حل المغرب في المركز 44 عالميا، من بين 119دولة، في مؤشر الجوع العالمي لسنة 2018، وذلك بحصوله على نسبة إجمالية متوسطة بلغت 10.4% ضمن المعايير المعتمدة من قبل هذا المؤشر لقياس مستوى الجوع. ولم يسجل المؤشر أي تغيير هذا العام في وضعية المغرب الذي احتل نفس الترتيب في تقرير العام الماضي.
ويعرف الجوع وفقا لمنظمة الصحة والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة (فاو)، على أنه الحرمان من الطعام وسوء التغذية، الذي يجعل الفرد لا يستطيع الحصول على 1800 سعر حراري، كحد يومي أدنى لحياة صحية ومنتجة. ويعتمد مؤشر الجوع العالمي على أربعة معايير لقياس مستوى الجوع للدولة محل الدراسة، تتمثل بشكل أساسي في حساب النسبة المئوية للسكان الذين يعانون من نقص التغذية، والنسبة المئوية لانتشار الهزال وقصر القامة ومعدلات الوفيات في صفوف الأطفال دون سن الخامسة.
وجاءت أفريقيا الوسطى الأكثر جوعا عالميا، ضمن المؤشر، فيما احتل اليمن رتبة الدولة الأكثر جوعا عربيا. وفي المقابل جاءت الكويت من بين الدول الـ15 الأقل جوعا عالميا بنسبة لا تتجاوز 5 بالمائة، إلى جانب تسع دول أوربية اعتبرت الأقل جوعا في المؤشر، وأربع دول من منطقة الأمريكتين (تشيلي وأوروجواي، وكوستاريكا، وكوبا) ودولتين من قارة آسيا هما تركيا والكويت.
وشمل مؤشر الجوع العالمي 15 دولة عربية من أصل 22 دولة عربية، ولم يختلف ترتيب الدول العربية كثيرا فيما بينها عما كانت عليه في مؤشر عام 2017. وقدم المؤشر دولة السودان على أنها ثاني أكثر الدول العربية جوعا، حيث احتلت المركز رقم 112 عالميا، بنسبة إجمالية متوسطة بلغت 34.8%، تلتها دولة جزر القمر، على المستوى العربي، في المركز رقم 101 عالميا.
وحلت السعودية في المركز الـ31 هذا العام، بعد أن كانت ضمن قائمة الـ15 دولة الأقل جوعا، في السنة الماضي، بينما جاءت الجزائر في المرتبة الـ39 عالميا، عمان (46)، والأردن (48)، لبنان (50)، مصر (61)، والعراق في المرتبة الـ74 عالميا والعاشرة عربيا.
وفي المقابل بقيت خمس دول عربية هي سوريا، قطر، البحرين، ليبيا، والصومال دون ترتيب لعدم استطاعة الحصول على بيانات كافية. أما فلسطين والإمارات، فبقيتا خارج التصنيف أيضا، لعدم مواجهة أي منهما الجوع، حسب التقرير.
وسيطرت القارة الأفريقية على ترتيب الدول العشر الأكثر جوعا في العالم، بوجود سبع دول أفريقية في القائمة. وجاءت أفريقيا الوسطى (119) بصفتها الدولة الأكثر جوعا عالميا، بحصولها على نسبة إجمالية متوسطة بلغت 53.7%، فيما جاءت تشاد (118) كثاني أكثر الدول جوعا في المؤشر، بحصولها على نسبة إجمالية متوسطة بلغت 45.4%.
وعلى العموم، أشار التقرير إلى أن مؤشر الجوع العالمي انخفض إلى 20.9 بعد أن كان 29.2 عام 2000، مؤكدا، مع ذلك، أن نسبة الجوع في 51 دولة ما تزال بين “الخطيرة”، و”الخطيرة جدا”.
وخلص التقرير، على ضوء تلك المؤشرات، إلى أننا “ما زلنا بعيدين عن عالم لا جوع ولا سوء تغذية فيه”، مشيرا إلى عمل الأمم المتحدة للقضاء على ظاهرة الجوع بحلول 2030، وهو تحد كبير يحتاج لمضاعفة الجهود.
وأضاف التقرير أن هذه المؤشرات “تقرع ناقوس الخطر” بصفة لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهلها، موضحا أن “من بين 815 مليون شخص يعانون من الجوع، يبلغ عدد من يعيشون في مناطق النزاع 489 مليونا”، كما أن انتشار الجوع يزداد في الدول التي تعاني من “هشاشة مؤسساتية أو بيئية بنسبة تتراوح ما بين 11% و18%”.
> سميرة الشناوي