فاز العرض المسرحي «خريف» لفرقة مسرح أنفاس المغربية، بجائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي – وقيمتها مئة ألف درهم إماراتي (حوالي 27 ألف دولار)- في الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي الذي اختتم فعالياته مساء الخميس الماضي في الجزائر.
 ويتناول العرض – وهو من إخراج أسماء هوري وتأليف شقيقتها الراحلة فاطمة هوري، وبطولة فريدة بو عزاوي وسليمة مومني- قصة امرأة تصاب بالسرطان، وعلاقة المرأة بالرجل بعد اكتشاف هذا المرض وما يطرأ على هذه العلاقة، كما يسلط الضوء على الجسد المريض في المجتمع ونظرته إليه.
 وقال رئيس لجنة التحكيم الكاتب السوداني يوسف عايدابي في كلمة إعلان نتيجة المسابقة، إن العرض الفائز «نجح في الوصول إلى قلوب وعقول الجميع، سهل ممتنع.. قدم لنا رؤية إبداعية واضحة قوية بليغة تمس البشرية جمعاء، لم تجعل من مغادرة الحياة عويلا جانحا بل نشيدا للإرادة التي تتمسك بقيم الحياة وتقاوم كل الألم».
وجاء في التقرير الختامي أن مسرحية «خريف»، تميزت عن سواها في اكتنازها بـ «فحوى إنسانية ولغة إبداعية ترتقي للعالمية، قوامها الرئيس احتفاؤها وتمجيدها للحياة من خلال جسد معذب يذوي وينطفئ، إلا أنه يتحدى غول الموت الذي يمزق هذا الجسد بصمت، يقاوم كل أشكال الألم النفسي والجسدي متمسكًا بالأمل وبقيم الحياة، مجابهًا قدره بشجاعة وإصرار حتى اللحظات الأخيرة».
 وأضاف المصدر أن هذا العرض الذي نجح في الوصول إلى قلوب وعقول الجميع سهل ممتنع، قدّم رؤية إبداعية واضحة قوية بليغة تمسُّ البشرية جمعاء «لن نجعل من مغادرة الحياة عويلًا جائحًا، بل نشيدًا للإرادة التي تتمسك بقيم الحياة وتقاوم كل الألم».
واعتبر المُحكّمون أن عرض «خريف» وظّف هذه الرؤية باقتدار وحول فضاء العرض المسرحي إلى مشهديات جسدية، تتناغم فيما بينها وتتقاطع لغة الحركة والإيماءة بمختلف أبعادها الفنية السيميائية بلغة الكلام، وعناصر العرض الأخرى من سينوغرافيا وموسيقى تألق مؤلفها في عزفها في نسيج فني مترابط، وفي تعبيرية بليغة توحدت جميع مفرداتها وعناصرها لتجعل من الشكل تجليًا للمضمون الإنساني.
 وأثنت لجنة التحكيم على «تمكن الأداء من تنغيم الفعل والصراع الداخلي، لنرى في الجسد والصوت روحًا واحدة تجسد الألم والمقاومة، وتجسد رؤية الإخراج بتوهج وإبداع».
 ودارت فعاليات المهرجان بمدينتي وهران ومستغانم، بمشاركة أكثر من 33 عرضا مسرحيا. وتنافس على الجائزة ثمانية عروض من الجزائر، وتونس والمغرب والأردن ومصر والعراق والكويت، وحملت الدورة اسم المسرحي الجزائري الراحل عز الدين مجوبي الذي اغتيل عام 1995.
 وتابع ضيوف حفل الختام أوبريت «رحلة حب» من إنتاج الديوان الوطني للثقافة والإعلام وإخراج فوزية آيت الحاج. وخلال الحفل كذلك، كرم وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي أعضاء مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح التي تتخذ من الشارقة مقرا لها.
 وفي نهاية الحفل أعلن الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله، إقامة الدورة المقبلة (العاشرة) للمهرجان في تونس.