خطوة طائشة أخرى أقدم عليها النظام العسكري الجزائري، وذلك بعد أن قرر إغلاق المجال الجوي الجزائري في وجه الطائرات المغربية، المدنية أو العسكرية، وهو ما اعتبره كل المراقبين سلوكا عدوانيا من الجار الشرقي للمملكة، ولن يكون له أي أثر كبير، ولا يكشف سوى عن تفاقم الحقد وسط الطغمة العسكرية الجزائرية، وإصرارها على اقتراف كل الحماقات من أجل الإضرار بالمصالح المغربية.
ما أقدم عليه عسكر الجزائر يمثل إعلانا فعليا عن الحرب، ويعني أن الجينرالات هناك ماضون في التصعيد المجنون ضد المملكة الجارة، وهم غير معنيين باليد الممدودة من طرف جلالة الملك، وبالتالي صار من حق المغرب اليوم تقوية يقظته وانتظار أي شيء من هذا النظام الديكتاتوري الأخرق، وعليه تمتين تعبئته للدفاع عن مصالحه الوطنية والإستراتيجية، وعن أمنه واستقراره ووحدته.
من المؤكد أن إغلاق المجال الجوي أو إغلاق الحدود البرية أو تعطيل التعاون من شأنه منع أي تقدم في التعاون الاقتصادي والتواصل الاجتماعي، ثنائيا أو على صعيد المنطقة المغاربية، وهذا مؤسف ويتناقض مع منطق التاريخ وانتظارات الشعوب، ولكن مثل هذه الشطحات الجزائرية البليدة لن يتأثر بها المغرب، ويستطيع تجاوز تبعاتها، وتفعيل بدائل ميدانية وعملية بسهولة، وهي فقط تفضح حنق عسكر الجزائر، وفشلهم المستمر في كل الدسائس التي يقترفونها للإضرار بالمملكة…
النظام العسكري الأخرق سيكون نفسه أكبر متضرر من خطوته المجنونة هذه، وما أقدم عليه يعني أنه وصل إلى أوج السعار، ولم يعثر حواليه سوى على فكرة إغلاق المجال الجوي، خصوصا أن المغرب بقي دائما ممسكا بعقله ورزانته، وفِي الوقت الذي ينكب على تعزيز مقومات يقظته لحماية مصالحه، فهو أيضا يصر على جعل ردود فعله الديبلوماسية ممسكة بالهدوء، وهذه الرصانة، التي لا يجسدها سوى الكبار فعلا، هي بالذات ما يثير غضب الجينرالات ويفاقم باتولوجيتهم…
قدر بلادنا أنها ابتليت بجار يعيش حكامه بلا عقل أو بعد نظر، وهم يرفضون الخروج من التكلس والماضوية، ويصرون على الحقد والعدوان، واليوم يمكن أن نتوقع من هذا النظام الحقود والغارق في العتاقة أي شيء، ومن ثم يجب على بلادنا تمتين يقظتها الوطنية، وتقوية التعبئة لحماية مصالحها ووحدتها وأمنها، والحرص على إنجاح مختلف مساراتها ودينامياتها الداخلية والديبلوماسية…، وسيكون ذلك هو الرد الأقوى عن حماقات عسكر الجزائر.
النظام العسكري الجزائري وقف عاجزا عن الرد على الاستفزازات التي يتعرض لها من لدن سلطات البلد المستعمر السابق، ولم يعمل ولو بنصف كلمة مما تروجه خطاباته المزايدة والديماغوجية، ولكنه امتلك «الشجاعة» لكي يكثف قراراته العدوانية تجاه المغرب، وهي الخطوات المعتوهة وعديمة الأثر، والتي يجابهها المغرب بالانتصار للتعاون الثنائي والإقليمي، وباللامبالاة بتهديدات الماكينة الجزائرية، وبالإمساك بالعقل.
<محتات الرقاص