الاتحاد العربي للثقافة يختار الصحفي المغربي عبد الحق نجيب شخصية السنة

يعجز اللسان عن وصف عبد الحق نجيب هذا الرجل المثابر الشغوف بالثقافة والإبداع، كاتب تجري في دمه الحروف وتتجانس المعاني بالكلمات بشاعرية رائعة تشدنا إلى عوالم تمزج بين مهجة الروح وبديهية الحقيقة شعره ليس كالشعر المتعارف عليه متفرد يفرض نفسه بخصوصية متشبعة بفكر نقدي فلسفي حالم أجده في بعض الاحيان وكأنه يصلي بشعره في خلوته مناجيا ربه بطريقة مغايرة قوي كل ذلك وعميق. أجزم أن أسلوبه يتفنن في عدم تحديد أسلوب معين نستشف ذلك من خلال دوايينه لاالاه في المدار فيتريول
Finis Gloriae Mondi
وغيرها بالمقابل كتبه النثرية المتعددة تطرح قضايا متنوعة، غنية تأخذ طابعا فلسفيا فنيا تارة واجتماعيا سياسيا تارة أخرى، نحصرها في 50 كتابا أسماء على سبيل المثال لا الحصر:
Les territoires de dieu
Le fergeron des eaux
La dignité du présent
Inhumains
Le soleil au coeur des hommes
Le Maroc de quoi avons nous peur
Le coronavirus,la fin d’un monde
Le temps des femmes libres
واللائحة طويلة والعناوين مغرية للإطلاع.
كلها تنم عن فكر مختلف جريء يعطي الإنسانية والحرية كما القيم قيمة مضافة بالكثير من الإحساس والعمق. وطني حتى النخاع لا يتوانا عن التعبير عما
يثير حفيضته من قضايا بلده وذويه وأصدقائه، يعتقد أن كل ما يأتي من القلب يصل إلى القلب.
متعدد المواهب بطبيعته، ينشط في الميدان الإعلامي كصحفي ومقدم تلفزي لبرنامج صدى الإبداع الذي اشتهر وعرف به في أوساط المجتمع المغربي هي حقيقة يعترف بها.
يعشق التمثيل والموسيقى ويطمح للإخراج السينمائي. لا ننسى الجانب الرياضي في حياته فهو بطل رياضة كمال الأجسام التي مكنته من ثقة في النفس مزدوجة: صحة العقل في صحة البدن والعكس صحيح، فلنقل أن الحياة كونته وأغنته وعيا، قبل أن تكونه الدراسة فكريا ليصل لأعلى مراتب التحصيل بدون ملل أوكلل، حفر الصخر ليصل لأعماق الأشياء، الشيء الذي جعله متفردا مختلفا متميزا عن أقرانه من كتاب جيله لما تحمله روحه من زخم متدفق للجمال وثقل الزمن القاسي بالرغم من كل ذلك مازال التواضع يرافقه والانسانية تلازمه لا يبخل بالمساعدة لمن يراه محتاجا
اسس دار أوريون للنشر بهدف إعطاء فرصا للأقلام الجادة مغربية وعربية وأيظا دولية للبروز ونشر حوالي 300 كتاب مع مشاريع مستقبلية للترجمة بلغات متعددة في أنحاء المعمور.
صال وجال جل بقاع العالم بهدف الاكتشاف وحب الاستطلاع إتقانه للغات متعددة مكنته من النهل من لب الثقافات العالمية لأقتناعه بأن السفر والترحال الدائم يسمو بالإنسان، لأنه في تواصل مع الطبيعة أصبحت الثقافة جزءا لا يتجزأ منه، يتطلع للمزيد لا لغرض وإنما بغية إتحاف ذاته والعالم بأغوار الجمال والمعرفة.
يجدر بي الذكر أن لقاءاته المخصصة لإمضاء كتبه، جد مميزة، وكأنها مجمع حكي وسرد سلس للوحة فنية يلفها انسجام الأشكال والألوان والأحاسيس المفعة بالرهافة بتركيبة جمال منقطع نضيرها.
وتأتي الجائزة تحصيل حاصل مستحقة تتوج مساره. وهي بالطبع رمزية ومعنوية، ليست هدفا في حد ذاته، فقط كاعتراف مهم من الاتحاد العربي للثقافة بجميل صنيعه وإبداعه وخدمته للثقافة، لكنها رغم ذلك لا توفيه حقه، فهو يستحق الأفضل. نتمنى له كل الصحة والعافية في مستقبل الأيام والكثير من الطاقة الايجابية والتوفيق ليتحفنا بالمزيد من إبداعاته.

< بقلم: ميكو هناء

Related posts

Top