رغم الحملة المسعورة التي يقودها خصوم المغرب داخل مجلس الشيوخ الأمريكي بتحريض من نظام العسكر الجزائري، فقد أكدت إدارة جو بايدن أن لا شيء تغير في موقف الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص قضية الصحراء المغربية.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة «ستواصل دعم المسار الأممي من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع الذي طال أمده في المغرب».
وقال المتحدث، خلال مؤتمر صحافي، ردا على سؤال حول موقف إدارة بايدن، «لا يوجد أي تحديث في الوقت الراهن، ما قلناه إجمالا لا يزال ساري المفعول» بشأن قضية الصحراء، مضيفا أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستواصل دعم مسار الأمم المتحدة لتفعيل حل عادل ودائم لهذا النزاع الذي طال أمده في المغرب، كما ستواصل دعم عمل المينورسو لمراقبة وقف إطلاق النار ودرء العنف في المنطقة.
ويرى مراقبون، في تصريح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ردا صريحا على سعي الجزائر وتوابعها في محاولة إقناع جو بايدن بالتراجع عن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وأن ما يقوم به نظام العسكر الجزائري لا يجد له رجع صدى لدى صانع القرار الأمريكي، وأنه مجرد تكرار لأطروحة باتت مشروخة، ولم تعد تغري أي أحد عاقل في العالم.
إن الولايات المتحدة الأمريكية تعي جيدا أن المغرب يظل،على امتداد عقود من الزمن، حليفا استراتيجيا هاما في خريطة حلفاء واشنطن في العالم، وتحديدا في شمال وغرب إفريقيا، ولا يمكن التفريط فيه بالسهولة التي يعتقدها حكام «ثكنة بنعكنون» الذين يعرفون جيدا أن المغرب ظل دائما يشكل معادلة صعبة في المنطقة، وقوة إقليمية ذات مصداقية، وتربطه مع العديد من بلدان العالم، وفي مقدمتها أمريكا، علاقات تعاون وشراكة في العديد من القضايا، وفي مقدمتها قضايا الإرهاب الدولي، حيث يعد المغرب واحدا من الدول التي حققت نجاحا مهما في التصدي للإرهاب وإفشال مخططات إرهابية دولية، كان آخرها المعلومات التي قدمتها المصالح الأمنية المغربية لنظريتها الأمريكية جنبتها حمام دم، كان سيكون من ضحاياه جنود أمريكيين في الشرق الأوسط ومواطنون أمريكيون بنيويورك.
ورغم أن نظام العسكر الجزائري، يعلم علم اليقين أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الذي أعلن عنه الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، أصبح قرارا رسميا في البلاد، إلا أنه يصر على زراعة الوهم، ومواصلة نفث مواقفه المسمومة المعاكسة لسيادة المغرب على كافة ترابه، ولا يحصد من وراء ذلك إلا السراب ولا يراكم إلا الهزائم.
> محمد حجيوي