المغرب يحتضن مقر الأمانة الدائمة لشبكة الوقاية من التعذيب بإفريقيا

صادق المؤتمر الدولي الثاني للآليات الوطنية للوقاية من التعذيب، المنعقد بكيب تاون بجنوب إفريقيا يومي 26 و 27 يونيو المنصرم، على احتضان عاصمة المملكة المغربية الرباط لمقر الأمانة الدائمة لـ”شبكة الآليات الوطنية الإفريقية للوقاية من التعذيب”.
وكان المدافعات والمدافعون الأفارقة عن حقوق الإنسان، قد صادقوا، خلال المؤتمر ذاته، على النظام الأساسي لإطار إقليمي مؤسساتي يجمع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان المحتضنة للآليات الوطنية للوقاية من التعذيب والآليات الوطنية الوقائية المستقلة، وذلك بهدف الوقاية من التعذيب بالقارة الإفريقية، وتأكيد عزمها على القضاء على التعذيب وحماية الكرامة الإنسانية وإحداث جبهة موحدة بالقارة ضد هذه الممارسة، التي تشكل، بحسب بلاغ توصلت الجريدة بنسخة منه، “انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان، محرم بشكل تام”.
وبموجب النظام الأساسي، الذي صادق عليه المؤتمر، اختار المدافعات والمدافعون الأفارقة عن حقوق الإنسان، وفق المصدر ذاته، تقرر إسناد الرئاسة، في ولايتها الأولى (لمدة سنتين)، إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فيما تم إسناد نيابة الرئيس للجنة حقوق الإنسان بجنوب إفريقيا، التي لعبت، رفقة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، دورا فاعلا في سياقات إحداث الشبكة.
كما شكل مؤتمر”كيب تاون” وفق بيانه الختامي، مكتبا لـ” شبكة الآليات الوطنية الإفريقية للوقاية من التعذيب” يتكون من الآليات الوطنية للوقاية من التعذيب بكل من المغرب وجنوب إفريقيا وموريتانيا والسنغال والرأس الأخضر وموزمبيق كأول أعضاء للجنة الإشراف لولاية تمتد لسنتين، ستتولى تنفيذ المخططات الإستراتيجية للشبكة.
وتتألف الشبكة من أعضاء كاملي العضوية وأعضاء منتسبين ومجلس إدارة يضم الرئيس (المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب) ونائب الرئيس (لجنة حقوق الإنسان بجنوب إفريقيا) وخمس آليات وقائية وطنية تمثل المناطق الإفريقية الخمس، فيما تتكون الجمعية العامة، باعتبارها أعلى هيئة إشراف بالشبكة، من ممثلي الآليات الوطنية للوقاية من التعذيب الأعضاء.
وذكر بلاغ المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أنه بالإضافة إلى مأسسة الجهود ووضع أسس، وصفها بـ “الصلبة” وهياكل اشتغال ديناميكية في ولايتها الأولى، ستعمل الشبكة على تسهيل العمل المشترك وآلياته وتنسيق أنشطة الآليات الوطنية للوقاية من التعذيب على الصعيد الإقليمي القاري، فضلا عن تقوية القدرات وتشجيع الدعم التقني وتقاسم الممارسات الفضلى وتقوية قدرات الآليات الوطنية للوقاية من التعذيب في إفريقيا.
وفي سياق متصل، وبحسب البلاغ ذاته، قالت أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في كلمة لها بالمناسبة “إن هذه المبادرة تجسد رؤيتنا المشتركة لقارة تحترم حقوق كل فرد وتحمي كرامته”، مؤكدة على أهمية التعاون الإفريقي-أفريقي المؤسساتي والمستدام… من أجل حاضر ومستقبل تُصان فيه حقوق الإنسان وكرامته، بإفريقيا لا مكان فيها لجريمة التعذيب.
وأشادت أمينة بوعياش ، بالانخراط الجماعي للمدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان بإفريقيا وعزمهم المشترك على الوقاية من التعذيب بالقارة، سواء في مؤتمر كيب تاون أو خلال الاجتماع التاريخي بمراكش 2023، الذي وضع أسس إحداث الشبكة الأفريقية للآليات الوطنية للوقاية من التعذيب وتوج باعتماد إعلان مراكش التأسيسي.
يشار إلى أنه جرى التوقيع، في حفل رسمي، خلال هذا المؤتمر على إعلان مراكش باعتباره المنصة المؤسسة لشبكة الوقاية من التعذيب التي تقودها المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والآليات الوطنية للوقاية من التعذيب بالقارة الإفريقية.
وكان المجلس الوطني لحقوق الإنسان قد احتضن في يونيو 2023 مؤتمرا دوليا حول “ممارسات الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب في إفريقيا: التحديات والفرص الناشئة” توج بإعلان مراكش للوقاية من التعذيب بإفريقيا، وتقرر خلال هذا المؤتمر تأسيس “شبكة الآليات الوطنية الإفريقية للوقاية من التعذيب”، كانت أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، قد دعت إلى إحداثها في كلمتها الافتتاحية خلال المؤتمر الإفريقي الدولي الأول.
وعبر إعلان مراكش، عن التزام قوي مشترك بالعمل على الوقاية من التعذيب بإفريقيا، من خلال عمل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان الحاضنة للآليات الوطنية للوقاية من التعذيب والآليات الوطنية الوقائية المستقلة.

< محمد حجيوي

Top