بيان24: سميرة الشناوي
نظم الصندوق التعاضدي المهني المغربي(CMIM)، يوم الثلاثاء الماضي بالدار البيضاء، اللقاء الدراسي الخامس حول الصحة والسلامة في فضاء المقاولة.
اليوم الدراسي الذي احتضنه مستشفى الشيخ خليفة بن زايد بالدار البيضاء، شكل مناسبة للقاء عدد كبير من المهنيين والفاعلين في مجال الاقتصاد والمال والأعمال، والخبراء، وممثلي المؤسسات الصحية، وممثلي الجامعات، فضلا عن ممثلي الأجراء، وذلك من أجل تبادل الخبرات والمعارف حول الممارسات الجديدة والجيدة في ميدان الصحة والعمل، في أفق إرساء ثقافة الصحة والسلامة داخل المقاولة، بما يحسن ظروف العمل وأوضاع العاملين ويرفع من مستوى المردودية والتنافسية.
وأفاد عبد العزيز العلوي، رئيس المجلس الإداري للصندوق المهني التعاضدي المغربي، في تصريح أدلى به لبيان اليوم، بالمناسبة، أن اللجنة المنظمة لهذه اللقاءات السنوية قررت هذه السنة الانفتاح على المؤسسات الاستشفائية، وكذا على الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في قطاع الصحة، من أجل المزيد من التحسيس بأهمية الممارسات الإيجابية في مجال ضمان الصحة والسلامة في أماكن العمل، وكذا الاستفادة من تجارب المؤسسات الاستشفائية، وعلى رأسها مستشفى الشيخ زايد المحتضن للتظاهرة، على مستوى ضمان الصحة والسلامة للمستخدمين. وقد عرف لقاء الثلاثاء، في هذا الصدد، أيضا مشاركة عدد من الخبراء الأجانب الذين قدموا للتعريف بأحدث الأفكار والمناهج المتبعة دوليا في هذا المجال.
من جهته، أكد عبد الرحيم بنرواين، مندوب وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية بالدار البيضاء، في كلمة ألقاها نيابة عن الوزير، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، أن المغرب راكم إنجازات مهمة في مجال الصحة والسلامة في العمل، والتي تعد قبل كل شيء تكريسا للحقوق المنصوص عليها في دستور 2011، وعلى رأسها الحق في الصحة لكافة المواطنين عموما، وللعاملات والعمال على وجه الخصوص. وأبرز بنرواين أن هذا الموضوع يشكل محورا أساسيا في استراتيجية الحكومة الرامية إلى تحسين ظروف العمل والرفع من فعالية ومردودية المقاولات، خاصة في ظل التحديات التي أضحى يفرضها التأهيل الاقتصادي ومعه ارتفاع نسبة المخاطر في مجال الشغل. وكل ذلك، يقول المسؤول، يشكل حافزا أساسيا من أجل تطوير القوانين وتعزيز الآليات الضرورية في إطار سياسة مندمجة ترتكز على الجانب التشريعي من خلالوضع مشروع قانون الصحة والسلامة في العمل، وملاءمة مقتضيات التشغيل مع الاتفاقيات الدولية، وتعزيز مجال الحماية من خلال رفع عدد الأمراض التي تتضمنها لائحة الأمراض المهنية، فضلا عن تفعيل لجان الصحة والسلامة داخل المقاولات، وكل ذلك بشراكة وتنسيق مع المهنيين وممثلي الأجراء. وأكد بنرواين على ضرورة تظافر جهود كافة المتدخلين من أجل تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية باتجاه ضمان تطوير ونجاعة الاقتصاد الوطني وفي نفس الوقت تعزيز أوضاع العمال والاستقرار الاجتماعي.
من جانبه، أكد ميلودي مخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، على الأهمية الكبيرة التي يكتسيها موضوع الصحة والسلامة داخل المقاولات، سواء بالنسبة للعمال أو النقابات أو حتى أرباب المقاولات، معتبرا أن الاهتمام بصحة وسلامة العمال داخل المقاولة يكتسي طابعا ثقافيا بالأساس، ولذلك يتعين التحسيس به بالنظر لمساهمته في تنمية أنشطة المقاولة.
كما أكد على ضرورة توفر إرادة سياسية حقيقية من أجل تعزيز وضمان حق الشغيلة في السلامة والصحة داخل فضاء العمل. وأشار في هذا الصدد إلى أهمية تفعيل دور اللجان المشتركة للمقاولات وكذا دور طبيب الشغل والرفع من مستوى التكوين في هذا الميدان. وأكد مخاريق أيضا على ارتفاع نسبة المخاطروالحوادث التي أضحى المستخدمون معرضين لها، مشيرا إلى الانتشار الكبير لأمراض جديدة من قبيل مرض الإرهاق والضغط في العمل، والذي يؤثر بصفة كبيرة على صحة ومردوية العاملين.
يذكر أن أشغال هذا اليوم الدراسي، تضمنت أربع موائد مستديرة ناقشت عدة مواضيع مرتبطة بالصحة والسلامة في العمل، وعلى رأسها: «الصحة في العمل داخل المستشفى»، «التعليم العاليفي مجال الصحة والسلامة في العمل»، «سلامة وصحة المستخدمين داخل المقاولات»، وكذا «صحة المرأة في العمل». كما تم تقديم عدة تجارب لمقاولات مغربية وأجنبية في مجال ضمان الحماية والوقاية من المخاطر لفائدة العاملين.
الصحة والسلامة في العمل.. رهان أساسي لرفع مردوية العاملين وتنافسية المقاولات
الوسوم