بسرعة غير مسبوقة، تفجرت الأوضاع داخل نادي المغرب الرياضي الفاسي لكرة القدم، وبات الفريق الأول بالعاصمة العلمية بمكتبين مسيرين ورئيسين، إذ سرعان ما اندلعت الخلافات الهامشية والحروب الداخلية التي قادت إلى تفجير الأوضاع من الداخل، ما أدى إلى إحداث شرخ عميق.
فالأخبار القادمة من فاس، خلال نهاية الأسبوع، لم تحمل أشياء سارة، إذ وصلت الخلافات إلى درجة قادت إلى تشتيت العائلة الواحدة، وتبادل الاتهامات وأسهم الانتقاد إلى درجة الشخصنة…
معارضو أحمد المرنيسي عقدوا جمعا عاما، معلنين عن عودة مروان بناني لمنصب الرئاسة الذي غادره منذ ثلاث سنوات، ليعود على حين غرة، مؤكدا استعداده لقيادة الفريق مجددا، والعمل على عودته الموسم القادم لقسم الكبار.
وفي الوقت الذي كان من المفروض أن يتدخل العقلاء داخل العائلة الفاسية لتطويق الخلافات الهامشية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتخاصمة، ظل الجميع يتفرج على الأوضاع كما هي، إلى أن وصلت إلى الباب المسدود، وقاد مباشرة إلى حدوث انشقاق بين المسيرين والمنخرطين.
الفريق الذي يعاني من استمرار تواجده بحظيرة القسم الثاني، يوجد في أمس الحاجة إلى تكاثف كل الجهود وتوحيد الرؤى من أجل عودت الماص إلى مكانها الطبيعي والعادي، ألا وهو التواجد ضمن الأندية المؤثرة في الحياة الرياضية على الصعيد الوطني.
وبناني العائد للرئاسة، الذي سبق أن غادر المنصب على إيقاع الخلافات والتطاحنات وصلت إلى القضاء، والذي سبق أن روجت عنه أخبار عن عدم شفافية الفترة التي أشرف فيها على تسيير النادي الأصفر، فجأة تحول إلى الرجل المنقذ القادر على تحقيق حلم الفاسيين، مع أن الكل يتذكر كيف تكتلت مكونات النادي ضد مروان بناني، حين تشبث بمنصب الرئاسة إلى آخر رمق، وكيف غادر على إيقاع التشهير والإساءة الشخصية.
بظهور رئيسين بناد واحد، أعلن عن بداية فصول حرب جديدة داخل ناد عانى طيلة السنوات الأخيرة من حروب ضارية، تستعمل فيه كل وسائل الضرب تحت الحزام.
وبعيدا عن اتهام هذا الطرف أو ذلك، وفي غياب معطيات وافرة حول أسباب الخلاف، فإن طرح هذا الموضوع بالذات، وفي هذا الظرف الدقيق يعتبر عملا غير مقبول من الطرفين، وكان من الممكن أن تطرح بكثير من المسؤولية وفي إطار اجتماعات العائلة الواحدة.
فنشر الغسيل بهذا الشكل، يزيد أصلا من عمق الاختلافات، كما يساهم في تحويلها إلى خلافات عميقة، لا لشيء إلا أن الأطراف لم تحتكم منذ البداية إلى أسلوب الحكمة والترفع، حفاظا على تماسك النادي من الداخل، وتدبير الحق في الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية.
الماص ملك لـ “أهل فاس”، وعلى هذا الأساس يجب أن يتحمل الجميع المسؤولية على قدم المساواة، لا فرق بين هذا وذاك، إلا بدرجة الحب و التعلق بالانتماء، لهذا الصرح الذي شكل لسنوات مدرسة الحقيقية للوطنية والتأطير والتربية والأخلاق والعطاء الوفير، أما التصعيد فلم ولن يكن في يوم من الأيام الحل المناسب…
محمد الروحلي