أهداف راسخة في تاريخ الكرة المغربية

الأهداف في كرة القدم هي الهدف الذي يسعى له كل فريق خلال المباراة، سواء أن سجل هدفا يضمن له الفوز أو أحرز نتيجة أكبر من الخصم .. ويصعب على الكثيرين تذكر كافة أطوار مباراة ما كيفما كانت درجة أهيمتها، لكن تذكر هدف مميز أسهل بكثير .. هدف ضمن فوز ثمين في الأنفاس الأخيرة من المقابلة .. هدف سجل بطريقة استثنائية يستحيل تكرارها .. هدف ضمن لك التأهل إلى مسابقة قارية أو دولية .. هدف منحك لقبا لا يقدر ثمن .. وفي هذه السلسلة الرمضانية الرياضية نستعرض مجموعة أهداف ما تزال راسخة في تاريخ المنتخب المغربي على مدار عقود من الزمن:

      * باموس .. هدف حطم قلوب المصريين

في 16 من شهر أبريل سنة 1971، وتحديدا بملعب القاهرة الدولي، وفي الدقيقة الخميسين من مباراة المنتخبين المغربي والمصري برسم إياب الدور الثاني من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 1972 المقررة بالكاميرون، سجل العميد إدريس باموس هدفا سقط كجبل ثلجي على ملايين المصريين داخل الملعب وخارجه، لأنه كان إيذانا بإنهاء أحلام مصر في استعادة سيطرتها على الكرة الإفريقية.
هدف باموس جاء ليحطم قلوب الآلاف من مشجعي المنتخب المصري في إنعاش حظوظ “الفراعنة” في التأهل إلى البطولة للمرة السادسة في تاريخ مشاركاتهم بالمونديال الإفريقي (انسحبا من دورتي 1965 بتونس و1968 بإثيوبيا)، بعدما سقطوا سقوطا مدويا أمام “أسود الأطلس” في لقاء الذهاب الذي أقيم بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء في 14 مارس 1971، بثلاثية محمد الفيلالي ومصطفى شكري وباموس.
باموس المعروف بـ “الجنرال” نظرا لانتمائه لفريق الجيش الملكي وحمله شارة العمادة بالمنتخب المغربي لسنوات، وقع هدفا قضى على أي أمل مصري في تعويض هزيمة الذهاب، رغم أن النتيجة كانت تشير لتفوق “الفراعنة” بهدفي حسن الشاذلي، وحتى مع تسجيل طه بصري لهدف ثالث بعد دقيقتين من هدف باموس، لم يكن لهدف متوسط ميدان نادي الزمالك أي أثر في تغيير أفضلية “أسود الأطلس” التي عززت النتيجة بهدف ثان من توقيع العربي أحرضان في الدقيقة 74.
ضربة موجعة تلقتها الكرة المصرية آنذاك، بعد هدف باموس الذي كان آنذاك واحدا من جيل نجح في تسطير إنجاز تاريخي للمغرب كثاني بلد عربي وإفريقي يتأهل لكأس العالم في دورة 1970 بالمكسيك، لأن هذا الهدف حرمها من المشاركة في نهائيات الكاميرون ووضع حدا لهيمنة مصر عقب تتويجها باللقب القاري مرتين (1957 بالسودان و1959 على أرضها) وحلولها ثانية بدورة 1962 بإثيوبيا وثالثة بنسخة 1963 بغانا.
في المقابل، فقد مكن هدف باموس للكرة المغربية من تسجيل أول حضور لها بالمونديال الإفريقي في ثالث مشاركة فقط بالتصفيات (المغرب لم يخض إقصائيات دورات 1962 و1965 و1968 واستبعد من تصفيات النسخة الثالثة)، لكن مع الأسف لم تكن المشاركة موفقة بعدما اكتفت كتيبة الأسود بثلاثة تعادلات (1-1) أمام الكونغو والسودان والزايير.

> صلاح الدين برباش

Related posts

Top