الركراكي..” مول الكورة”…

أصر وليد الركراكي خلال آخر لقاء إعلامي عقده قبل مواجهتي الغابون وليسوتو، ضمن تصفيات كأس الأمم الإفريقية بالمغرب، على تقديم كل المعطيات التي تؤكد أن الفضل في الحصول على الميدالية النحاسية خلال دورة باريس الأولمبية، يعود له بالدرجة الأولى، وليس لغيره…
نسب لنفسه مسألة إقناع اللاعبين بالمشاركة مع المنتخب الأولمبي، كما أنه هو من انتزع -حسب قوله-، موافقة الأندية التي يلعبون لها، مفضلا الإشادة بشخصه، مادام في نظره لا أحد قام بذلك…
خلال هذا اللقاء الإعلامي الذي كان مخصصا أساسا للحديث عن لائحة المنتخب الأول، إلا أن الاتجاه تحول نحو الاستحقاق الأولمبي، ليتبين أن السؤال كان معدا له من قبل، والهدف هو تمرير خطاب يخص “رأس لافوكا”، وعلى هذا الأساس أصر على أن تكون بداية هذا اللقاء، بالتطرق لما حدث بدورة باريس…
قال أيضا إنه هو المشرف العام عن المنتخبين الأول والأولمبي، وهو من تفضل بتعيين طارق السكتيوي، كمدرب لكن بصلاحيات منزوعة السلاح، وتكليفه بمهمة التواجد بكرسي الاحتياط، في انتظار التعليمات، ولا حق له المبادرة أو الاجتهاد، أو التدخل في الأوقات المناسبة…
برر هذا المدرب المغوار مسألة تدخلاته المتكررة، خلال المباريات الستة التي خاضها منتخب أقل من 23 سنة خلال الدورة الأولمبية، من مختلف الامكان، على أنها كانت ضرورية بحكم مسؤولياته، ومعرفته بإمكانيات اللاعبين، مذكرا الجميع، بأنه قام بنفس الدور خلال كأس إفريقيا بالمغرب، ولم يلق نفس المعارضة…
تدخلات الركراكي خلال مباريات الأولمبياد، عرفت انتقادات واسعة من طرف المتتبعين والجمهور الرياضي وحتى الصحافة، على حد سواء، بالنظر إلى الطريقة الفجة التي كانت تتم بها، وإصراره على حب الظهور، وإبراز شخصه، على حساب مدرب من المفروض أن يكون، هو المسؤول الأول داخل الملعب، ألا وهو طارق السكيتيوي…
نحن الآن أمام حالة خاصة، تعكس شخصية مدرب لا يطاق في سلوكه وفي تصريحاته، في تعامله، وفي طريقة تسلقه للمسؤوليات، حتى ولو ركب على مجهود الآخرين، فالغاية بالنسبة له تبرر الوسيلة…
أسابيع قبل السفر إلى فرنسا، تم التخلي عن عصام الشرعي الذي قاد المنتخب الأولمبي للفوز بكأس إفريقيا للأمم، لكن يبدو أن هذا الأخير، رفض أسلوب الوصاية المبالغ فيها، وعدم قبول تدخلات يطغى عليها عدم التقدير لشخصه، ليتم التخلي عنه، وتعيين مدرب آخر، تحمل المسؤولية في ظرف صعب جدا، وفي ظل هيمنة مطلقة…
السؤال المحير في هذه الحالة غير العادية هو: لماذا لم يتحمل الركراكي نفسه مهمة قيادة المنتخب الأولمبي؟ ولماذا يصر على تعيين مدربين، يطلب منهم لعب دور الكومبارس؟
فأغلب اللاعبين بسن أولمبي أو أقل، يرافقون المنتخب الأول خلال المعسكرات التدريبية، وأغلبهم يبقى خلال المباريات بكرسي الاحتياط، لا هم يلعبون مع المنتخب الأول، ولا هم يشكلون العمود الأساسي لمنتخب أقل من 23 سنة…
وهنا يتبين مخطط الركراكي المحبوك، فبالنسبة له هو “مول الكورة”، ولا أحد غيره، فهو الأول أما الباقي فتحت إمرته، وإلا سيغادرون على الفور، كما حدث مع الشرعي، بل إن هذه العنترية تصل حتى للطاقم الطبي، كما حدث مع الدكتور عبد الرزاق هيفتي، الذي غادر مباشرة بعد مونديال قطر 2022.
نعود ونطرح سؤال سبق أن طرح، لماذا لم يتحدث بنفس التعالي والثقة الزائدة بالنفس، بعد إخفاق كأس إفريقيا للأمم بالكامرون؟…

محمد الروحلي

Top