كان طبيعيا أن تفجر البداية غير الموفقة، لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم هذا الموسم، غضب جمهوره العريض، وهو الذي كان يمنى النفس ببداية متألقة، بعدما صدق وعود الرئيس الجديد بإمكانية تحقيق انطلاقة كاسحة للنسر الأخضر، إلا أن هذا الأمل خاب إلى حدود الدورة الثانية من البطولة الاحترافية.
«غادي نبلبلوهة» و»غادي نديرو ميسا» و»صافي المدرب معندوش عذر…» و»الانتدابات لي درنا تشهد بها الصحافة الدولية»… والكثير والكثير من التعابير والمفردات والوعود، أطلقها البدراوي منذ أن أعلن قبوله تحمل مسؤولية الرئاسة، ليواصل بعد ذلك خرجاته سواء المحسوبة أو غير المحسوبة…
تعادل ضد أولمبيك سفي بالدار البيضاء، كان من الممكن أن يتحول إلى هزيمة، لو احتسب الحكم ضربة جزاء مشروعة للفريق الزائر، تبعه خسارة غير متوقعة ضد الاتحاد التواركي، العائد لقسم الأضواء بعد سنوات من الضياع.
كان هناك رد فعل عنيف، صادر عن أفراد من الجمهور تعرض له البدراوي مباشرة أثناء المقابلة بمركب مولاي الحسن بالرباط، رد فعل فسر بحرب خفية يشنها رئيس سابق، تعود على التآمر على كل من جاء من بعده لمنصب المسؤولية، وهو تفسير يحمل جانبا من الصحة، وإن كان هناك بالفعل تذمر كبير، يسود فئات واسعة من جمهور الخضراء…
إلا أنه من غير المقبول أن نحكم مبكرا على البدراوي بالفشل، فمن السابق لأوانه الحديث عن إخفاق مشروع رئيس، تعلق على عهده آمال عريضة، بعد تفاؤل الجمهور خيرا بإمكانية عودة الرجاء لسكة البطولات والألقاب المدوية.
وإذا كان الحكم مبكرا بالفشل، فلابد من التأكيد على أن البدراوي أخطأ بالفعل في الكثير من المحطات الحاسمة، وذلك باتخاذ مجموعة من القرارات المجانبة للصواب، قادت إلى هذه البداية غير الموفقة…
أولى الأخطاء تعيين لجنة تقنية يفتقد بعض أعضائها للخبرة والتجربة، أعقبها الشروع في إبرام صفقات بطريقة متسرعة، ومحاطة بالكثير من الشكوك، والسماح بالمقابل بانتقال ركائزه الأساسية.
ثاني الأخطاء كانت الهرولة نحو تونس، دون أدنى تردد أو تفكير عميق، والتعاقد مع مدرب استنفذ منذ مدة رصيده، وهذه مسألة طبيعية مادام للسن أحكامه، والنتيجة كما ترون، مدرب تظهر عليه الكثير من علامات التعب والوهن.
وفي الوقت الذي كان على هذا الرئيس التواري نسبيا عن الأنظار، والاشتغال في صمت، وانتقاء حركاته وسكناته، فضل ركوب الشعبوية، بكل ما تحمله من مخاطر وتبعات، ولعل آخرها ما قاله من كلام لا يليق في حق الدولي المغربي السابق نبيل درار…
إنها بالفعل أخطاء فادحة قادت مباشرة إلى بداية غير موفقة، ومع ذلك من الممكن تجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر، شريطة إعادة النظر في طريقة تدبير يمكن أن توصف بالتسرع وغياب الخبرة وركوب الشعبوية…
محمد الروحلي