أجمع مهتمون وخبراء بالشأن المغربي الإسباني، مؤخرا، في لقاء بمدريد، على أن الروابط بين البلدين تتجاوز السياسة، حيث تم تعزيز التجارة والتعاون بالتوازي في العديد من المجالات الرئيسية للبلدين، رغم أن علاقة الجوار اتسمت بتقلبات سياسية لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
وشدد المتحدثون ذاتهم، في طاولة حوار نظمتها جامعة مدريد الأوروبية، الأيام الماضية، بفضاء رابطة الصحافة في مدريد، بعنوان “المصالح المشتركة: المغرب وإسبانيا”، على أن الأحداث الأخيرة في أوروبا تظهر مدى أهمية الحوار والتفاهم بين الجيران.
وفي سياق متصل، قال الصحفي الإسباني خافيير فرنانديز أريباس، ومدير مجلة أتالايار الإسبانية، المهتمة بالشأن المغربي، إن العلاقات التجارية بين البلدين ممتازة، مشددا على أن “هذه الروابط لم تتأثر بالأزمة السياسية”.
وأشار الصحفي ذاته، في مداخلة له، إلى أن إسبانيا تتمتع بتبادل اقتصادي أكبر مع المغرب مقارنة بجميع دول أمريكا اللاتينية، مؤكدا أن العلاقات بين رجال الأعمال والمؤسسات غير السياسية لم تتأثر إلا بوباء فيروس كورونا، وهو الأمر الذي حدث أيضا مع السياحة والتعاون في المجال التعليمي.
وأشاد فرنانديز أريباس، في الكلمة ذاتها، خلال اللقاء الذي خصص لمناقشة وتحليل العلاقات الثنائية الحالية بين إسبانيا والمغرب، بعمل جلالة الملك محمد السادس والتزامه برفاهية المواطنين المغاربة.
وقال الصحفي مدير أتالايار، إن “الفكرة التي تناقلها بعض وسائل الإعلام هي أن هناك أزمة عميقة بسبب المصالح المتباينة”، معتبرا أن “إحدى المشاكل الرئيسية هي أن جزءا من الحكومة الإسبانية الحالية تدعم جبهة البوليساريو، وهو جانب يجعل التفاهم مع المغرب صعبا”.
وأضاف المتحدث ذاته أنه بالإضافة إلى هذا التحدي، هناك الخلافات الأخرى التي حدثت في السنوات الأخيرة والتي عرقلت العلاقات السياسية، مردفا: “ومع ذلك، فإن المجتمع المدني يسلك مسارا مختلفا، مثله مثل التعاون في مكافحة الإرهاب”، وشدد فيرنانديز أريباس على أن “هناك قضايا تعلو على الأوضاع السياسية”.
من جهتها، قالت المترجمة المغربية بمدريد، حنان بنسودة، إن العلاقات بين البلدين “تشهد حاليا أفضل لحظاتها على المستوى الاجتماعي والاقتصادي”، موضحة أن إسبانيا هي المورد الرئيسي للمغرب، حيث حلت محل فرنسا، وهي نقطة تشجع على “إقامة روابط سياسية واقتصادية وثقافية وحتى عسكرية قوية بين الطرفين”.
وقالت بنسودة، في اللقاء ذاته، “إن كلا البلدين يحتاجان بعضهما البعض، لأنهما ببساطة شريكان أساسيان”، داعية إلى توطيد التعاون بينهما في القارة الافريقية، مشيرة إلى أن هناك صور نمطية بين البلدين تقوم على جهل كبير بالآخر، واعتبرت أن “الإعلام لا يساعد على تبديد هذه الصور”، مضيفة أن “الصحافيين يقدمون في بعض الأحيان، دون سوء نية، صورة خاطئة عن البلد الآخر”.
وخلصت بنسودة إلى أن “المواطن المغربي يعرف الإسباني أفضل من المواطن الإسباني لجاره المغربي”، مشددة على أن الشعوب عليها أن تبذل جهدا كبيرا في فهم بعضها البعض، لأن السياسيين لا يستطيعون بناء جسور الحب أكثر من الشعوب نفسها.
هذا ولمناقشة وتحليل العلاقات الثنائية الحالية بين إسبانيا والمغرب، نظمت جامعة مدريد الأوروبية طاولة حوار في رابطة الصحافة في مدريد، بعنوان “المصالح المشتركة: المغرب وإسبانيا”.
وشارك في المؤتمر العديد من الأشخاص ذوي المعرفة الواسعة بالعلاقات الإسبانية المغربية: خوان سالسيدو، الأستاذ والعميد السابق للجامعة الأوروبية بمدريد؛ خافيير فرنانديز أريباس، صحفي ومدير مجلة أتالايار؛ حنان بنسودة مترجمة. وبرنابي لوبيز غارسيا، أستاذ فخري في الجامعة المستقلة وخبير في الدراسات العربية.
عبد الصمد ادنيدن