديل القوانين التي باتت متقادمة ومتجاوزة.
وتطالب المنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعدد الوسائط، الحكومة بإصدار مرسوم قانون ينظم عملية الدعم، بناء على خلاصات وبيانات بنك المعلومات الخاص بالمركبات المستفيدة من الدعم الاستثنائي عبر مراحله الخمس، وكذلك بيانات السائقين المهنيين في قطاع النقل بواسطة سيارات الأجرة التي تتوفر عليها مصالح وزارة الداخلية، والمضمنة كذلك بالمنصة الإلكترونية.

 يوسف الخيدر

تصوير: احمد عقيل مكاو

Related posts

Top