في تدوينة محبة وعرفان وتذكر، استحضر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ذكرى حزينة وأليمة حلت أول أمس:25 أبريل، ويذكرها الرفاق والمناضلون إلى اليوم.
في مثل هذا التاريخ من سنة 2003، شاع الخبر الصادم، حيث تعرض الأستاذ المسعودي العياشي لحادث سير مروع.
على بعد بضع كيلومترات من مدينة الخميسات، وفِي الطريق السيار بين الرباط وفاس، اصطدمت سيارته بشاحنة تحمل قضبان حديد، وكان ما كان…
الأستاذ العياشي يعيش اليوم ضمن أسرته وعائلته، بعد معاناة زمن الحادث وبعده، ولكنه إلى اليوم لا تسعفه الذاكرة على استحضار كامل المسار والسيرة والأشياء، وندعو له بالشفاء الكامل وموفور الصحة وطول العمر.
نتحدث هنا عن المسعودي العياشي ليس فقط اعتبارا لكونه إنسانا نبيلا ومحبوبا من لدن الجميع، ولكن أيضا وأساسا لكونه يجسد نموذجا، وسيرته تروي حكاية..
المسعودي العياشي هو أستاذ جامعي بكلية الحقوق بفاس، ومئات الطلبة الذين درسوا على يديه هناك يشهدون على قيمته العلمية والأكاديمية وسلوكه الإنساني ومهارته البيداغوجية والتواصلية.
المسعودي العياشي ترأس جماعة عين مديونة بدائرة تاونات، وهنا حكايات العمل عن قرب مع الناس والتغييرات الاجتماعية والتجهيزية والبنيوية توجد بالعشرات، وتحفظها الساكنة المحلية إلى اليوم.
المسعودي العياشي مثل دائرة تاونات بمجلس النواب لأكثر من ولاية، وترأس فريق»التحالف الاشتراكي»آنذاك، وهنا تحفظ ذاكرة الكثيرين عديد جوانب لكفاءة برلمانية وطنية متميزة.
فضلا عن الكفاءة العلمية والمعرفية، امتلك المسعودي العياشي تفوقا تواصليا وخطابيا لافتا، كما بقي وفيا لانتمائه الحزبي والسياسي، وجمع المصداقية السياسية والأخلاقية إضافة إلى المصداقية العلمية، وتعزز كل ذلك في شخصيته بامتلاك طاقة عجيبة وقدرة على العمل والحضور.
لن ينسى البرلمان اجتهادات المعني بالأمر ومرافعاته واقتراحاته في قوانين الاستثمار والتجارة، وأثناء دراسة الميزانيات، وخلال إعداد القوانين الانتخابية وقانون الجهوية، وفِي محطات أخرى، كما افتقد الصحفيون مصدرا هاما وعارفا يقدم لهم باستمرار الأخبار والتحاليل والتعليقات…
هذه السيرة كلها لم يغيبها حادث السير الأليم، ولم يمح أثرها ووجودها من بال العديدين…
وعندما يتذكر الأمين العام للحزب الذي انتمى إليه دائما المسعودي العياشي هذه السيرة، فهو بذلك يؤكد أولا أن المحبة للرجل لم تنقص وسيرته لم تنس، وكمناضل تقدمي كبير له حق على رفيقاته ورفاقه أن يذكروه ويخلدوا المسار والتجربة ودروسهما.
والبلاد تستعد اليوم لخوض استحقاقات انتخابية في القريب، تستحق تجربة المسعودي العياشي القراءة والتأمل والتذكير.
هيئاتنا المنتخبة ومؤسستنا التشريعية تحتاج إلى عديد أمثال المسعودي العياشي، كفاءة وحضورا واجتهادا وجدية وإخلاصًا وعطاء وتضحية ومصداقية، وذلك لتطوير منظومة أدائها وتقوية حرفيتها وتعزيز إنتاجيتها ونجاعة عملها.
المسعودي العياشي أسس لنموذج مختلف في مسقط رأسه، وترأس مجلس الجماعة محاطا بدعم مناضلات ومناضلين، وقويا بثقة الناس، وفِي نفس الوقت مثل المنطقة في البرلمان وترأس فريقا برلمانيا وقدم جهدا لافتا في التشريع والمراقبة والتفكير، وتحمل مسؤوليات حزبية تنظيمية قيادية، وفِي كل هذه الميادين كان يسجل الأثر، وجعل كامل العمل ينطلق من حس وطني نضالي لا يهمه منه سوى ما يتحقق من أثر ملموس على حياة الناس والمكان…
المسعودي العياشي هو سيرة نضالية وعلمية تبقى البلاد في حاجة إلى جعلها عنوان «السياسة التي نريد»…
لرفيقنا العياشي المحبة والشفاء الكامل…
<محتات الرقاص