تختتم مساء غد السبت بالرباط منافسات كأس العالم للأندية في كرة القدم، بإجراء المقابلة النهائية، تجمع بين ناديي ريال مدريد الإسباني، والهلال السعودي، على أرضية مركب الأمير مولاي عبد الله.
موعد مثير للاهتمام..جدير بالمتابعة، لكونه يجمع بين بطلي القارتين الأوروبية والأسيوية، يمكن من الوقوف على إمكانية تقارب المستوى، واختبار قدرات كل فريق على حدة.
صحيح أن مستوى الريال لا يقارن، ولا يمكن أبدا التشكيك في عطاء لاعبيه المتميزين، ودورهم في حسم نتيجة أية مباراة، كيفما كان حجمها، إلا أن هذا لا يلغي أبدا حظوظ الفريق السعودي، بترسانة من العناصر المجربة، من مختلف الجنسيات والأطياف…
ويعد وصول فريق عربي لهذا الموعد الدولي الهام إنجازا مهما، على اعتبار أن الهلال ثالث ناد عربي، يحظى بهذا الشرف، بعد الرجاء البيضاوي سنة 2013 والعين الإماراتي سنة 2018، وبالتالي، فإن مسار الفريق السعودي الذي جاء تأهيله في دور الربع على حساب الوداد البيضاوي؛ يعد خطوة مهمة على درب التألق الدولي.
فالمسار الرائع الذي حققه الفريق الوطني لكرة القدم بمونديال قطر 2022، ألغى كل الحواجز، كما ضيق هامش الفوارق بين المدارس الكروية، ليصبح الرهان كبيرا بخصوص إمكانية حضور فاعل، في أية تظاهرة مهما اختلف حجمها، أو قيمة المشاركين فيها، مع العلم أن الانتصار الباهر الذي سبق أن حققه المنتخب السعودي، بهزم الأرجنتين بكأس العالم، شكل هو الآخر قيمة حقيقية، أعطت الدليل على أن كل شيء ممكن، شريطة التسلح بالعزيمة القوية، والاستعداد الجيد، وتجاوز الارتباك النفسي والذهني.
الهلال أمام موعد مع التاريخ، والأنظار ستتسلط على أصدقاء ياسر الشهراني، والوقوف على إمكانياتهم في تجاوز حاجز الريال، واعتلاء منصة التتويج بمدينة الأنوار، العاصمة الرباط التي تعبر عن سعادتها، باستضافة هذا الحدث الرياضي بأبعاده المختلفة.
فمباراة النصف التي جمعت ريال مدريد بالأهلي المصري، أظهرت أطوارها أن تحقيق نتيجة إيجابية، ضد أبطال أوروبا، ممكن التحقيق، شريطة عدم تقديم الهدايا، كما حدث خلال الهدف الأول، والأكثر من ذلك كان بإمكان الفريق المصري تحقيق التعادل، والعبور بالمواجهة نحو الشوطين الإضافيين، ولم لا الاحتكام للضربات الترجيحية، حيث تتساوى الحظوظ، إلا أن ارتكاب أخطاء فادحة، رجحت في الأخير كفة النادي الإسباني العريق.
سقنا هذا المثال، للتأكيد أن تجاوز ترسانة النادي الملكي، مهمة غير مستحيلة، وما على زعيم كرة القدم السعودية والأسيوية، إلا الثقة بالنفس، وتفادي ارتكاب الأخطاء، وعدم تقديم هدايا، فالهدايا بالنسبة أشبال الداهية الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لا ترد ولا ترفض، بل تقبل بصدر رحب..
محمد الروحلي