الدورة التاسعة لمهرجان تيميزار للفضة بتيزنيت

افتتحت مؤخرا الدورة التاسعة لمهرجان تيميزار للفضة بتيزنيت، بالكشف عن أكبر تاج أمازيغي مصنوع من الفضة الخالصة، ومرصع بأحجار كريمة، من إبداع جماعي لعدد من الصناع التقليديين المحليين، وقد تم ذلك بحضور جميلة مصلي كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وعامل إقليم تيزنيت وعدد من البرلمانيين والمستشارين الجماعيين بالجهة.
واستغرقت مدة إنجاز هذا المنتوج الفضي الذي يحمل اسم ” تاونزا” باللغة الأمازيغية، أزيد من 6 أسابيع، انطلاقا من مرحلة التخطيط والتصميم إلى التطبيق، وشارك في صناعته وصياغته ستة حرفيين من مدينة تيزنيت، تحت إشراف منسق التحفة المعلم أحمد الكرش، الحاصل على الجائزة الوطنية لأمهر صانع في دورتها الثانية.
و”التوينزا” هي قطعة من الحلي التي تحمل رمزية في التراث الأمازيغي تتزين بها النساء في الأعراس والمناسبات.
وقد اعتادت إدارة المهرجان على الكشف في كل دورة عن مفاجأة ترتبط بمعدن الفضة، بدءا من أكبر خنجر مرصع بالفضة، وأكبر قفطان مرصع بالفضة، وأكبر خلاّلة فضية، ثم أكبر باب من الفضة، وأكبر مفتاح فضي في نسخة السنة الماضية.
وتميز حفل الافتتاح بالتوقيع على اتفاقية شراكة بين مؤسسة مهرجان تيميزار” وجمعية “نيدمار” للتنمية والثقافة بمدينة شخونهوفن بهولندا، من أجل خلق جسور للتعاون والتبادل الحرفي والمهني في مجال الصناعة التقليدية بين الجمعيتين.
ويقام ضمن دورة هذه السنة التي تحمل شعار”الصياغة الفضية.. هوية، إبداع وتنمية” معرضان كبيران، نزولا عند رغبة الصناع التقليديين بالمدينة السلطانية تيزنيت، الأول يقام بساحة المشور، ويهم عرض المنتوجات الفضية، بالموازاة مع ورشات للتعريف بتقنيات الصياغة الفضية، والثاني بساحة حديقة الأمير مولاي عبد الله، ويهم المنتوجات المحلية وباقي الصناعات التقليدية، ويضم 50 رواقا مخصصة للمنتوجات الخزفية، والزرابي، والمصنوعات جلدية.
ويتضمن برنامج هذه الدورة أيضا إحياء سهرات في الغناء، وعرض للأزياء والحلي المحلية، وعروض في الفروسية، وندوة فكرية في موضوع الصياغة الفضية.
ومن بين أبرز نجوم الغناء الذين ينشطون دورة هذه السنة: لطيفة رأفت، وسعيدة شرف، ودنيا باطمة، وعصام كمال، والحاج عبد المغيث، والشاب يونس وشفين، والرايس الحسين باعمران، وعدد من المجموعات الغنائية الأمازيغية، من أبرزها مجموعة أيت ماتن، وأرشاش (أكرم)، وإزنزارنتيزنيت، وإمزالن، وتودرت، إضافة إلى الديدجي الشهير كيكووالفيدجي أتموست.
 وتلقى هذه الحفلات الفنية تجاوبا كبيرا من طرف جمهور وزوار تيزنيت.
ويتوقع المنظمون المزيد من الإقبال على المهرجان خلال سهرة الاختتام التي تحييها نجمة الأغنية العصرية  دنيا باطمة إلى جانب نجم الأغنية الشعبية الحاج مغيث، إضافة إلى المجموعتين المحليتين إمزالن وتودرت.
وتستقبل مدينة تيزنيت، منذ الافتتاح، عشرات الآلاف من الزوار القادمين من مختلف جهات المملكة  لاقتناء الحلي والمجوهرات من المعرض الكبير للفضية، الذي يضم 50 عارضا من أمهر المختصين في الصياغة الفضية.
وتختتم فعاليات المهرجان مساء يومه الاثنين، بتنظيم عرض للأزياء والحلي الفضية بقاعة أسلاف بمدينة تيزنيت.
ويكرس مهرجان “تيميزار” مدينة تيزنيت كعاصمة لصياغة الفضة بالمغرب، التي تتميز عن باقي المدن بصناعة الحلي بأشكالها التقليدية وبتجلياتها الثقافية العميقة، ولعل هذا البعد الرمزي للفضة هو ما يعطى قيمة مضافة للصناع التقليديين في تيزنيت المعروفين بمهارتهم وإبداعاتهم الخلاقة.
  ويهدف المهرجان، المنظم من طرف جمعية تيميزار، بشراكة مع المجلس الجماعي لمدينة تيزنيت، وبدعم من وزارة الداخلية ووزارة الصناعة التقليدية ومجلس سوس ماسة والمجلس الإقليمي لتيزنيت وغرفة الصناعة التقليدية بأكادير، وعدد من الشركاء العموميين والخواص، إلى تشجيع الحرف اليدوية المحلية، وتسويقها، خصوصا الحلي الفضية، التي تعتبر موروثا تاريخيا وحضاريا، ورمزا لقيم الجمالية والإبداع بالمنطقة، ورافدا تنمويا يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية.
وفي إطار انفتاحها على تجارب بلدان أخرى في مجال صياغة الفضة، تشهد الدورة الحالية مشاركة عدد من الدول الإفريقية والأوروبية، من بينها وإيطاليا، وهولندا، والنيجر، ومصر، والجزائر، وتونس.

Related posts

Top