اختتام الدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش

فاز فيلم «حكاية من شمرون» للمخرج الإيراني عماد الإبراهيم دهكردي بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) للدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي اختتمت فعاليتها مساء السبت الماضي بالمدينة الحمراء.
وخلال حفل اختتام بهيج بقصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء، عرف حضور نجوم الفن السابع وشخصيات من عالم الفن والثقافة والإعلام، أعلنت لجنة تحكيم المهرجان برئاسة المخرج الإيطالي، باولو سورينتينو، عن تتويج فيلم «حكاية من شمرون» بعدما شاهدت 14 فيلما مشاركا في المسابقة الرسمية، تمثل 14 دولة و 5 قارات (أستراليا، البرازيل، كندا، فرنسا، إندونيسيا، إيران، المغرب، المكسيك، البرتغال، السويد، سويسرا، سوريا، تونس وتركيا).
ويروي الفيلم الفائز (مدته 102 د) قصة «إيمان» وشقيقه الأصغر «بايار» اللذين يعيشان مع والدهما الذي يعاني من مشاكل صحية. وبعد وفاة والدتهما، يبحث «إيمان» عن فرص لجني المال لمواجهة الظروف الصعبة التي يواجهها في حياته اليومية.
وبفضل علاقاته مع مجموعة من الشباب، يبدأ «إيمان» في كسب الأموال وتحقيق أرباح بشكل سريع، وهذا الأمر الذي يبدو للوهلة الأولى أنه فرصة لبداية جديدة بالنسبة له، لكنه يتحول إلى مشكلة معقدة تؤثر على مصير كل أفراد الأسرة لأنه يتورط في الاتجار بالمخدرات.
ويلقي هذا الفيلم الروائي الطويل الأول للإبراهيم دهكردي، نظرة على فئة من الشباب داخل المجتمع الإيراني المعاصر من زاوية فنية، حيث حاول تسليط الضوء على بعض المشاكل التي يقعون فيها وتجعلهم يعانون من تضاؤل فرص تحقيق النجاح وتفشي التناقضات الطبقية.
وآلت جائزة «لجنة التحكيم» هذه الدورة، مناصفة لكل من فيلم «الروح الحية» لكريستيل ألفيس ميرا من البرتغال، وفيلم «أزرق القفطان» للمخرجة المغربية مريم التوزاني، فيما كانت جائزة الإخراج من نصيب فيلم «برق» للمخرجة السويسرية كارمن جاكيي.
وآلت جائزة أفضل دور نسائي للممثلة الكندية من أصل كوري، تشوي سونغ يون، عن دورها في فيلم «رايسبوي ينام» لأنتوني شيم (كندا)، ونال أرسويندي بينينك سوارا جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «سيرة ذاتية» للمخرج مقبول مبارك (إندونيسيا).
وبالإضافة إلى رئيسها سورينتينو، تكونت لجنة تحكيم هذه الدورة من الممثلة البريطانية، فانيسا كيربي، والممثلة الألمانية، ديان كروجر، والمخرج الأسترالي، جاستن كورزل، والمخرجة والممثلة اللبنانية، نادين لبكي، والمخرجة المغربية، ليلى المراكشي، والممثل الفرنسي طاهر رحيم.
ووفاء لنهجه المتمثل في الاحتفاء بالسينما العالمية في تنوعها، كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في هذا الحفل الختامي، الممثلة الأسكتلندية الشهيرة تيلدا سوينتون، وهي رابع شخصية تم تكريمها في إطار هذه الدورة بعد النجم الهندي المتألق، رانفير سينغ، والمخرج الأمريكي الكبير جيمس جراي، ورائدة السينما المغربية المخرجة فريدة بنليزيد.
وبهذه المناسبة، أعربت تيلدا سوينتون التي تسلمت النجمة الذهبية التكريمية من ابنتها أنور سوينتون بيرن، عن خالص امتنانها لجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، على أحداث هذه التظاهرة الكبرى والدعم الراسخ والمتواصل لتوسيع الآفاق السينمائية العالمية.
وفي كلمة في حق المكرمة، قال المخرج السويدي روبين أوستلوند، إن الممثلة سوينتون تنتقل بكل سهولة من دور لآخر ومن شخصية لأخرى، واستطاعت بموهبتها أداء أدوار مختلفة. وقال إن سوينتون بفضل ذكائها الكبير، استطاعت أن تتقمص مجموعة من الأدوار المذهلة، معتبرا أنها تجس نبض المجتمع وأنها من بين أهم سفراء السينما بجميع أشكالها.
وإلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، شهدت هذه الدورة من المهرجان تقديم أفلام في إطار الأقسام الأخرى للمهرجان، وهي «العروض الاحتفالية» و»العروض الخاصة»، و»القارة الحادية عشرة»، و»بانوراما السينما المغربية»، و»سينما الجمهور الناشئ» و»عروض الأفلام في الهواء الطلق بساحة جامع الفنا»، بما يقدم في المجموع 76 فيلما من 33 بلدا تعرض لتشكيلة متنوعة من التجارب السينمائية من جميع جهات العالم.
وكان جمهور هذه الدورة على موعد مع فقرة «حوار مع..» التقى فيها مع عشرة من كبرى أسماء السينما العالمية، شاركته رؤيتها وممارستها للسينما التي تستند إلى تجارب رائعة وحكايات مثيرة.
وحضرت السينما المغربية بقوة خلال هذه الدورة بإجمالي خمسة عشر فيلما شاركت في مختلف أقسام المهرجان، من ضمنها مجموعة مختارة من خمسة أفلام روائية ووثائقية من آخر الإنتاجات السينمائية الوطنية ضمن قسم «بانوراما السينما المغربية».

Related posts

Top