تمكن اقتصاد منطقة اليورو من تجنب ركود فني بصعوبة في النصف الثاني من عام 2023 لكنه راوح مكانه في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة كما أظهرت بيانات رسمية الثلاثاء.
وتعرض اقتصاد منطقة العملة الموحدة لضربة بسبب العديد من العوامل بينها ارتفاع أسعار الفائدة وأزمة كلفة المعيشة التي أثرت على إنفاق الأسر وضعف الطلب العالمي.
وقد فاقت نسبة الصفر في المئة على أساس ربع سنوي للفترة من تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر التوقعات.
وتوقع محللو بلومبرغ وشركة البيانات المالية FactSet انكماشا بنسبة 0,1 بالمئة في الفصل الرابع من السنة.
كانت هناك مخاوف من أنه إذا كانت التوقعات صحيحة، فإن ذلك كان يعني فصلين متتاليين من الانكماش وهي عتبة الركود الفني.
لم تسجل وكالة بيانات يوروستات التابعة للاتحاد الأوروبي أيضا أي نمو في الكتلة المكونة من 27 دولة – بما يشمل الأعضاء الذين لا يستخدمون اليورو – خلال الفترة من تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر بعد انكماش بنسبة 0,1 بالمئة في الفصل الثالث.
يتوقع الخبراء الاقتصاديون أن يستمر الركود الاقتصادي.
وقال جاك ألين-رينولدز من شركة كابيتال إيكونوميكس للأبحاث الاقتصادية “نعتقد أنه سيستقر في النصف الأول من هذا العام أيضا مع استمرار تأثيرات التشدد النقدي السابق في الظهور وتصبح السياسة المالية أكثر تقييدا”.
وأضاف أن تفادي منطقة اليورو الركود الفني هو “مجرد دلالات”.
وقال “الصورة الكبيرة هي أن الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو ظل ثابتا منذ الربع الثالث من عام 2022 عندما ارتفعت أسعار الغاز وبدأ البنك المركزي الأوروبي في رفع أسعار الفائدة”.
وارتفعت أسعار الطاقة بعد غزو موسكو لأوكرانيا وتحول أوروبا لاحقا إلى مصادر مختلفة للطاقة بعد الاعتماد على روسيا لسنوات عديدة.
وأظهرت البيانات أن اقتصادات الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو سجلت نموا بنسبة 0,5 بالمئة طوال سنة 2023 مقارنة مع السنة السابقة.
هذا الرقم أقل بقليل من توقعات المفوضية الأوروبية في تشرين الثاني/نوفمبر بنمو يبلغ 0,6% في عام 2023.
وتوقعت المفوضية آنذاك أن ينمو اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 1,2 بالمئة هذه السنة، لكن مسؤولين أشاروا هذا الشهر إلى أنه قد يكون أقل.
وقال مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي باولو جنتيلوني إن هناك مخاطر سلبية على النمو الاقتصادي بسبب “التوترات الجيوسياسية” خصوصا في الشرق الأوسط.
ستقدم اللجنة أحدث توقعاتها الشهر المقبل.
تأثر اقتصاد منطقة اليورو العام الماضي بأداء ألمانيا، القوة المهمة في القارة.
وقال يوروستات إن الاقتصاد الألماني انكمش بنسبة 0,3 بالمئة في الفصل الأخير من 2023.
تضررت ألمانيا بشدة من عوامل متعددة بينها الاستهلاك الضعيف وانخفاض طلبات التصدير والارتباك بشأن ميزانية الحكومة.
وأكد وزير المال الألماني كريستيان ليندنر في وقت سابق هذا الشهر خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن ألمانيا التي عانت من انكماش في العام 2023 “ليست رجلا مريضا ” ولكنها ببساطة “رجل متعب” يحتاج إلى إصلاحات هيكلية لإعادة إطلاق النمو.
ووصف العديد من المراقبين مؤخرا أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بأنه “رجل أوروبا المريض”، وهو تعبير استخدم في أواخر تسعينات القرن الماضي، بعد إعادة توحيد ألمانيا.
وقال الوزير آنذاك “ألمانيا ليست رجلا مريضا”، مضيفا “ألمانيا، بعد فترة ناجحة جدا منذ العام 2012، والسنوات الأخيرة التي شهدت أزمات، أصبحت رجلا متعبا إثر ليلة لم ينم خلالها جيدا”.
سجلت فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، نموا صفريا في الربعين الأخيرين من عام 2023 بينما سجلت ايطاليا، ثالث أكبر اقتصاد، نموا بنسبة 0,2 بالمئة في الفصل الرابع.
سجل الاقتصاد الايرلندي أكبر انكماش خلال هذه الفترة، بلغ نسبة 0,7 بالمئة.
هناك آمال بأن يبدأ البنك المركزي الأوروبي في خفض أسعار الفائدة قبل صيف نصف الكرة الشمالي، رغم أن رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد قالت الأسبوع الماضي إنه من السابق لأوانه مناقشة مثل هذا الإجراء.
من المقرر أن ينشر يوروستات الخميس بيانات التضخم لشهر كانون الثاني/يناير بعد أن وصل المعدل السنوي إلى 2,9 بالمئة في كانون الأول/ديسمبر. وهذا يبقى أعلى من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%.
أ.ف.ب